غادة خليفة : نستثمر 2 مليون دولار سنويا لتنمية المهارات التكنولوجية للشباب المصرى

اجرى الحوار فاتن الخولى

اعده للنشر : هبه عبد الحميد

العمق الإستراتيجي لمصر وأخطر حدود بلادنا, وأغني المناطق امتلاكاً للموارد الطبيعية, الحلم القادم لتصبح سلة الخصار لمصر والمنطقة بأسرها وهي أيضا من أكبر التحديات التي تواجه المصريين في المرحلة القادمة, إننا نتحدث عن سيناء والتي قد حان الوقت لكي تتوجه إليها جميع عيون المصريين بالإصلاح والتنمية بعد أن عانى المواطنون هناك سنوات طويلة من التهميش, فتحتاج سيناء حاليا جهد مشترك ومخلص من جميع الشركات الخاصة والقطاع الحكومي ومؤسسات المجتمع المدني لحل المشكلات الخطيرة التي تعاني منها قبل أن يفوت الأوان.

مايكروسوفت أحد الشركات التي أعلنت عن مبادرات جادة مع مؤسسة الفيروز الأهلية من أجل تنمية المجتمع السيناوي, لذا قامت صحيفة "عالم رقمي" ، الاسبوعية المتخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ،بهذا اللقاء مع غادة خليفة مدير عام المسئولية الإجتماعية بشركة " مايكروسوفت " مصر والدكتورة أماني غريب الخبيرة في الموارد البشرية في سيناء في محاولة للوقوف على أبرز مشكلات سيناء وكيف يمكن أن نتعاون من أجل النهوض بها.

3 محاور

-                         ..................................؟

-         اكدت غادة خليفة أن " مايكروسوفت  " اطلقت مبادرة "نبني مصر" فبراير الماضي للمساهمة في عمليات التنمية المستدامة في مصر حيث تعتمد هذه المبادرة على ثلاثة محاور وهي: النهوض بالتعليم وتوفير التدريب للشباب وفرص العمل للشباب ودعم ريادة الأعمال فنحن نؤمن أن البناء الإقتصادي حيوي جداً خلال هذه المرحلة التي تشهدها مصر حالياً.

أضافت نظرا لأن أي عملية للبناء الإقتصادي والتنمية المستدامة في أي دولة تعتمد على الجمعيات الأهلية, فجزء من مبادرة " مايكروسوفت " هي رفع قدرات وتأهيل مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في جميع المجالات, ويعد برنامج مايكروسوفت لتأهيل مؤسسات المجتمع المدني في مصر هو الأضخم على مستوى الشرق الأوسط ويتفوق من حيث رأسماله على برامج الدعم التي تقوم بها مايكروسوفت في العديد من الدول الأوروبية أيضا حيث يصل هذا الدعم إلى  2 مليون دولار سنوياً ويتنوع هذا الدعم بين الدعم المالي وتوفير البرامج والموارد التكنولوجية, بالإضافة إلى توفير دعم فني واستشارات كاملة من فرق مايكروسوفت.

-         .................................؟

-         عمليات التدريب التي تقوم بها مايكروسوفت للشباب المصري تنطوي أيضا على توفير فرص العمل للشباب, فمنذ أكثر من 18 شهر, وقد أتخذت مايكروسوفت مصر قراراً بألا تدخل في أي مشروع تدريبي إلا إذا كان هذا التدريب ينتهي بتوفير فرص عمل للشباب الذي تم تدريبه, لإننا من واقع خبراتنا وجدنا أن الشباب غالباً ما يصاب بالإحباط  بسبب عدم قدرته على العثور على الوظائف المناسبة, لذا فإننا نتعاون في هذا الإطار مع العديد من مؤسسات التدريب, ولدينا قائمة ضخمة من الشركاء الذين يعملون في مجال تمويل مشروعات الشباب Venture Capitals وتحويل أفكارهم المبدعة إلى مشروعات مربحة, ولدينا العديد من قصص النجاح في هذا السياق.

تأهيل منظمات المجتمع المدني

-         ....................................؟

-         اشارة غادة هناك أكثر من 370 جمعية أهلية في سيناء ولكنها غير فعالة, بالرغم أنه قد نشئت محاولات جادة بعد ثورة 25 يناير لتطوير هذه الجمعيات حتى يتسنى لها القيام بعملها, ومن ضمن الشركات التي أنخرطت في جهود تطوير هذه الجمعيات مايكروسوفت, إلا أنه من أجل الوصول لتنمية شاملة للمجتمع السيناوي لابد من التكاتف وتقديم حزم متكاملة من مبادرات الإصلاح من جانب الشركات الخاصة والحكومة والجمعيات الأهلية نفسها.

-         ...............................؟

-         أشارت من ضمن المجالات الأخرى التي تتعاون فيها " مايكروسوفت"  مع مؤسسة  " الفيروز  " هو التسويق الإلكتروني للمنتجات اليدوية التي ينتجها المواطنون والبدو في سيناء, فخذ على سبيل المثال مهنة التطريز اليدوي وهي الحرفة التي تمتهنها أغلبية نساء البدو فبالرغم من ضألة الدخل اللائي تحققنه السيدات من هذه الحرفة إلا أنه يمثل مصدر دعم كبير للأسرة .

