النانو تكنولوجي .. ومستقبل وادي السليكون " 3- 3 "

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

النانو تكنولوجي .. ومستقبل وادي السليكون " 3- 3 "

" النانو تكنولوجي " .. هو الجيل الخامس الذي ظهر في عالم الإلكترونيات إذ سبقه الجيل الأول الذي استخدم المصباح الإلكتروني ( Lamp) بما فيه التليفزيون ، والجيل الثاني الذي استخدم جهاز الترانزيستور ، ثم الجيل الثالث من الإلكترونيات الذي استخدام الشرائح التكاملية (IC) Integrate Circuit"وهي عبارة عن قطعة صغيرة جداً قامت باختزال حجم العديد من الأجهزة بل رفعت من كفاءتها وعددت من وظائفها  وجاء الجيل الرابع باستخدام المعالجات الصغيرة" Microprocessor  " الذي أحدث ثورة هائلة في مجال الإلكترونيات بإنتاج الحاسبات الشخصية (Personal Computer) والرقائق الكمبيوترية السليكونية التي أحدثت تقدماً في العديد من المجالات العلمية والصناعية .

 

وتمتلك مصر قاعدة من العلماء ، سواء في دول المهجر أو في الداخل ، والذين يمكن اعتبارهم نواة رئيسية لبدء أبحاث محلية جادة لاستخدام النانو تكنولوجي في عدد من المجالات وأهمها تحسين الإنتاج الزراعي ، مقاومة الآفات الزراعية ، إنتاج الطاقة البديلة ، معالجة مياه الشرب ، علاج وتشخيص بعض الأمراض المزمنة ، تطوير الأدوية ، معالجة الطعام وتخزينه ، معالجة تلوث الهواء ، البناء بالإضافة إلى تطوير صناعة الإلكترونيات .

 

أتفق مع المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في ضرورة توطين صناعة الإلكترونيات والصناعات الدقيقة في وادي التكنولوجيا بالإسماعيلية ، ضمن مشروع تنمية محور قناة السويس  ، وأنه بإمكان مصر امتلاك تكنولوجيا النانو بكفاءة عالية خلال سنوات قليلة عن طريق تطوير الخبرة المصرية في مجال أبحاث وتقنيات النانو تكنولوجي وإعداد كوادر بشرية مدربة في هذا المجال خاصة بعد دعم وزارة الاتصالات مركز النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة ،بنحو 150 مليون جنيه كأول مركز من نوعه بالمنطقة العربية، سيبدأ تنفيذ عدد من المشروعات البحثية بمجالات تحلية المياه والطاقة الشمسية واستخدام تكنولوجيا المعلومات في المحاكاة.

 

ويتنبأ العلماء بمستقبل واعد لهذه التقنية والتي باتت الدول الصناعية تضخ الملايين من الدولارات من أجل تطويرها ووصل تمويل اليابان لدعم بحوث النانو تكنولوجي لهذا العام إلى مليار دولار أما في الولايات المتحدة فهناك 40 ألف عالم أمريكي لديهم المقدرة على العمل في هذا المجال ، ومن ثمة فالتقدم في مجال النانو تكنولوجي يعتمد على كم تنفق ، فالولايات المتحدة الأمريكية لديها أكثر من 400 شركة أمريكية من أصل 1700 شركة في العالم تعمل في هذا المجال، تليها اليابان ثم كندا وبعدها ألمانيا، وتأتي الهند والصين في مقدمة الدول الأسيوية المهتمة بتقنية النانو. أما إسرائيل فهي أحد رواد هذه التقنية بسبب دعمها وتشجيعها لمراكز البحوث العلمية العديدة ، إذ أنفقت مئات الملايين من الدولارات لدعم مراكز البحوث وبدعم كبير ومساعدة من الولايات المتحدة ، وتم حشد أكثر من "200" عالم وباحث من مختلف الاختصاصات للبحث في أسرار هذة التقنية ، علما بأنها تمتلك وتدير أكثر من" 80"شركة متخصصة في هذا الميدان .

 

في تصوري أن دخولنا لمجال النانو تكنولوجي لم يعد محل اختيار لذا نجد ، منذ عامين تقريبا ، بدء محاولات جادة هنا وهناك لبعض الجامعات المصرية - جامعة القاهرة بالتعاون مع جامعة النيل ، ومركز البحوث الزراعية بالجيزة ، أكاديمية البحث العلمي وأخيرا جامعة الإسكندرية - لإقامة مجموعة من المراكز المعنية بتعظيم الاستفادة من النانو تكنولوجي في عدد المجالات وفي نفس الوقت بناء قاعدة محلية من الكوادر البشرية المتخصصة في هذه التقنية بالتعاون مع العلماء المصريين بالخارج والمراكز البحثية ، بهدف تبادل الخبرات ، ولكن السؤال هل يكون مشروع وادي السليكون هو الحضانة الرئيسية للدخول لعصر النانو تكنولوجي حتى يمكننا اللحاق بركب هذه الثورة الجديدة في عالم الذرة والجزيئيات ؟.

