 التحديات .. واستمرار قصة نجاح " التعهيد"

 بقلم : خالد حسن

صناعة مراكز الاتصالات لتقديم خدمات المعلومات للغير " التعهيد " تعد بالفعل هي أحد أهم قصص النجاح التي يفخر بها قطاع تكنولوجيا المعلومات، والتي تضافرت فيها الجهود الحكومية ، ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات " إيتيدا " ، والقطاع الخاص ممثلا في المستثمرين والشركات المحلية والأجنبية، وأسفرت هذه الشراكة عن وضع أسس قوية لهذه الصناعة بات قوامها أكثر من 70 ألف شاب يعملون في هذه الصناعة والأرقام مرشحة للمضاعفة خاصة في ظل ما نمتلكه من إمكانيات ومقومات تجعلنا في مصاف أكثر الدول القادرة على جذب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال بشهادة العديد من المؤسسات الدولية وكان آخرها الجمعية الأوروبية لصناعة التعهيد، والتي اختارت مصر كأفضل بيئة جاذبة لمراكز الاتصالات .
وكغيرها من الصناعات تعرضت صناعة التعهيد المصرية " Outsourcing " للعديد من التحديات على مدار السنوات الماضية خاصة بعد أحداث 25 يناير 2010 وما أدت إليه من ظروف صعبة ، أقل ما توصف أنها كانت قهرية وعاصفة ، إلا أنه بإصرار وعزيمة كل الأطراف والعاملين والشركات والجهات الحكومية المعنية في هذا المجال نجحت هذه الصناعة في تجاوز هذه الأزمة، ونجحت في إعادة وضع نفسها مرة أخرى على الخريطة العالمية لهذه الصناعة والتي أصبحت تشكل موردا ماليا استراتيجيا من خلال صادراتها للخارج ، والتي تتجاوز نحو 1.5 مليار دولار سنويا ، ونتطلع جميعا إلى مضاعفة هذه الحصيلة من النقد الأجنبي لاسيما مع توسع وزارة الاتصالات في مفهوم القرى التكنولوجية " في كل من برج العرب وأسيوط " وما تتيحه من مباني مجهزة لاستضافة الشركات العاملة في مجال صناعة " Outsourcing " إذ من المتوقع أن يبلغ إجمالي القيمة الإيجارية نحو 140 جنيها للمتر، منها 120 جنيها للمتر بالإضافة إلى نحو 20 جنيها قيمة الخدمات اللوجستية ، وهى قيمة عادلة ومشجعة للمستثمرين والشركات الراغبة في العمل في هذا المجال وتحسب إلى وزير الاتصالات والتكنولوجيا المهندس ياسر القاضي؛ والذي تعامل بمنطق التنمية المستقبلية والتطوير لهذه الصناعة الاستراتيجية والعائد الاجتماعي والاقتصادي المتوقع وليس بمنطقة العوائد المالية المياشرة .
ومن ثمة فإن هذا الاهتمام الكبير والدعم الواضح من جانب هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات " إيتيدا " لتشجيع شركات " Outsourcing " للعمل في المناطق التكنولوجية نتطلع أن يمتد إلى كل الشركات العاملة في هذه الصناعة انطلاقا من مبدأ المنافسة التنموية العادلة ، الذي يؤكد عليه المهندس ياسر القاضي ـ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، وأن تتاح لجميع الشركات العاملة في هذه الصناعة نفس المزايا والحوافر وتفرض عليها أيضا نفس المتطلبات حتى لا نفاجأ بهجرة بعض الشركات من منطقة تكنولوجية لأخرى نتيجة توافر بعض الحوافز في بعض المناطق وارتفاع التكلفة في مناطق أخرى .
