" ترامب ".. انتصار تاريخي .. ولكن ؟

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

" ترامب ".. انتصار تاريخي .. ولكن ؟

بقلم : خالد حسن

رغم أن غالبية استطلاعات الرأي كانت تؤكد فوز هيلاري كلينتون وسط تأييد غير طبيعي من غالبية وسائل وأجهزة الإعلام والصحافة بالإضافة إلى مواقع شبكات التواصل الاجتماعي العالمية " على رأسها الفيس بوك وجوجل " ، إذ كانت هناك نحو 200 وسيلة إعلام تدعم هيلاري مقابل 8 فقط تدعم ترامب ، إلا أن الملياردير الأمريكي دونالد ترامب فاجأ العالم كله بإصراره وإرادته واعتماده على ذاته ، وجهود فريق العمل معه ، وحقق ما لم يتوقع غالبية المحليين والساسة والمتخصصين وأصبح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الأمريكية .
وبعيدا عن التصريحات النارية التي كان يطلقها ترامب أثناء حملته الانتخابية ، لمخاطبة الكتلة الصامتة داخل المجتمع الأمريكي أو التصادم مع بعض مكونات المجتمع الأمريكي .. خاصة من المهاجرين ، إلا أنه يبدوا أن لكل مقام حديث فبمجرد إعلان فوز الرجل وعند إلقاء خطاب الفوز تغيرت اللهجة من التصادم إلى أنه رئيس لكل الأمريكيين، ودعوته التصالحية مع المجتمع الدولي ـ كل الأمم ودول العالم ـ لتحقيق السلام وليس تصدير الأزمات للحد من الصراعات الحربية وأنه سيسخر خبراته لصالح خدمة كل الأمريكيين ، بل ودعا كل من الجمهوريين والديمقراطيين للتعاون من أجل خدمة الشعب الأمريكي ، وأنه لديه خطة اقتصادية كبيرة لدعم وتطوير الاقتصاد الأمريكي واستعادة قوته .. ناهيك عن حرصه على توجيه الشكر والتقدير لكل أعضاء فريق العمل معه ـ ولم يستثن أحدا، وهو ما يعطي انطباعا مغايرا تماما كما صورته لنا وسائل الميديا الأمريكية من أن الرجل ذا ميول عدوانية بل وأنه يمثل النازيين أو المحافظين الجدد وأنه قادم لإشعال العالم بالحروب !!
ويبدو أن المصائب لا تأتى فرادى وفي ضربة قوية أخرى ، وبعد خسارة الحزب الديمقرطي لمنصب الرئاسة الأمريكية ، نجد تغيرا كبيرا في خريطة مجلسي الشيوخ والكونجرس الأمريكي ، وهو ما يشبه الطوفان الجمهوري على العمل السياسي الأمريكي ، إذ سيطر الحزب "الجمهوري" على الأغلبية في المجلسين وهو ما ينم عن تغيير نوعي في مزاج الناخب الأمريكي ورغبته التامة في التغيير للعديد من الأسباب التي يرى أن الإدارة الحالية للرئيس باراك أوباما ، والحزب الديمقراطي ، فشلت في تحقيقه وخاصة على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي .
وفي الحقيقة فإن الغالبية تعتقد أن موقف السياسة الأمريكية تجاه الكثير من القضايا العالمية ثابت ، بصرف النظر عمن هو سيد البيت الأبيض ، إذ يتم وضعها من قبل مؤسسات متخصصة ، مجلس النواب والشورى والأجهزة الأمنية ومراكز البحث الفكري ووسائل الإعلام ، الأمر الذي يضع ضغوطا كبيرة على أي رئيس أمريكي في تغيير هذه السياسات وتسمح له بهامش تحرك بسيط في إطار المحاور الاستراتيجية لهذه السياسات ومن ثمة فلا يجب الإفراط في التفاؤل أو التشاؤم في عملية تداول السلطة التنفيذية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي فالأمور محكومة بصورة كبيرة .
وبالطبع نعلم أن القرار الأمريكي هو قرار مؤسسي ولكن في نفس الوقت يمكن أن يكون للرئيس الجديد الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، والذي سيتولى رسميا مهام منصبه في مطلع يناير القادم، رؤية واضحة تجاه كيفية التعامل مع القضايا العالمية الساخنة وعلى رأسها تزايد الإرهاب والصراعات والحروب وعدم الاستقرار في العديد من المناطق، ومنها منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مفهومه لتحرير التجارة الحرة بين الدول وضرورة وضع ضوابط مع أهم الشركاء التجاريين وعلى رأسهم الصين والدول الأسيوية بما يسمح باستعادة الصناعة الأمريكية لمكانتها وخلق الملايين من فرص العمل ، وكذلك كيفية الحفاظ على المناخ العالمي والحد من تزايد التلوث .
