"النانوتكنولوجي ".. وعولمة الصناعة " 1-3 "

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

"النانوتكنولوجي ".. وعولمة الصناعة " 1-3  "

نبضات

"النانوتكنولوجي ".. وعولمة الصناعة " 1-3  "

بقلم : خالد حسن

سيارة "ذكية" تسير دون سائق، وتستطيع في حالة حدوث حادث القيام آلياً بتصليح نفسها والسير مرة أخرى وملابس "عاقلة " للجنود، حيث تقوم هذه الملابس عند إصابة الجندي بأي جرح بتحديد مكان الجرح ومدى خطورته، وإرسال رسالة إلى المركز مع المعلومات الضرورية، مثل: نبض الجندي، ودرجة حرارة جسمه، وقياس ضغطه، ثم تقوم بإعطاء الدواء اللازم في جسم الجندي، وكذلك بتسليط ضغط على مكان الجرح لوقف النزيف، وإذا توقف نبض القلب تقوم بتدليك منطقة القلب لإعادة النبض .. ومع خفة وزن هذه الملابس إلا أنها ستكون بمثابة درع قوي ضد الرصاص.

هذه الكلمات كنت أشرت إليها منذ أكثر من 3 سنوات في نفس هذا المكان ، وأنها  تمثل بعضا من الأفكار المستقبلية للأبحاث التي يتم إجراؤها حاليا في عدد من الدول المتقدمة ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، باستخدام النانو تكنولوجي " الأجسام والذرات والجزيئات المتناهية الصغر ، والتي أتصور أنها تشكل الثورة الرابعة في حياة البشر ، بعد الثورة المعلوماتية والصناعية والزراعية ، إذ يكاد يكون هناك إجماعا بين الأوساط العلمية بأن "الهندسة الجينية " وتكنولوجيا " النانو " يشكلان محرّك التقدم العلمي ، ولما كانت الهندسة الجينية مرتبطة بشكل مباشر مع تكنولوجيا النانو فإنه يمكننا القول أن النانو تكنولوجي هي مفتاح التقدم العلمي للمستقبل وأن هذا التقدم التكنولوجي سيغير معالم الحياة الإنسانية في هذا العالم تغييراً كبيراً، وإلى درجة ربما لا نستطيع الآن تصور جميع أبعادها .

ومؤخرا أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وجامعة القاهرة مركز " النانوتكنولوجي " الذي يعد الأول من نوعه في مصر بتمويل من صندوق تنمية العلوم والتكنولوجيا والتعاون الدولي ويسهم في إعداد الكوادر البحثية المتخصصة في مجال النانوتكنولوجي ويعمل في مجالات تحلية المياه والطاقة الشمسية بالإضافة إلى مركز الدراسات النووية الذي يستهدف إعداد الكوادر في مجال المفاعلات النووية ذات الاستخدام السلمي .

ومن المعروف أن تكنولوجيا النانو توفر إمكانيات وقدرات كبيرة نظرا لتعاملها في مستوى الذرات والجزيئات للمادة ومن ثمة تبدو الذرات وكأنها "عاقل "  وتُظهر خواص لم يكن يتوقعها أحد أو يتخيّلها، وتقوم هذه التكنولوجيا بوضع أنظمة وعمل أجهزة في مستوى جزء من المليون جزء من الملليمتر الواحد وفي مثل هذا المستوى تتحول المادة إلى سطح فقط دون عمق تقريباً، أى إلى حالة «مستوى» ببعدين، وتظهر خواص خارقة، ولا تعود قوانين الفيزياء الكلاسيكية سارية، فمثلاً تتضاعف قابلية التوصيل ومتانة مادة الجهاز بعشرات ومئات المرات، وتتحسن خواصها الضوئية والكيميائية والإلكترونية والمغناطيسية وهو ما يمكنها في الحقيقة من تصغير الأجسام بصورة كبيرة وفي نفس الوقت تحسين مواصفاتها الفنية عبر التوصل لنوعيات جديدة من المواد المصنعة . 

وفي الحقيقة يجب الإشارة إلى تاريخ ظهور تكنولوجيا النانو إذ أُرسيت أسسها في السبعينيات من القرن الماضي، وبدأ طرح منتجاتها في السنوات القليلة الماضية ، مع بداية القرن الحادي والعشرين ، وهي تتعامل مع أجزاء صغيرة لا تُرى بالعين المجردة، وتبلغ جزءاً من 80 ألف جزء من شعرة رأس الإنسان، وهو علم يقوم بأخذ الذرات والجزيئات وترتيبها بشكل دقيق وحساس لإنتاج منتج معين.