وحتى نكون أكثر تحديدا فإن شركاء النجاح الذين نجحوا على مدار السنوات الماضية في بناء وتطوير المنطقة التكنولوجية في المعادي واستيعابها للعديد من شركات التعهيد وخلق عشرات الآلاف من العمالة ، حتى أصبحت هذه المنطقة بمثابة رمز إقليمي لقدرة الدولة المصرية على تنمية وتطوير صناعة " Outsourcing " ، فإن التحديات الحالية التي تواجه المنطقة التكنولوجية بالمعادي وتسببت في ارتفاع التكلفة بصورة مضاعفة ، مع تحرير سعر صرف الجنيه ووصل إيجار المتر إلى 12.7 دولار ، تحتاج من كل الشركاء الجلوس على مائدة المفاوضات والعمل بعقول مفتوحة لمد يد الشراكة من أجل استمرار هذا النموذج الإيجابي من التعاون المثمر.
نعلم أن القيمة الحالية للجنيه أمام الدولار ، والتي تناهز حاليا 18 جنيها تقريبا ، هو ظرف " استثناني " ونأمل أن يتحسن الوضع تدريجيا ولكن من المهم أيضا أن يكون لدينا سيناريوهات لكيفية خروج صناعة التعهيد ، بالمنطقة التكنولوجية بالمعادي ، من هذه الظروف سواء من خلال إعادة تقييم سعر الإيجار ،بالجنيه وليس بالدولار ، أو تحديد سعر يتناسب مع السعر المحدد في المناطق التكنولوجية الجديدة وهنا يأتي دور هيئة البريد المصرية المالكة لمنطقة المعادي ، والتي لعبت وتلعب دورا مهما في تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات بصورة عامة وصناعة التعهيد بصورة خاصة ، لاسيما أننا نتحدث عن تنمية صناعة قادرة لخلق عشرات الآلاف من فرص العمل ومن المهم أن يساهم الجميع في استمرارها كما تعاونوا في بنائها ولا نريد أن يخرج بل على العكس نريد ان يتم ضخ استثمارات جديدة على غرار ما تقوم به الدولة ، ممثلة في وزارة الصناعة ، لمساعدة ودعم أي صناعة تتعرض لتحديات غير طبيعية حتى تستعيد عافيتها .
نتوقع أن تتغلب روح الشراكة والرغبة في التنمية على اللوائح القانونية والبيروقراطية وأن تتوصل كل الأطراف إلى حلول عملية تعمل على تعزيز معدلات التنمية في صناعة " Outsourcing " واستعادة مكانتها العالمية.
مجرد تساؤلات
• الاتجار في البشر .. مجموعة من فاقدي الضمير والإنسانية .. يفترض بهم ان يكونوا حملة شعار " الرحمة والإنسانية " .. لا أعرف ماذا أقول عنهم ؟!! ولكن الأغرب أن بعض من تم القبض عليهم في قضية الاتجار في الأعضاء البشرية كانوا متهمين في التسعينيات في قضايا مماثلة، وفقا لتصريحات وزير الصحة. السؤال كيف عاد هؤلاء لممارسة عملهم ؟ وأين دور نقابة الأطباء، وتفعيل الرقابة الذاتية على أعضائها الذين سبق اتهامهم ؟
• Egptian Knowledge Bank ... التعليم من خلال المالتي ميديا إذ يمكنك إضافة حساب لطفلك على " بنك المعرفة المصري " على بوابة الطلاب ، للاستمتاع بتصفح مجاني على موقع " ديسكفري إديكشون " إذ يعرض على الموقع فيديوهات تعليمية لمراحل دراسية مختلفة ـ ابتدائي وإعدادي وثانوي ـ في مجالات علمية مختلفة باللغة العربية والإنجليزية .. فهل نستطيع استغلال الأدوات التكنولوجية في مجال تطوير العملية التعليمية ؟
• مولد الهدى .. اللهم صل وسلم وبارك على أشرف خلقك محمد "صلى الله عيه وسلم " كما تحب أن تصلى أنت عليه ..كل عام وأنتم طيبون، وعلى سنته محافظون، وعلى طريقه سائرون، وعلى نوره مهتدون .