مصر 2020 ... دولة العلم والتكنولوجيا

اعلم أنه من حقنا جميعا ان نفتخر ونفرح بالصورة الجديدة التى بات العالم ينظر إلينا بها واستعادة شريط ذكريات حضارة 7 الاف عام وهذا بالتأكيد عنصر ايجابى مهم فى التأكيد على أصالة وعبقرية الشعب المصرى ولكن علينا أيضا من الان أن نعرف ونخطط ماذا نريد غدا وأقصد هنا ما هى صورة الوطن بعد 10 أعوام وبعد 20 عاما وبعد 30 عاما .

لا أتصور أن ثورة الشعب المصرى يمكن اختصارها فى تغير نظام حكام ، وتنحى الرئيس حسنى مبارك ، ولكن علينا أن نعرف لماذا كنا نطالب بالتغير والهدف من التغير والية تحقيق هذا الهدف وهنا فى الحقيقية أود استعارة جزء من مقال أرسلها لى صديق للتعرف على التجربة الماليزية .

فماليزيا بلد مساحته تعادل 320 ألف كم2 وعدد سكانه 28 مليون نسمة وكان الماليزيون يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك. وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً  وتولى الدكتور ماهتير محمد رئيساً للوزراء عام 1981، لتبدأ النهضة الشاملة ، التى قال عنها فى كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي ، إذ قام بمجموعة من الخطوات أولها رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التى يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات.. وبعد 20 سنة.. حتى 2020!

 

وقرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالي خصص أكبر قسم فى ميزانية الدولة ليضخ فى التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحو الأمية.. وتعليم الإنجليزية.. وفي البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة فى أفضل الجامعات الأجنبية وأعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبى، الذى يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى "النهضة الشاملة"، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا «بقطاع الزراعة».. فغرسوا مليون شتلة «نخيل زيت» فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير "زيت النخيل " .

وفي مجال السياحة قرر أن يكون المستهدف فى عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 81، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً وفي قطاع الصناعة حققوا فى عام 96 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية وفي النشاط المالي: فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها.. وأنشأ البورصة التى وصل حجم تعاملها اليومى إلى ألفى مليون دولار يومياً.

وقام بأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التى يقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة، ولكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين، والمقيمين، والمستثمرين، الذين أتوا من الصين، والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة!

باختصار: استطاع مهاتير من عام81 إلى 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة، التي يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى 81 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات دولار إلى 98 ملياراً دولار، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به 18 ديانة، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسى فى 81 كان عددهم 14 مليوناً والآن أصبحوا 28 مليوناً، ولم يتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه.
"فى 2003 وبعد 21 سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك كرسى السلطة رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه «خريطة» و«خطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام 2020 والتى ستصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند" ...........


هذه نهضة ماليزيا واليوم نحن نتساءل من يصنع نهضة مصر فى عام 2020 فهل سنظل نتحدث عن أخطاء الماضى ونكون أسرى روح ورغبة الانتقام أم سيكون لدينا من الإرادة والقوة لتجاوز كل ذلك والعمل على بللورة خطة استراتيجية لمستقبل هذا الوطن فى السنوات القادمة من خلال الدمج بين عقلانية وكفاءة الخبرات البشرية الوطنية التى نمتلكها فى جميع المجالات وبين حماس وقوة الشباب على الحركة أمال ان نرى مصر الجديدة دولة قائمة على المعرفة والعلم لتنال ما تستحقه من مواكبة التقدم التكنولوجى فى كافة المجالات  .