اضافت هناك خطة أيضا من جانب مايكروسوفت لنقل جميع البرامج التكنولوجية التي تقوم بها الشركة في كافة المحافظات لسيناء من أجل القضاء على الأمية الرقمية بين الشباب هناك ومساعدتهم على تلبية احتياجات سوق العمل وغرس فيهم القيم الخاصة بخدمة مجتمعهم وجزء من هذه البرامج هو تشجيع الشباب في سيناء على استغلال التكنولوجيا والإنترنت في التعبير عن آرائهم والإنخراط في عمليات الديموقراطية والتعبير عن الرأي الذي يشهدها جميع المجتمع المصري حالياً, لأنهم جزء من المجتمع المصري ولابد من إشراكهم في هذه العملية.

تنمية المهارات الانتاجية

-         .......................................؟

-         من جهتها قالت الدكتورة أماني غريب الخبيرة في الموارد البشرية في سيناء أن مايكروسوفت بدأت بالتعاون مع مؤسسة الفيروز في تدريب نحو 35 جمعية من الجمعيات الأهلية في سيناء والعريش ونخطط بالوصول بهذا العدد إلى 150 جمعية, ولدينا هدف بالتركيز على الجمعيات التي تعمل على خدمة المزارعين وخاصة أنهم من أكثر الفئات التي عانت من التهميش وهو ما دفعهم للعمل في تجارة الأنفاق التي تنشط على الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة .

أضافت بالرغم أن المزارعين في سيناء يعدون من أكثر المزارعين على مستوى مصر امتلاكاً للمهارة في زراعة الأراضي الصحراوية وتم تدريبهم بشكل جيد جداً أيام الإحتلال الإسرائيلي على كافة التقنيات الحديثة في زراعة الأراضي الصحراوية, ومنها: زراعة الأنسجة والزراعة بالتقليب, وبالرغم من احتياج مصر الشديد لمزارعين سيناء في نقل هذه المهارات فإن كثير منهم ترك حاليا مهنة الزراعة وذلك بسبب عدم وجود الإهتمام والدعم الكافي ونفس الأمر بالنسبة للصيادين, وهو ما يجعل نحو 300,000 فرد فقط يعيشون على كامل مساحة سيناء بالرغم أنه كانت آمال منذ التسعينيات بأن يصل هذا العدد لنحو 3 مليون مواطن يعيشون في هذه المنطقة الإستراتيجية لمصر.

التسويق الإلكترونى

-         ...................................؟

-         اوضحت تعد جمعية الفيروز أحد أهم مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في سيناء حيث تتمتع هذه المنظمة برؤية شاملة حول سبل تنمية المجتمع السيناوي وتتنوع المجالات التي تعمل بها هذه المؤسسة بين تقديم الدعم المباشر للمواطنين, ورفع قدرات الشركات المتوسطة والصغيرة والتسويق الإلكتروني للمنتجات التي يقوم الأفراد في سيناء بإنتاجها, وتطوير قدرات المزارعين والصيادين في سيناء وغيرها من المجالات, وقد تعاونت منظمة الفيروز بشكل حثيث مع مايكروسوفت منذ عام 2006 لخدمة سيناء.

-         ....................................؟

-         أضافت بالرغم أن سيناء تُمثل البُعد الإستراتيجي لمصر ومن أغني الأراضي في مصر امتلاكاُ للموارد ويمكن أن تُمثل سلة غنية بالخضار لمصر وسائر الدول في المنطقة, إلا أن سيناء قد عانت من التهميش والإفتقار لجميع خطط التنمية خلال الأعوام الماضية وذلك عن قصد, بالرغم أنه في ظل غياب التنمية الإقتصادية للمجتمع السيناوي لن تتحقق الديموقراطية ولا الأمن أو الإستقرار لهذه المنطقة التي تُعد من أخطر حدود مصر وتعاني العديد من المشكلات.

اوضحت من واقع عمل مؤسسة الفيروز في المجتمع السيناوي يمكننا القول أن عدد المصانع في سيناء ضعيف جداً وغالبية القرى والمراكز في سيناء محرومة من المدارس والمراكز الصحية, كما أن العديد من الشواطيء والقرى السياحية الخلاقة تم هدمها منذ أيام الإحتلال على حدود مصر مع اسرائيل ولم يتم إصلاحها منذ ذلك الحين, ويمكننا القول أيضا أن غالبية الشباب في سيناء أمي بسبب عدم وجود المدارس وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات البطالة لنسب قياسية, هذا فضلاً عن عدم وجود أي جهة لتمويل مشروعات المواطنين في سيناء بما في ذلك الصندوق الإجتماعي, وليس غريباً أن مناطق في سيناء مثل:  النيخة والخيرزة في وسط سيناء تعد عاشر أفقر منطقة على مستوى العالم ويعيش أهلها على دعم المنظمات الدولية التي تقدم لهم الغذاء, وبناء على ما سبق, فإن مصر يمكنها في ظل هذه الظروف أن تدخل مرحلة حرجة للغاية إذا لم ينظر جميع المصريين بعين التنمية والدعم نحو سيناء.