الإساءة للأديان .. والسلم العالمي

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

الإساءة للأديان .. والسلم العالمي

بقلم : خالد حسن

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام 68]

صدق الله العظيم

فرغم المحاولات اليائسة من جنب بعض الصحف الأوروبية ومطوري العقل للنيل من مكانة أنبياء الله والتطاول عليهم بلا استثناء " تحت راية حرية التعبير " فإننا نتصور أن أخطر ما في هذه المحاولات أنها تؤكد فقدان العالم الغربي لكل ما هو مقدس، والمثل الشعبي لدينا يقول: " إذا لم تستح فافعل ما شئت " .

وإذا كنا نشارك كل شعوب الأرض في الرفض بشدة مثل هذه التصرفات التى لا تنم إلا عن مجرد كراهية وحقد لدى البعض ممن يدعون حرية الرأي، رغم أنهم يتطاولون على حرية غيرهم " وهو قمة التناقض مع الذات " فإن هذه المحاولات تكشف بالفعل عن محدودية الثقافة الدينية بصورة عامة لدى الغالبية العظمى من الغربيين بما فيهم من يدعي الثقافة ويتشدق بألفاظها .

وبالتأكيد فإن محبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  في قلوبنا، ولا يمكن أن ينال منها مثل هذه الأعمال التافهة والتي كان من الممكن أن تظل نكرة، لا أحد يعلم بها مطلقا، وعلينا أن نواجه مثل هذه الأفلام " المضللة " بمزيد من الأفلام " الصادقة الهادفة " التي تؤكد وتوضح الصفات الإنسانية لنبي البشر وخيرهم جميعا وحتى يعلم من أنتج هذا الفيلم مدى الجرم والخطيئة الذي ارتكبه في حق الإنسانية من جراء تزييفه للحقائق وبما يؤكد أن المصريين ، سواء مسلمين أو أقباطا ، لديهم عقول لرد الصاع صاعين والجزاء من نفس الجنس .

ومع اعتراضنا التام على محتوى هذا الفيلم ، وأنه لن ينال من مكانة وقدر وحبنا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه يجب أن ننفخ في النار لنجعل من معدي ومخرجي هذا الفيلم شهداء للحرية على غرار سليمان رشدي في الثمانينيات من القرن الماضي ، عندما أهدرت فتوى إيرانية دمه ، فمثلا يمكن اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه من قاموا بمثل هذا العمل المسيء وملاحقتهم دوليا وبحث تفعيل قانون ازدراء الأديان وما يقتضيه من عقوبات بعيدا عن المساس بحرية التعبير والرأي .

نتفق تماما مع حكوماتنا في اتخاذ كل الإجراءات التي تعبر عن غضبنا من هذه الأعمال ضد رسولنا الكريم، وديننا الحنيف، ولكن نأمل أيضا ألا يؤدي الانفعال العصبي إلى ضياع حقنا أو إضعاف موقف حكوماتنا، وعلينا من الآن أن نرسل رسائل إلكترونية تعبر عن اعتراضنا للبيت الأبيض عن هذه التصرفات، وكذلك الحد من تداول هذا الفيلم عبر مواقع الإنترنت والقنوات الفضائية، ومقاضاة كل من يقوم بعرض هذا الفيلم بالإضافة إلى نشر السيرة العطرة لرسولنا الكريم والتي تعبر عن كرمه وأخلاقه وإنسانيته ليس مع البشر فقط ولكل مع الجماد والحيوان والطيور وكل مخلوقات الله .

وبعيدا عن الحديث الذي يتبناه البعض بأن هناك حربا ثقافية منظمة ضد الإسلام فإننا نتصور أن نشر مثل هذه الأعمال يثير لغطا كبيرا، ويخلط الأوراق بين حرية التعبير واحترام الأديان، والبحث عن كيفية تحقيق الموازنة بينهما، إلا أن سياسة المقاطعة ليست هي الحل الجذري لضمان تكرار مثل هذه المواقف في المستقبل وإنما تطبيق مبدأ " وجادلهم بالتي هي أحسن" بمعنى لابد من الاستفادة من هذا الوضع العام داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية لإلقاء المزيد من الضوء على الدين الإسلامي وسماحته والمكانة الرفيعة للرسول كريم محمد " صلى الله عليه وسلم ".

حان الوقت لإيجاد مشروع " إسلامي - عربي " لإقامة بوابة إلكترونية ضخمة تتولى ترجمة العديد من أمهات الكتب الإسلامية الشهيرة والموثوق فيها والمتفق عليها إلى العديد من لغات العالم وسيكون هذا أبلغ رد عملي وإيجابي لمن يريد ويبحث عن الحقيقة . نأمل أن يكون شرف إطلاق مثل هذا المشروع من نصيب الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعديد من المواقع الإلكترونية العربية والإسلامية التي تسعى بصدق لتطبيق مبادئ المحبة والسماحة في الدين الإسلامي ورفع شعار التآخي في الله بين جميع البشر وذلك بدلا من أن نترك من يبحث عنا وعن إسلامنا ليعرف عنه المزيد ليقع صيدا سهلا لمقالة صهيونية أو مؤلف يهودي أو مستشرق متعصب .