ويؤكد الباحثون أنه عندما اكتُشِف في بداية القرن العشرين أن أجزاء الذرة (كالإلكترونات مثلاً) تتصرف كموجه أحياناً، وكمادة أحياناً أخرى ظهر مفهوم «اللا تعيين»، وظهرت الميكانيكية الكمية بعد ظهور «النظرية الكمية» وبفضل هذه النظرية بدأ العلم يدرك طبيعة الذرات والجزيئات بشكل أفضل، ويدرك السبب في العديد من الخواص الكهربائية والمغناطيسية لأجزاء الذرات، التي لم يكن في الإمكان تفسيرها بالنظريات الفيزيائية الكلاسيكية (فيزياء نيوتن).  

وبفضل هذه النظرية ومعرفتنا بطبيعة الذرات والجزيئات بشكل أفضل تقدمت الصناعات الإلكترونية ولاسيما في الحاسبات الإلكترونية، وفي الصناعات البصرية المعتمدة على تكنولوجيا «الفوتونات»، كما تم استخدام هذه التكنولوجيا بنجاح في مجال الطب، وفي البحوث المتعلقة بجزيئات الحمض النووي (DNA) وبدأ بتكثيف الجهود لصنع أجهزة أصغر فأصغر؛ أجهزة تستهلك طاقة أقل وتملك سرعة أكبر وتحتاج إلى مواد أولية قليلة، أي بدأت الصناعة تقترب شيئاً فشيئاً من تكنولوجيا الـ«نانو»، وكلما تقلصت الأبعاد وصغرت ظهرت مواصفات جديدة وخارقة للمادة.

وكانت الصناعة حتى الآن تقوم بالتعامل مع الأجزاء الكبيرة لصنع أشياء أصغر، فمثلاً تقوم بقطع شجرة لصنع كرسى، وكانت تترك وراءها كمية كبيرة من المخلفات التي تُعد خسارة من ناحية وتلويثاً للبيئة من ناحية أخرى، بينما تقوم الصناعة التي تستخدم تكنولوجيا الـ" نانو" بتركيب ذرة مع ذرة وجزيء مع جزيء لصنع جهاز ما، مثلما تضع طابقاً فوق طابق عند بناء حائط أو بناية.. لذا فليس هناك أي ضياع في المادة ولا أي مخلفات تلوث البيئة، كما أن الأجهزة المصنوعة بهذه التكنولوجيا لا تحتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة.  

وفي هذه التكنولوجيا يمكن تركيب ذرة مع ذرة مختلفة للحصول على خواص جديدة لم تكن موجودة سابقاً، فمثلا أصبح في الإمكان الآن صنع قماش يقوم بتصليح نفسه عندما يحدث فيه ثقب أو شق، وذلك بوضع مادتين في القماش لهما قابلية إظهار ردود فعل سريعة وتفاعل عند حدوث الشق أو الثقب!.

للحديث بقية

  • §    مجرد تساؤلات
  • سرقة البنوك .. باتت الجريمة الإلكترونية إحدى مكونات العصر الافتراضي الذي نعيشه حاليا ، لاسيما في ظل تزايد قاعدة مستخدمي بطاقات الائتمان والتسوق عبر الإنترنت إذ ألقت السلطات الأمريكية على عصابة من 8 أفراد تمكنت من اختراق جهاز قارئ بطاقات الائتمان في كل من الإمارات والولايات المتحدة وسرقة 40 مليون دولار عبر بطاقات الائتمان الخاصة بـ "بنك مسقط" .والسؤال هل لدى البنوك المصرية استراتيجية واضحة للحيلولة دون حدوث مثل هذه الجرائم الإلكترونية ؟
  • التوتر السياسي والاقتصادي .. للمرة السادسة على التوالي خفضت وكالة " ستاندرد آند بورز "، العالمية التصنيف الائتماني لمصر من " B-" إلى " C+" وذلك نتيجة عدم وجود أي تحسن ملموس في المؤشرات الاقتصادية ، والتي تعد أهم قواعد قياس التصنيف ، ناهيك عن ارتفاع معدلات التضخم وعدم تحسن الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية . وبالطبع فإن الوضع السياسي وعدم الاستقرار الذي نعيشه حاليا هو أحد أكبر المبررات لهذا التخفيض الجديد . وماذا بعد وإلى أين نحن ذاهبون ؟ .

 

  • §       القضاء على أمية الكمبيوتر .. كشفت الدكتورة أميمة كامل مسشار رئيس الجمهورية لشئون الأسرة والمرأة عن إطلاق المشروع القومي "مصر بلا أمية " خلال أسابيع  ومن ثمة فهذه الخطوة مهمة لتحسين حياة المواطن ولكن هل يمكن ونحن نتحدث عن القضاء على الأمية أن نعني بها أمية إيجاد التعامل مع الكمبيوتر وليس أمية القراءة والكتابة ؟ بمعنى آخر نريد كما تعلم المواطن استخدام المحمول، بطريقة تلقائية، لتلبية احتياجاته اليومية أن يتعلم أيضا التعامل مع الكمبيوتر لتعظيم الاستفادة من البنية التكنولوجية واستكمال بناء مجتمع المعرفة .

مشاركات القراء