 

في اعتقادي أن الجامعات تعد بالطبع هي المعمل الرئيسي لتطوير قدراتنا الوطنية في النانو تكنولوجي إلا أنه وللأسف رغم أن العالم المتقدم يتحدث بقوة عن هذه التقنية منذ منتصف السبعينيات ويتم تدريسها في الكليات التكنولوجية والهندسية إلا أن الغالبية العظمى من جامعاتنا ما زالت بعيدة كل البعد عن هذا المجال ، وكأننا نعيش في كوكب ، ولم تتولد لدينا القناعة أن البحث العملي يجب أن يكون لتحسين حياة البشر وإيجاد الحلول العملية لمشاكل مجتمعنا .

 

ربما يرى البعض أن التمويل يقف كحجر عثرة أمام اقتحامنا عصر النانو تكنولوجي إلا أنه في الحقيقة لا يمكننا التسليم بصورة مطلقة أن نقص التمويل هو السر الرئيسي وراء عزوفنا عن هذه التقنية خاصة أن بعض التجارب المحلية ، التي أشرنا لها سلفا توفر لديها عشرات الملايين من الدولارات ، وإنما تكمن التحدي الرئيسي في التوسع في إنشاء المعاهد ومراكز البحوث والدراسات المتخصصة في الجامعات، وإدخال تقنية النانو كمنهج دراسي في الكليات العلمية والهندسية لزيادة اطلاع الطلبة والمختصين على مراحل تطوره وتطبيقاته. وإنشاء صناديق مالية لدعم البحوث العلمية ، وتقوية العلاقات مع مراكز الأبحاث في الدول المتقدمة من خلال دعم عوامل الارتباط فيما بينها ومواصلة التعاون مع علمائنا المغتربين لتطوير مستوى البحوث الوطنية وتقديم الإغراءات لعودتهم لأوطانهم، والعمل الجاد على الدخول في عالم صناعة تقنية المعلومات وتوفير الحرية الأكاديمية والشخصية للباحثين العلميين ، مع التخلص من البيروقراطية الإدارية والفساد المالي وآفة ظاهرة تصًدر عناصر غير كفء في قيادة أغلب المؤسسات والمراكز العلمية والجامعات.

 

نتطلع أن يكون هناك نوع من التنسيق الجاد بين مراكز البحث العلمي في مجال النانو تكنولوجي وبين المنشآت الصناعية والإنتاجية " التي لديها القدرة المالية والرغبة في الاستثمار لتحسين العملية الإنتاجية بها " بحيث تتم الاستفادة المباشرة من مخرجات هذه المراكز والتي سيكون على عاتقها إيجاد الحلول التقنية للصعوبات والتحديات التي تواجه هذه المنشآت لتطوير وتحديث إنتاجها وزيادة الجودة وتقليل التكلفة إذ ببساطة ستمكننا هذه التقنية من صنع أي شيء نتخيله وذلك عن طريق صف جزيئيات المادة إلى جانب بعضها البعض بشكل لا نتخيله وبأقل كلفة ممكنة وبما لا يؤدي لوجود فاقد في المادة أو حدوث أضرار للبيئة .

في النهاية تؤكد الدراسات أن حجم ما يباع في سوق تكنولوجيا النانو العالمية رغم حداثتها ما يقرب من سبعمائة مليار دولار ، ويرى الخبراء أن القيمة سوف تصل في العام 2014 إلى ما يقرب من
2,9
 تريليون دولار وهو ما يعادل 17% من إنتاج العالم من السلع الضرورية للبشر في ذلك الوقت فهل ستكون لنا مساهمة ملموسة في هذا المجال المتنامي أم سنكتفي فقط بأن نكون مجرد سوق تجارية لمنتجات النانو تكنولوجي ؟.

  • §     مجرد تساؤلات
  • §       مشكلة مدراس النيل... التكنولوجيا اللاعب الاستراتيجي في تنمية وتطوير التعليم ولكن للأسف لا أعرف إصرار وزير التربية والتعليم د. إبراهيم غنيم على ضرب تجربة مدارس النيل كنواة لطالب المستقبل الذي نتطلع إليه جميعا وحرصه على ضم هذه المدارس لوزارته لتصبح مجرد مدرسة من ضمن عشرات الآلاف من المدارس التي يعاني فيها أولادنا من تراجع مستوى التعليم لأسباب جميعنا نعلمها الأمر الذي يهدر موارد واستثمارات الدولة التي ضختها في هذه التجربة ناهيك عن أنه سيؤدي لتأثير سلبي خطير جدا على آلاف الطلبة الموجودين حاليا في مدارس النيل واعتادوا على مناهج وآليات عمل المدرسة. فلمصلحة من ؟.
  • حكومة الظلام .. فشل حكومة د. هشام قنديل في إدارة أزمة قطع الكهرباء بانتظام يوميا لن يمحوها التاريخ .
  • §       نرفع القبعة .. لكل من ساهم في تحرير أبنائنا الجنود المختطفين من سيناء . والسؤال هل سيكون هناك حل شامل وجذري لعدم تكرار مثل هذه الممارسات الإرهابية ؟؟.

 

مشاركات القراء