الشركات المدرجة في الشرق الأوسط تظهر تحسناً تدريجياً في مستوى الشفافية عبر الإنترنت

أصبحت الشركات المدرجة في الأسواق المالية بمنطقة الشرق الأوسط أكثر وعياً وإدراكاً لأهمية تعزيز شفافيتها عبر الإنترنت في إطار استراتيجياتها لتطبيق أفضل ممارسات علاقات المستثمرين. كانت هذه هي النتيجة الرئيسية لاستطلاع "كيه دبليو دي" لتصنيف المواقع الإلكترونية في الشرق الأوسط لعام 2011، والذي يصنف المواقع الإلكترونية لشركات المنطقة سنوياً بناء على متطلبات المجتمع الاستثماري.

يظهر الاستطلاع أن عدداً متزايداً من الشركات بات يتجه إلى القنوات الإلكترونية للتواصل مع المساهمين، بالإضافة إلى الإفصاح بشكل أكبر عن البيانات المالية واستراتيجيات الحوكمة ومبادرات المسؤولية الاجتماعية وأخبار الشركة، وذلك عبر مواقعها الإلكترونية.
من جهته قال نيكولاس لونت، المدير الإداري لشركة M:Communications، وهي الشركة المسؤولة عن تنفيذ استطلاع الرأي في المنطقة سنوياً: "لقد أصبحت المواقع الإلكترونية للشركات الوجهة الأولى بالنسبة للمستثمرين والمحللين والصحفيين وكل من يبحث عن معلومات حول شركة معينة. وهكذا فقد أصبح على الشركات المدرجة في الوقت الحاضر استخدام قنوات التواصل الإلكترونية لنشر أخبارها وطرح رؤيتها الاستثمارية - فهذه هي الطريقة الأسرع والأكثر فعالية في الوصول إلى الفئات المستهدفة، وبالتالي جذب المستثمرين".
ويظهر استطلاع تصنيف المواقع الإلكترونية، والذي توسع في هذا العام ليشمل 138 شركة من أضخم الشركات المدرجة في ثماني دول في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن عدداً متزايداً من الشركات في أنحاء المنطقة أصبحت تتجه لاستخدام قنوات التواصل الاجتماعي لتوصيل رسالتها للعملاء والمستثمرين.

وحول ذلك قال ستافان ليندغرين، الشريك الأول لدى "كيه دبليو دي إنترناشونال" - وهي الشركة الشقيقة لـM:Communications والرائدة عالمياً في مجال استشارات علاقات المستثمرين الرقمية: "تتجه أفضل عشر شركات من حيث الأداء في منطقة الشرق الأوسط هذا العام بشكل متزايد إلى استخدام وسائل أكثر تطوراً لتفعيل مشاركة جمهورها المستهدف. فالكثير من هذه الشركات تستخدم منافذ التواصل الاجتماعي كموقع Twitter وFacebook وLinkedIn للحديث عن أحدث تقاريرها المالية وحملات المسؤولية الاجتماعية وفعاليات الشركة وغيرها من الأخبار المتعلقة بها".
وتم الإعلان عن الفائزين في استطلاع " كيه دبليو دي" لتصنيف المواقع الإلكترونية اليوم خلال ندوة حملت عنوان "النجاح في مجال علاقات المستثمرين الرقمية"، والتي أقيمت في فندق أرماني برج خليفة في دبي. وقد حضر الندوة، التي أقيمت بدعم جمعية علاقات المستثمرين - الشرق الأوسط (MEIRS)، ممثلون عن الشركات الفائزة من أنحاء المنطقة وتسلموا الجوائز بالنيابة عن شركاتهم.
ويشار إلى أن المتحدث الرئيسي خلال فعالية هذا العام كان السيد باسكال دوفال، الرئيس التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى "راسل إنفستمنتس" - الشركة العالمية الرائدة في إدارة الاستثمارات والتي تركز على الوسائل التي تساعد الشركات المدرجة في منطقة الخليج على تعزيز عروض أسهمها لجذب المستثمرين الأجانب. وقد سلط دوفال خلال كلمته الضوء على أهمية علاقات المستثمرين الرقمية من منظور مدراء الصناديق، ودورها في مساعدة "راسل إنفستمنتس" على تحقيق أهدافها.
وقال باسكال دوفال: "هناك طلب متزايد للتوجه نحو مزيد من الشفافية والقوانين التنظيمية. وهذا ما يدفع بالشركات إلى تبني سياسات إفصاح أفضل. والآن وفي أعقاب الأزمة المالية وما تشهده المنطقة من أحداث "الربيع العربي"، فإننا نركز على متابعة إلى أي مدى ازدادت مطالب المستثمرين بمزيد من الإفصاح والشفافية، وما الخطوات التي يجب على شركات المنطقة اتخاذها لتعزيز مكانتها وصورتها".
والجدير بالذكر أن بنك الخليج التجاري من قطر تصدر شركات الشرق الأوسط ليحل في المركز الأول، تليه شركة أعمال، من قطر أيضاً، في المركز الثاني. أما مجموعة إعمار العقارية من دولة الإمارات فقد حافظت على مركزها كثالث أفضل موقع إلكتروني للشركات.

واختتم لونت، "يهدف استطلاع "كيه دبليو دي" لتصنيف المواقع الإلكترونية إلى التشجيع على تعزيز الشفافية وتطبيق أفضل الممارسات في مجال علاقات المستثمرين عبر الإنترنت في أنحاء المنطقة. ففي ظل الاضطرابات التي تشهدها أسواق المال العالمية، بات المستثمرون أكثر حرصاً وحذراً قبل اتخاذ أي قرار استثماري، وخاصة في هذه المنطقة. لذا فإن على أي شركة تسعى للتنافس على جذب اهتمام المستثمرين الأجانب أن تهتم بتعزيز تواصلها عبر القنوات الإلكترونية".

توسع استطلاع "كيه دبليو دي" لتصنيف المواقع الإلكترونية في الشرق الأوسط في نسخته الثالثة لهذا العام ليشمل ما مجموعه 138 شركة من البحرين ومصر والكويت ولبنان وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.