الشركات في الإمارات لم تنجح في استعمال وسائل الإعلام الإجتماعي الإلكترونية

أظهرت الأبحاث أن أقل من نصف الشركات في دولة الإمارات (41%) لديها حضور على مواقع الإعلام الإجتماعي الإلكترونية، وأن الشركات المستعملة لهذه المواقع لا تستغلها إلى أقصى الحدود الممكنة، وذلك طبقاً لبحث قامت به دي إل أيه بايبر، الشركة القانونية العالمية. علاوة على ذلك، فإن أكثر من ربع الشركات التي تستخدم مستبقا الإعلام الإجتماعي الإلكتروني في الإمارات ليست لديها سياسات واضحة في هذا المجال، مما يعرضها للعديد من المشاكل القانونية.

الدراسة التي أجريت في سبتمبر 2011، تم إجراؤها أيضا في المملكة المتحدة حيث وجد (76%) من الشركات على مواقع الإعلام الإجتماعي الإلكترونية مقارنة بـ (41%) فقط من الشركات في الإمارات. ومن المحتمل أكثر أن تستخدم الشركات في المملكة المتحدة قنوات الإتصال عبر وسائل الإعلام الإجتماعي الإلكترونية للتواصل مع موظفيها بنسبة (39%) للشركات البريطانية وهي أكبر بكثير مقارنة مع نسبة (16%) فقط من نظيراتها في الإمارات. كما أن (37 %) من تلك الشركات في بريطانيا تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لتحفيز الموظفين مقارنة بـ(12%) في الإمارات، مما يظهر الفرق في استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي الإلكترونية بين الدولتين.

وما يزيد عن ربع شركات الإمارات التي تستخدم مواقع الإعلام الإجتماعي الإلكترونية (26%) ليست لديها سياسات واضحة لتنظيم استخدام موظفيها لهذه الوسيلة، وتحديد ما هو مسموح وغير مسموح، مقارنة بـ(17%) من الشركات البريطانية. يفتح غياب هذه السياسات المجال لتعرض الشركات لمشكلات كبيرة، من منطلق قانوني، حيث أن الموظفين الذين يسيئون استخدام الإعلام الإجتماعي الإلكتروني -في غياب سياسة واضحة مطبقة- قد يعني عدم تعرضهم لأي مساءلة قانونية لأن لا شيء يثبت أنهم أضروا عمداً وعن سابق علم بسمعة الشركة.
صرح بذلك نيل كروسلي، رئيس قسم قانون العمل لدى دي إل أيه بايبر الشرق الأوسط، وقال الإعلام الإجتماعي الإلكتروني بلا أدنى شك وسيلة وجدت لتبقى، غير أن الشركات في الإمارات لم تول إهتماماً كافياً لتوعية موظفيها بما يمكنهم وما لا يمكنهم فعله في الوسط المهني، وحيث أن نسبة كبيرة من السكان الآن تصنف تحت "جيل الإنترنت" فهم على درجة عالية من المهارة فيما يتعلق بتقنية الإنترنت والإعلام الإجتماعي الإلكتروني، ولذا لابد من التركيز على إستعمال هذه المهارات بشكل فعال لتشجيع الإبتكار والتحفيز في مكان العمل "
أضاف هناك إدراك عام ومتزايد بأن الإعلام الإجتماعي الإلكتروني ليس مجرد أداة للتسويق، بل هو ظاهرة يجب مراعاتها من جميع جوانب الأعمال؛ من الموارد البشرية إلى إدارة المخاطر، وصولا إلى المراتب العليا للإدارة المؤسسية، والآثار القانونية المترتبة على الإختراقات الناجمة عن سوء إستعمال الإعلام الاجتماعي الإلكتروني وكيفية منعها."
كما علق المستشار القانوني الأول في دي إل أيه بايبر، بشير أبوشقرا الخبير في ترويج العلامات التجارية ، قائلاً: " يجب على الشركات تبني سياسات فعالة لإدارة علاماتهم التجارية إذا كانوا يريدون أقصى عائد لاستثماراتهم المتعلقة بتلك العلامات. ونظرا لانتشار إستعمال وسائل الاعلام الإجتماعي الإلكترونية، فمن الضروري أن تنظر الشركات في تأثير هذه الوسائل على هذه السياسات".
يتم إيصال سياسات تنظم الإعلام الإجتماعي الإلكتروني لدى الشركات التي لديها مثل هذه السياسات، إلى الموظفين عبر شبكة الإنترانت الداخلية بنسبة (40%)،و(36%) عبردليل الموظفين، في الشرق الأوسط، أما في المملكة المتحدة فيتم إيصال هذه السياسات في المقام الأول عن طريق دليل الموظفين بنسبة (52%)، أو عن طريق الإدارة مباشرة (43%). وهذا يدل على الأهمية التي توليها الشركات في المملكة المتحدة إلى سياسات وسائل الإعلام الإجتماعي الإلكتروني ، بالمقارنة مع نظيراتها في دولة الإمارات.
من بين الشركات التي تستخدم الإعلام الإجتماعي الإلكتروني في الشرق الأوسط، (56%) منها ضمّنت هذه السياسات كجزء من سياسات تنظيمية أخرى في المؤسسة، وفقط 15% لديها سياسات متخصصة للإعلام الإجتماعي الإلكتروني، أما ما يثير القلق هنا هو كون أكثر من ربع الشركات (26%) ليس لديها أي سياسات موضوعة لهذا المجال.
إن هدف استخدام الإعلام الإجتماعي الإلكتروني في المملكة المتحدة والشرق الأوسط على حد سواء هوالتواصل مع الزبائن والعملاء،حيث أن زيادة الوعي حول العلامات التجارية (80%) في المملكة المتحدة و(60%) في الشرق الأوسط، والتسويق (60%) في المملكة المتحدة و(56%) في الشرق الأوسط تعتبر من أكثر استخدامات وسائل الإعلام الإجتماعي الإلكترونية شعبية في كلتا المنطقتين.
ويولي الشرق الأوسط تركيزاً على الترويج لأحداث الشركات حيث تقريبا نصف الشركات (52%) التي شملها الاستطلاع تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعي الإلكترونية لهذا الغرض.