ناجح البواب .. بلا وجع دماغ

رؤية ناجح البواب .. بلا وجع دماغ بقلم : د/ ناصر فؤاد شاهدت ناجح ممسكا بتلابيب أحد السائقين في الشارع والرجل يكرر "ياسيدي أنا مرمتش حاجة عن قصد دي الكوباية وقعت من أيدي أتكسرت ، أصل الشاي كان سخن علي جدا " و ناجح مصر علي أن يدفع السائق ثمن كوب الشاي وثمن الكوب الزجاجي كذلك ، وفي النهاية انتصر ناجح وأخذ ما أراد علي الرغم من أن الرجل سأله . الرجل : هو أنت حتقبل العوض.ناجح : عوض ده يبقي بواب جيرانا ، أنما أنا بأخد حقي ، وبعدين سيبكم من الحركات القرعة بتاعت العوض وبتقبل العوض ، والكلام الخايب اللي مش بيجيب ولا ويودي ، من أفسد شئ فعليه أصلاحه ، أطلع ب3 جنيه تمن الكوباية وجنيه تمن الشاي .الراجل : بس أنا مشربتهوش ، ده وقع مني أول ما أخدته من الصينية اللي علي العربية .ناجح : أسمع أنت لو أجرت شقة ومسكنتش فيها حتدفع الأيجار ولا لأ ، ولو أشتريت رغيف فوبل ,مأكلتوش حندفع الأيجار ولا لأ ، أدفع ال 4 جنيه ولا أطلع عليك القديم والجديد ، الواحد مش ناقص.أكتشفت فجأة ، أن ناجح يستغل وقوف سيارات بعض المرضي أو من يقوم بعيادتهم أمام أو بالقرب من عمارتنا ويبيع للسائقين الشاي والمشروبات ، ليزيد من دخله ، وبالطبع قد يتأثر عمله الأساسي سلبا ، ولكنها طبيعة المصرين التي لم تكن موجودة في منتصف القرن الماضي وهبت علينا مع رياح التواكل والأفات الأخري.العبد لله : ياناجح ، ايه حكاية نصبة الشاي اللي أنت عاملها دي ، أنت مش طلبت زيادة وزودناك ، سايب شغلك وعامل فيها قهوجي.ناجح : بالله عليك يادكتور ماتزعل أو تقول لي أقفلها ، أهو الواحد بيبيع ميه مغلية .العبدلله : بس أنت بتاخد الميه علي حساب السكان ، وبتاخد من وقت السكان ، وبتكروت في شغلك الأصلي ، ودي حاجة مش كويسة ، أنت ساعات الواحد يقول عليك ملاك من السما ، وساعات الواحد يلاقيك حلانجي وبتاع 3 ورقات ، ارسي لك علي بر ، وريحنا معاك ، بس أنت عارف حكاية كوباية الشاي دي فكرتني بواحد صديق عزيز علي من الطفولة ، الله يرحمه كان أبن حلال وطيب ، بس كان له حاجات غريبة جدا.ناجح : صاحب سعادتك كان عنده نصبت شاي.العبد لله : نصبت شاي أيه يا جدع أنت ، لأ أقصد كسر كباية الشاي ، الله يرحمه كان أسمه "أحمد البيكاوي" وكان بيعمل حاجة سبق الحكومة المصرية فيها هي بتقلده دولقتي، احمد الله يرحمه بعد ما والده توفي ، والدته كانت بتسافر عن أخته علشان جوز أخته كان مفتش مباحث في الأقاليم ، تقعد اسبوعين أو أكتر كل كام شهر ، المهم أحمد كان بيقعد لوحده ، في مرة من المرات والدته طولت عند بنتها واحمد زهق من غسيل الكوبيات بتاعة الشاي اما الأكل ، فكان بيقضيها من المحلات بيروح يفطر في محل فول ويتعشي في اي مكان تاني أو في النادي ، أنما كان بيحب يقعد في البلكونة ويشرب الشاي ، ومبيحبش يتعب نفسه في غسيل الكوباية ، فأخترع طريقة أنه يرمي الكوباية بعد ما تفضي علي سطوح عمارة مهجورة جنبنا ، وطبعا قبل ما والدته توصل بكام يوم كان كسر كل طقم الكوبايات فوق سطوح الجيران .ناجح : طيب ماجبش ليه الكوبايات اللي بترميها بعد ما نشرب فيها .العبدلله : الكلام ده كان من 35 سنة أو أكتر وماكنش فيه كوبايات من اللي بتستعمل مرة واحدة ، أنما الحكاية مخلصتش علي كده ، أخر كام يوم أكتشف أن وقع في مصيبة ، والدته حتيجي مش حتلاقي ولا كوباية واحدة ، فراح أشتري كوبايات زي اللي كسرهم وكانوا غاليين .ناجح : يعني أمه مخدتش بالها من أي حاجة.العبد لله : لأ يافالح أخدت بالها من أنه رفع أكتر ما هو كان رفيع ، لأنه علشان يصلح غلطته فلس تماما ، وقعد حوالي 4 أيام من غير أكل ، ومحدش رضي يسلفه ، الا يادوب يفطر سندوتش فول". وعلي الله قصد السبيلمن القلبتمشي بوشك تمشي بظهرك توصل برضه لنفس الحتهقبل الثورة وبعد الثورة نفس السحنة ونفس الجتهأسمك أحمس ولا هشام أسم أتغير فعلك واحدقلبي عليك يابلدي ياشابة ويا عقول وكلاها العتة