التنمية .. من المزاج النفسي للتفكير العقلاني

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

  •    نبضات
  •    التنمية .. من المزاج النفسي للتفكير العقلاني

بقلم : خالد حسن

بالرغم من الإيجابيات الواضحة التي حققتها ثورة الشعب المصري في 25 يناير من تغييرات أهمها القضاء على مفهوم دكتاتورية الحزب الواحد المسيطر على الحياة السياسة والحكم إلا أننا ما زلنا نفتقر إلي وجود إطار منهجي ملائم للتطبيق وممارسة الحقوق السياسية لتقديم يد العون لبناء الصورة الديمقراطية للوطن في المستقبل وللأسف فإنه رغم مرور نحو 6 شهور على ثورتنا البيضاء فإن المزاج النفسي والعقل الغوائي هو الذي يتحكم حتى الآن في مصائرنا لذا بدأ الكثيرون يستشعرون الخطر ، والبعض يتساءل عن أهداف هذه الثورة فيما يتعلق بالتنمية الشاملة - اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وتعليمية – ناهيك عن تشكك البعض في أننا نعرف ماذا نريد ولدينا استراتيجية واضحة لذلك .

وفي الحقيقة فإن المتتبع للسياسات في الدول النامية –ونحن منها - يلاحظ أنها تفتقر إلى التفكير العقلاني والتحليل المنطقي المبنيين على قواعد العلوم الحديثة، خاصة علوم الاجتماع والاقتصاد والسياسة. فالسياسات والمواقف حول القضايا المعاصرة ما زالت عفوية وفردية، ويغلب عليها ردة الفعل غير العقلاني. فالسياسة يصنعها رجل واحد بدل أن تكون نتيجة لدراسات وبحوث في مؤسسات ومعاهد. ونتيجة ذلك تكون مواقفنا عبارة عن تبريرات لأحداث مضت دون التفكير في خطواتنا اللاحقة والتي ربما تفرض علينا سلوكيات جديدة. فالطابع التلقليدى على هذه المواقف هو الغالب، بمعنى أننا نستقبح التغيير، فالرجولة تقتضي الثبات والصمود في الموقف ولو أدى ذلك إلى عواقب وخيمة. إن هذا الأمر يمكن تتبعه بدءا من المواقف في الأمور الشخصية وامتدادا إلى المواقف السياسية والاقتصادية.

ومن ثمة فإن الطابع التبريري يقود إلى عمليات نفي للأحداث بشكل مستمر، ونفي الحدث يؤدي إلى تضخيم المواقف والتصريحات انتظارا لردات الفعل. فإذا كان رد الفعل قويا وذا تأثير سلبي عمدنا إلى استخدام سلاح النفي والإنكار. ولا بد أن ندرك أن هناك فروقا جوهرية بين الثبات على المواقف الخاطئة وبين الالتزام بالتعهدات، خاصة أمام الرأي العام العالمي.

فليس من العيب - سياسيا - عندما ندرك أننا على خطأ أن نعترف بهذا الخطاء ونحاول الاستماع إلى الرأي الآخر فليس هناك أحد أو جماعة تحتكر الصواب وإنما هناك دائما شئ تفترض أنه صحيح ، ولست متأكدا ، وهذا في الحقيقة جوهر عملية تطوير البحث العملي فالعلماء يضعون فرضا ما ويقومون من خلال تجاربهم البحثية بتأكيد هذا الفرض أو نفيه والعبرة بالنتائج المعملية وليس برأي الباحث ولذا فإن ما يشهده الشارع السياسي في مصر حاليا فهو صورة واضحة لعدم النضج الكافي في التفكير السياسي وهو ما تلمسه في تجدد وتزايد سقف المطالب يوما بعد يوم واحتكار البعض للشارع واعتباره وسيلة الضغط المثلى .. ناهيك عن الأفكار المتعلقة بتعليق المرافق الحيوية للدولة ومنعها من تقديم الخدمات للمواطنين .