في اعتقادي أنه من المبكر جدا ان نحكم على الرئيس القادم للولايات المتحدة لاسيما أنه حتى الآن ليس هناك أي برنامج واضح لدونالد ترامب وإنما مجرد أفكار وإرهاصات سواء على مستوى السياسات الخارجية أو العسكرية أو الاقتصادية وعلينا منحه الفرصة لنرى ما سيقدمه الرجل من تفاصيل في صورة برامج عمل حقيقية لاستعادة الحلم الأمريكي الذي يمثله هو شخصيا في رحلته في عالم الأعمال والبيزنس وكأحد أنجح رجال الأعمال في أمريكا .
وعلى المستوى المحلي كان الرئيس السيسي أول من اتصل هاتفيا بالرئيس الأمريكي الجديد وقدم له التهنئة ، والدعوة لزيارة القاهرة قريبا على حين أكد ترامب تطلعه إلى لقاء السيسي قريبا ، وهذا مؤشر إيجابي على بداية صفحة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين والقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين وتقدير دور مصر فى المنطقة سواء في تحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة وكذلك مكافحة الجماعات الإرهابية والتصدي لكل التحديات التي تواجهها غالبية دول المنطقة .. ناهيك عن أن هناك نوعا من الاتفاق المتبادل في وجهات النظر بين الرئيس المصري " السيسي " والأمريكي " ترامب " في مكافحة الإرهاب ، في اللقاء الذي جمع بينهما مؤخرا على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك .. ناهيك عن أن ترامب أبدى إعجابه بجهود ودور مصر في مكافحة الإرهاب ودور الرئيس السيسي شخصيا في الحفاظ على مصر كدولة .
في النهاية إن تخوف البعض من إقبال أمريكا على تكرار سيناريو فترة رئاسة بوش الابن .. من تراجع اقتصادي ومعاداة للعالم وإشعال الحروب في العالم هو تخوف مشروع ولكن علينا عدم استباق الأحداث إذ ربما يكون لمخططي السياسة الأمريكية الجدد لهم رأي آخر وتصور جديد . المهم أيضا أن نكون جاهزين للتعامل مع أي سيناريو لحماية مصالحنا الوطنية بعيدا عن المخططات الأمريكية للمنطقة .
مجرد تساؤلات
 صادرات البرمجيات ومدينة جديدة .. رغم دخول مصر إلى صناعة البرمجيات منذ أكثر من 50 عاما تقريبا وامتلاكها للكثير من العقول والكفاءات البشرية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات إلا أننا حتى الآن لم ننجح في وضع أنفسنا على الخريطة العالمية لهذه الصناعة ..وحسنا فعل وزير الاتصالات المهندس ياسر القاضي عندما أعلن عن استعداد الوزارة لإنشاء مدينة متخصصة لشركات البرميجات التى لديها القدرة على تصدير برامجها للأسواق العالمية وأنه سيتم دعمها وتأهيلها لتحقيق طفرة ملموسة في صادراتنا التكنولوجية وبناء براند نيم تجاري عالمي لصناعة البرمجيات.. فهل نرى هذه المدينة قريبا ؟
 علاقة غرام وانتقام .. لا أعرف لماذا علاقة الولايات الأمريكية مع العرب ـ 22 دولة عربية ، يشويها دائما الكثير من علامات الاستفهام والشد والجذب .. بعكس العلاقة مع إسرائيل ، ثابتة ومستقرة ووثيقة ، ..فهل هذا يعود لعدم قدرتنا على توضيح مطالبنا بصورة واضحة أمام صانع القرار الأمريكي وفقا لأولويات مصالحنا ؟ أم أننا نفتقد المقومات المطلوبة للتأثير على ؟ أم لأنه دائما هناك اختلاف في وجهات النظر لحكومات الدول العربية تجاه قضايا المنطقة ؟
 الركود التضخمي .. مع تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية فإنه من الطبيعي أن تتراجع قيمته ، لاسيما في ظل الضغوط الكبيرة على الجنيه من قبل المضاربين ، ولكن نتطلع أن يكون لدى محافظ البنك المركزي أدوات وآليات تمكنه من سرعة استعادة الجنيه لقيمته الحقيقية ، والتي تؤكد الدراسات المتخصصة أن سعر الدولار يتراوح بين 11- 12 جنيها ، فهل يمكن أن يحدث مطلع العام القادم خاصة مع استلام مصر للجزء الأول من قرض صندوق النقد الدولي ؟ وتخفيف الأعباء المالية على غالبية المواطنين .

مشاركات القراء