في اعتقادي أن من أحد الجهود المهتمة بضرورة فتح قنوات للتحاور الإنساني والعقلاني لتوضيح الصورة الحقيقية لأخلاق سيدنا محمد صلى الله علية وسلم الموقع الإلكتروني " www.islamway.com/mohammad " الذي يروى ويحلل سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعشر لغات عالمية " الناطقة بالفرنسية وباللغة الإيطالية والإسبانية والهولندية والنرويجية والروسية والسويدية الدنمركية وللناطقين باللغة الألمانية  " وستتم إضافة مجموعة من اللغات في المستقبل القريب كما يتضمن كتابا يسرد سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم  .

في تصوري أن الحوار مع من ينادي بحرية التعبير  " حتى لو وصل الأمر بالتطاول والاستهزاء بكل المقدسات الدينية والسماوية والتعدي على مشاعر مئات الملايين من المؤمنين بالديانات السماوية وأنبياء الله " هو أفضل وسيلة لكشف الحقائق أمام الرأي العام العالمي لاسيما أننا ننطلق من موقف قوة وإيمان راسخ بالدور العظيم الذي قام به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لإنارة طريق الحق والإيمان للبشرية جميعها ومن ثمة فإن القدرة على مخاطبة الآخرين بلغاتهم  هو أمر بالغ الأهمية لضمان وصول المعلومات بصورتها الصحيحة ومن مصادرها الحقيقية .

كذلك لماذا لم نفكر في إرسال مجموعة من الكتب الإسلامية " باللغة الانجليزية أو الفرنسية" عن شخصية رسولنا الكريم لكل الجرائد والقنوات الأمريكية والأوروبية التي تورطت في هذه القضية لنرى موقفها ونضعها على المحك أمام حرية الرأي والتعبير ونرى ماذا سيكون رد فعلها بعد معرفة الحقيقة .

في النهاية نؤكد أن فتح قنوات التحاور الإنساني والعقلاني مع الغير ربما يكون في أحيان كثيرة أفضل من بناء الجدران الفاصلة التي لن نجني من ورائها إلا إشعال وتنامي حالة الكراهية المكتومة في القلوب والمعرضة في أي وقت للانفجار .

  • §    مجرد تساؤلات

                 

  • §       المشاركة في الإساءة .. سُئِـل الشيخ محمد متولي الشعراوي عن رأيه في كتاب أحد المستهزئين بالإسلام الذي كثر عنه الحديث في التسعينيات ، فرد : لم أقرأه ولن أقرأه.فقالوا كيف و قد كثر الكلام عنه؟فقرأ عليهم الشعراوي قول الله تعالي في سورة النساء " وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا " . لا أعرف لماذا يقوم البعض بتشيير الفيلم المسيء على شبكات التواصل الاجتماعي ؟.
  • §       الدافع الإيجابي .. في تصوري أن أفضل ما ندافع به عن نبينا محمد " صلى الله عليه وسلم " هو الرجوع إلى سنته والعمل بها - قولا وعملا وعقيدة وأخلاقا - فإننا كلما خالفناه في أوطاننا  كلما تجرأ على الإساءة إليه معدومي الضمير ومحدودي المعرفة والثقافة الدينية .
  • §       قانون البلطجة  .. لابد من إيجاد حل عاجل وناجع لمشكلة البلطجة التي تؤرق حياة الناس وتنغص عليهم معيشتهم، وتوقف حال البلد - عمرنا ما وصل بنا الحال لهذا الحد من التردي الأمني الذي يفوق كل التصورات ويتجاوز كل الحدود - وعمرنا ماشفنا هذا الكم الضخم من الإجرام والبلطجة وكل هذا الفلتان والتسيب فنحن نكاد أن نكون قاب قوسين أو أدنى من أن نخضع جميعا لحكم البلطجة ونرجع ثانية لعصر الفتونة وفرض الإتاوات .. يا جماعة لابد من حل مقنع للحد من الإجرام والعنف والجريمة ولن يأتي هذا الحل المنشود إلا بتشريع جديد تحت مسمى- قانون مكافحة الجريمة والبلطجة - بلاش نقول قانون الطوارئ حتى لا يساء الفهم ولا بدمن تفعيل هذا القانون وتطبيقه بأقصى قوة على المجرمين والبلطجية وكل أعمال البلطجة .. فمتى يتم ذلك ؟ .

 

مشاركات القراء