في تصوري أن هذا الخلل في التفكير السياسي ناجم بصورة رئيسية عن عدم اعتماد الكثير من القوى السياسية وممارسي العمل السياسي ، للمرة الأولى ، على الدراسات والبحوث قبل إطلاق تصريحاتهم ويبني مواقف حول الأحداث التي تمر بها الدول والشعوب وأن التقدم الذي حصل في نظريات التفكير تقدم للسياسيين وسائل إبداعية لتساعدهم في اتخاذ المواقف وبناء السياسات. فهي أدوات مفيدة لأي نشاط إنساني، خاصة إذا كان هذا النشاط يمس شعوبا بأكملها وليس فئة محددة .

فالسياسة لا تعمل في فراغ، بل هي تخضع دوما إلى محددات، لا بد في البداية أن نعرفها ونحددها، حتى نتمكن من استغلالها لصالحنا. ولا يفضل التعامل مع هذه المحددات كوحدة واحدة متكاملة، بل يحبذ أن يتم تفتيتها وتجزئتها، ومحاولة إبعاد هذه الأجزاء عن بعضها قدر المستطاع، حيث يسهل ذلك من أمر التعامل معها.

في اعتقادي من المهم جدا أن يكون لدى المصريين حلم بأجندة قومية لأولويات المستقبل ، تجمعنا ونوجه نشاطنا البشري ، بما في ذلك نشاط التعليم والبحث العلمي .. دعونا نحلم ونضاعف العمل ، دعونا نحلم بالاكتفاء الذاتي في مجال الطعام ، دعونا نفكر بكيفية غزو الصحراء وتوليد وتصدير الطاقة الشمسية ، دعونا نخطط بالتفوق العسكري على كل دول المنطقة فدعونا نحلم بأن تكون لنا قوة ناعمة مؤثرة وفعاله في إقليم الشرق الأوسط..فالحلم يولد الطاقة لتحقيقه .

في النهاية أتطلع ، كما يتمنى جميع أبناء الوطن ، أن يكون لدينا إنجاز عصري نفخر به ، ونتبناه ونلتف حوله ونشعر بالكرامة لتحقيقه ..آمل أيضا أن يخوض المصريون معركة التعليم بكفاءة نادرة وأن يدركوا أن أمن مصر القومي يواجه أخطارا فادحة في غياب نظام تعليمي فعال، ينقذنا من الجهل والأمية والتخبط والخرافة .

في النهاية أتمني أن يحترم المصريون العقل وأن يسمحوا له بالانطلاق بغير حدود وأن يفكر ويبتكر ويتحرر من كل القيود ، والعقل الحر يلد أفكارا حرة ، تقود لبناء مجتمعات متقدمة .

مجرد تساؤلات

  •        شدي حيلك يا بلد .. الوطن أصبح مثل السيارة اللي طالعة مطلع صعب والجميع يقف متفرج لا يريد أن يمد يده لدفعها للأمام وفي نفس الوقت متحفز للسيطرة عليها وقيادتها ويتشاجر مع الآخرين لحجز مكان له بداخلها .والسؤال هل يستطيع جميع أبناء الوطن الواحد مضاعفة وتوحيد جهودهم للخروج من الأزمة ؟. 
  •      سنة أولى ديمقراطية .. نعلم جميعا أن الفترة الزمنية المتبقية على انتخابات ، مجلس الشعب والشورى ، قصيرة حتى لو تم تشكيل حكومة ثورية ليس هناك متسع من الوقت لعمل تغيير جذري وإعادة بناء الاقتصاد والمؤسسات والإدارات بشكل ملفت للنظر . لذا لماذا الاعتراضات على تعديلات حكومة د. عصام شرف ؟ وماذا لو فرضت نتيجة الانتخابات وما بها من عصبيات وتكتلات وعشائر وقبائل - نجاح بعض الشخصيات المحبوبة شعبياً ، سواء شرفاء أو ينتمون للحزب المنحل، هل سنتظاهر ضد رغبة الشعب والاختيار الديمقراطي؟ . 
  •    وجهان لعملة واحدة ...ينبغي أن ندرك جميعا أن الحرية والأمن والعمل يجب أن يتم دفعهم للأمام بالتوازي ،جنبا إلى جنب ، إذ لا توجد حرية حقيقية بدون أمن ، وليس هناك أمن حقيقي بدون اقتصاد يوفر فرص عمل .



 

مشاركات القراء