أول زيارة لرئيس صيني منذ 12 عاما .. و10 مليارات دولار حجم الاستثمارات والاتفاقيات الثنائية

كتب : أحمد شحاتة
من المهم جدا إذا كانت الحكومة المصرية جادة في تحقيق التنمية الشاملة قد درست تجربة الصين المبهرة في تحقيق التقدم السريع، وأن نعي تحقيق دول كاليابان والصين وكوريا الجنوبية قفزات تنموية هائلة انعكست إيجابا علي شعوبها وعلى دول محيطها، في مساحة زمنية ليست بالكبيرة وإنما هي ليست مجرد "حالات استثنائية"، ولكنها تجارب ناجحة تعبر عن الإيمان بقيمة التقدم التعليمي والثقافي ووضع أسس العمل المنظم المبدع المتقن الذي يقتنع من يؤديه بأنه "عبادة"، وقبل هذا وذاك الإيمان بأن تجاوز العثرات يتطلب القفز نحو مستقبل واعد برؤية تقوم علي أسس غير مستحيل تنفيذها.
وبالطبع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين في نهاية عام 2014 أدت إلى خلق مجالات عديدة في الاستثمار بين البلدين ولاسيما في مجال التعاون التكنولوجي ، وإنتاج الطاقة والكهرباء ،والطيران المدني ، والمساهمة في بناء العاصمة الجديدة إذ أكد المهندس طارق قابيل ـ وزير التجارة، أنه تم التوقيع على سبع اتفاقيات تتعلق بتنفيذ مشروعات تنموية مشتركة بين البلدين في مجالات الكهرباء والنقل والتدريب والتعليم عن بعد ومكافحة التصحر والبنية التحتية وعلوم الفضاء وغيرها في مجالات المال والاستثمار ، وتعزيز التعاون التجاري وكانت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج للعاصمة المصرية القاهرة ، يوم الأربعاء الماضي ضمن جولة له في بمنطقة الشرق الأوسط شملت أيضا السعودية وإيران ، وهى بمثابة جني حصاد ثمار توطيد العلاقات التاريخية بين البلدين .. ناهيك عن كونها الزيارة الأولى منذ 12 عاما لرئيس صيني .
من جهته أكد وزير التعليم العالي، السيد أحمد عبدالخالق، على عمق العلاقات بين مصر والصين في جميع المجالات، خاصة المجالات التعليمية والعلمية، جاء ذلك خلال استقباله سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة سونج أيقوه والوفد المرافق له بمقر الوزارة .
تعاون ثقافي
وخلال زيارة الرئيس الصيني لمصر تم افتتاح فعاليات العام الثقافي الصيني المصري، والذي انطلقت فعالياته من داخل معبد الأقصر، وذلك بالتزامن مع ذكرى مرور 60 عاما على تأسيس العلاقات المصرية الصينية. وأكد تشي تشيانجين ـ الوزير المفوض والقائم بأعمال السفارة الصينية بالقاهرة بأنة يتم الاتفاق على العديد من المشروعات تبلغ قيمتها نحو 10 مليارات دولار، وستقوم المؤسسات المالية الصينية بتمويلها بعدة مليارات .
ومن أبرز المشروعات بالفعل إنشاء الجامعة المصرية الصينية ،والتي من المفترض أن تتم الدراسة بها بدءا من العام القادم ، وتعد أول جامعة تقنية منتجة غير تقليدية في مصر والعالم العربي وتعتمد على التكنولوجيا الإنتاجية المتطورة كما تتبع الجامعة نمطا غير تقليدي في التعليم يقوم على أساس التطبيق العملي لفكرة الجامعة المنتجة، وذلك من خلال ورش العمل التابعة لكل كلية داخل تلك الجامعة كما تضم المرحلة الأولى من الجامعة مجموعة من الكليات منها كلية الصيدلة والعلاج الطبيعي والطب البديل، وكلية اقتصاد والتجارة الدولية إلى جانب كلية الهندسة والتكنولوجيا والعلاج بالأعشاب بينما من المقرر استكمال عدد من الكليات في المراحل التالية على رأسها كلية هندسة التعدين، كلية النقل البحري وتكنولوجيا الصيد وكليات الفنون الجميلة والتطبيقية
كما ستعمل الجامعة على مكافحة البطالة من خلال توفير فرص عمل لآلاف الشباب داخل المشروعات التابعة للجامعة من خلال مركز الإشعاع الحضاري وخدمة المجتمع الملحق بالجامعة، بجانب تدعيم العلاقات بين مصر والصين عن طريق الاستعانة بأعضاء هيئة تدريس من الصين.
ومن جانب آخر كشف المتحدث الرسمي لوزارة النقل أن التوقيع على عقد مترو الأنفاق الجديد بمعاونة صينية مشيرا أنه لم يتم تأجيل حفر المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق، وأن الحفر سيبدأ فور تسلم الشركة المنفذة الموقع في محطة هليوبوليس .
الآمال المعقودة
من ناحيته أوضح محمد أبو الفضل ـ مؤسس اتحاد الشباب الأفريقي الأسيوي أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج تؤكد أن هناك إمكانية كبيرة لكي تلعب بكين دورا أكثر فعالية في الأحداث والتطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة، أو في التوجهات الجديدة لمصر نحو تحول كبير في السياسات والمواقف وإعادة بناء المصالح مع الدول الكبرى، وفي مقدمتها الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن والصين على وجه التحديد.

وأضاف الزيارة حملت رسائل سياسية عدة، في طياتها إرساء قواعد جديدة للوفاق الإقليمي والدولي؛ لتأمين استقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم من أجل الحفاظ على أمنها، بعيدا عن الاستقطاب الأحادي العالمي أو محاولات الهيمنة الإقليمية .
تفاؤل إيجابي
وكانت كل هذه الاستثمارات الضخمة قد لاقت إعجابا من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و " تويتر " لما ستؤدي إلية تلك الاستثمارات في دعم مسيرة التنمية والتطوير بالاقتصاد المصري إذ أشارت نرمين محمد علي إلى مشروع المترو المكهرب "عشان كده في حفر كثيرة في ميدان هليوبوليس أكيد عشان المترو"
وأضاف آخر : "آه فعلا بسبب المترو ونفس الحفر بيتم في ألف مسكن والأماكن المجاورة "
وكانت هناك سعادة عارمة لدى أهالي تلك المناطق الذين عانوا من تكدس المواصلات وكان هناك اهتمام بالغ أيضا من قبل طلاب المراحل الثانوية والإعدادية على جامعة التكنولوجيا الجديدة التي ستقام بمساعدة الصين حيث علق محمد يحيى ـ طالب بالمرحلة الثانوية قائلا "أتمنى التحق بذلك الصرح العلمي العظيم وأن يوفق الله مصر".
أضاف آخر "أخيرا هـ يكون فيه تدريب على المواد الدراسية للاستفادة بها".