 الإلكترونيات .. وفرص التعاون " المصري – الصيني "

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	الإلكترونيات .. وفرص التعاون " المصري – الصيني "

 بقلم : خالد حسن

أصبحت الصين الآن بمثابة مصنع العالم لتصنيع كل مكونات الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأمر الذي دفع بكل الشركات العالمية المصنعة لتلك المنتجات بالإضافة لمعدات وشبكات الاتصالات إلى إقامة تحالفات إستراتيجية مع الشركات الصينية سواء في مجال تطوير أو تصنيع أو توزيع وتسويق المنتجات التكنولوجية بما يؤدي إلى الحفاظ على القوة التنافسية لتلك الشركات في الأسواق العالمية.
وبالطبع فإن المتابع لما يجري في سوق الالكترونيات المحلية ، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر بكل أنواعها والهواتف المحمولة ، يمكنه أن يكتشف بسهولة إغراق المنتجات الإلكترونية الصينية وسيطرتها المطلقة على السوق المحلية بما لا يدعو للشك في أنه لا محالة لتغيير هذا الوضع في المستقبل المنظور إلا أن ما لا يدرك كله لا يترك كله .
فمع التسليم بسيطرة الشركات الصينية على سوق تصنيع أغلب مكونات الكمبيوتر وأجهزة الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية فإن الأمر يتطلب من شركات التجميع هذه الأجهزة الدخول في تحالفات إستراتيجية مع الشركات الصينية بما يسمح بتطوير سوق الكمبيوتر والهواتف المحمولة المحلية والبدء في تصنيع بعض المكونات محليا ، اعتمادا على ما لدينا من سوق كبيرة .. ناهيك عن رخص الأيدي العاملة مقارنة بالصين ، خاصة مع تراجع الجنيه أمام الدولار ، مع تقديم خدمات الدعم الفني والصيانة على مستوى عال حيث إن ذلك نظير أن تستفيد الشركات الصينية من تواجدها في سوق الكمبيوتر والهواتف المحمولة المحلية والعمل على تنمية وزيادة قاعدة المستخدمين " سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات " .

ومؤخرا قام وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بزيارة إلى الصين بهدف يحث تعزيز التعاون التكنولوجي والالكتروني مع كبرى الشركات الصينية المصنعة للمنتجات الالكترونية والهواتف المحمولة ودعوتهم لفتح مصانع لهم في مصر ، خاصة مع التوسع في إنشاء المناطق التكنولوجية ، الأمر الذي أسفر عن توقيع اتفاقية تعاون بين مجموعة العربي المصرية ومؤسسة" TCL " عملاق صناعة الشاشات ، في العالم لضخ استثمارات جديدة في مجال تصنيع الشاشات داخل مصر بقيمة 12 مليون دولار إذ ستتم إقامة مصنع لإنتاج الشاشات في مصر ومن المتوقع أن تكون الطاقة الإنتاجية للمصنع مليون وحدة سنويا تزيد إلى 2 مليون وحدة خلال ثلاث سنوات ، يتم تصدير 40 % من حجم الإنتاج إلى دول أفريقيا والشرق الأوسط ، كما يتضمن الاتفاق استثمار نحو 2 مليون دولار في مجال البحث والتطوير بجانب خدمات ما بعد البيع .
كذلك تم توقيع اتفاق بين شركة “سيكو” للالكترونيات المصرية مع مجموعة “ميجان” الصينية، للبدء في تصنيع مجموعة من الأجهزة الالكترونية الحديثة في مصر ومنها الهواتف الذكية، إذ سيتم إنشاء المصنع الجديد بالمنطقة التكنولوجية الحديثة ببرج العرب مع توجيه 65% على الأقل من طاقة إنتاج المصنع للتصدير .
في تصوري أن قراءة واقع السوق المحلية للالكترونيات لن تسمح بقيام شركات وطنية لتصنيع أغلب مكونات الكمبيوتر والهواتف المحمولة وإنما يمكن التركيز فقط على المكونات ذات القيمة المضافة وهنا أيضا تبرز أهمية إقامة تحالفات مع الشركات الصينية للاستفادة من القدرات الكبيرة لتلك الشركات على التوزيع والتسويق إما داخل السوق الصينية أو خارجه .
نؤكد مرة أخرى أن الشركات العالمية للتكنولوجيا أدركت حقيقة التطور القادم في مجال تصنيع المكونات التكنولوجية وأن أحدا لن يستطيع منافسة المقومات التنافسية للصناعة الصينية وقدرته على تخفيض التكلفة بدرجة كبيرة وبالتالي فإنه من الأفضل أن نبحث عن نموذج للتعاون والتكامل مع الصناعة الصينية وليس التنافس معها والذي لن يكون في صالحنا مطلقا .

نأمل من الشركات العاملة في مجال تجميع مكونات الكمبيوتر والأجهزة الالكترونية أن يكون لديها إستراتيجية مستقبلية بعيدة النظر لتطوير السوق المحلية وعدم التركيز على الجانب التجاري فقط " وزيادة المبيعات " وإنما الاستفادة من الشركات الصينية لإنشاء مراكز صيانة وتقديم خدمات مع بعد البيع تمهيدا لإقامة مراكز لتطوير تلك المنتجات بما يتناسب مع احتياجات السوق العربية .

كما نطالب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغرفة الحاسب الآلي بالاتحاد العام للغرف التجارية بعدم الموافقة على تسجيل أو التعامل مع أي شركة تعمل في مجال استيراد مكونات الكمبيوتر " أيا كانت " دون التزام تلك الشركة بإقامة مركز لصيانة وتقديم خدمات ما بعد البيع لتلك المنتجات .

مشاركات القراء