 قناة السويس .. وصناعة الألياف الضوئية

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	قناة السويس .. وصناعة الألياف الضوئية

 بقلم: خالد حسن
لم تعد الإنترنت مجرد وسيلة للبحث، أو الحصول على المعلومات العلمية، بل تحولت بمرور الوقت إلى جزء أساسي في نمط حياة بنحو 3 مليارات مستخدم لشبكة الإنترنت على مستوى العالم حيث تتراوح هذه الاستخدامات بين تصفح مواقع الإنترنت إلى تحميل ملايين البيانات علاوة على تقديم العديد من الخدمات الإلكترونية بصورة لحظية بالإضافة لزيادة القدرة التنافسية لمؤسسات الأعمال .
ومن المتوقع أن تشهد مصر خلال الأعوام القادمة نشاطاً ملحوظا في مشاريع مرور كابلات الاتصالات الدولية، خصوصاً الإنترنت، عبر مياهها البحرية في ظل تزايد قاعدة مستخدمي خدمات الإنترنت حول العالم، ويترافق هذا الأمر مع ضرورة وجود استراتيجية مصرية لتشجيع وتعظيم العائد من مرور هذه الكابلات عبر أراضيها ، سواء بريا أو بحريا ، ما يعني فتح الباب أمام مصدر إيرادات جديد لاسيما أنه سيتم أخذ رسوم تاجير سنوية من الشركات المالكة لهذه الكابلات .
ومنذ أكثر من عامين تقريبا كشفت وزارة الاتصالات عن رؤيتها لتوطين صناعة إنشاء كوابل الألياف الضوئية البحرية التي تربط دول الغرب بالشرق والشمال بالجنوب مروراً بمصر.. الأمر الذي يفتح الباب أمام تعظيم الإيرادات المالية التي يمكن أن يوفرها مرور كابلات الألياف الضوئية البحرية عبر قناة السويس ، وإذ خلصت إحدى الدراسات التحليلية للرسوم والتعريفات المُطبّقة عالمياً أن مصر يجب أن تحصل على ما لا يقل عن مليارات الدولارات سنوياً لقاء مرور كابل الاتصالات الدولية في بحارها وضمنها قناة السويس ،هنا يأتي الحديث عن الرؤية المستقبلية للشركة المصرية للاتصالات لتنمية عائداتها من صناعة كوابل الألياف الضوئية، والتي ضاعفت عبقرية المكان، وظهرت حاجة لم تكن متوقّعة لاستخدام قناة السويس ممراً لنقل المعلومات بين الشرق والغرب وبالتالي أصبحنا في حاجة ماسة في أن تحدّد الدولة تسعيرة مناسبة لمرور المعلومات عبر مصر والمطالبة بمساواتها بما تفرضه الولايات المتحدة لقاء مرور كابلات الاتصالات (مع أخذ حجم المعلومات بعين الاعتبار) عبر ميناء نيوريورك، يؤدي لحصولها على قرابة 750 مليون دولار عام 2012، ويرتفع إلى مليارين دولار نهاية عام 2015، حتى لو لم توظّف الدولة أي استثمار في هذا الأمر!
وفي إطار تنمية منطقة القناة كشف الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أن مشروع تنمية محور قناة السويس سيضاعف من عائدات المنطقة 10 مرات لتصل إلى 200 مليار جنيه خلال 5 سنوات ، منوها بأن الحكومة القادمة ستطرح المشروع للاستثمار على مستوى العالم وأن هناك ثلاثة محاور لتطوير منطقة القناة أولها "وادى التكنولوجيا" فى شرق الإسماعلية لاستكمال إنشاء منطقة صناعية خاصة بالصناعات عالية التكنولوجيا مثل صناعات خلايا الطاقة الشمسية والإلكترونيات والتى يمكنها الاعتماد على الخامات الموجودة، كما أبدى 11 مستثمرا رغبتهم في إقامة مشروعات بتلك المنطقة والمحور الثانى يتضمن اقامة منطقة شمال غرب خليج السويس، إذ توجد منطقة صناعية ستتم توسعتها وإضافة صناعات متخصصة فى مجال البتروكيماويات ومجالات أخرى تعتمد على ميناء العين السخنة والأدبية ومرتبط بها بعض الصناعات اللوجستية على حين المحور الثالث وهو "مشروع تنمية شرق بورسعيد " ويستهدف إقامة منطقة صناعية لزيادة الصناعات المغذية للسيارات وصناعة الأدوية والكيماويات والمنسوجات وهي صناعات قائمة على التصدير .
في اعتقادي أن مشروع " وادي التكنولوجيا " كان وما زال يمثل أملا لغالبية العاملين في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات منذ عام 1990 باعتباره أول مشروع قومي عملاق كان يهدف إلى توطين صناعة المعلومات المحلية وتهيئة المناخ المناسب لخروج هذه الصناعة من دائرة المستهلك والمستخدمة للتكنولوجيا إلى المساهمة في إنتاج وتصميم هذه التكنولوجيا .
وللأسف أهمل المشروع وبات أرضا بور على مدار 15 عاما تقريبا إلا أنه يبدو أن المشروعات والأفكار القومية يكون مرهون تحقيقها بوجود أصحابها وإذا ما غاب هؤلاء تدخل هذه المشروعات غرفة الإنعاش والانتظار المميت وهذا بالفعل ما يمكن أن نطلقه على مشروع "وادى التكنولوجيا " حيث كان من المخطط له أن يماثل دوره الدور الذى قام به وادى السليكون بالولايات المتحدة في دعم صناعة المعلومات والإلكترونيات الأمريكية وجذب شركات الإلكترونيات والاتصالات العالمية .
ومن خلال الزيارة الميدانية للمشروع ، منذ 8 شهور تقريبا ،وسؤال اللواء أحمد بهاء الدين القصاص، محافظ الإسماعيلية السابق ،عن مستقبل المشروع قال إنه تم ضخ 25 مليون جنيه فى المشروع لاستكمال البنية التحتية ، بداية من شبكة الطرق والصرف الصحي والمياه والإنترنت وشبكة الاتصالات ، وستتم إتاحة المتر المربع شامل المرافق والتجهيزات بنحو 17 جنيها والمتر بدون تجهيزات بـ 7 جنيهات كذلك سيتم إصدار قرارات بسحب الأراضي من المستثمرين ورجال الأعمال الذين حصلوا على أراض بمنطقة وادي التكنولوجيا ولم ينشئوا أي مشروعات عليها حتى الآن، وذلك إذا لم يقوموا بتوفيق أوضاعهم خلال شهر والبدء في إقامة المشاريع التي تمت الموافقة على إقامتها. إذ تبلغ المساحة الكلية لوادي التكنولوجيا والواقع شرق مدينة الإسماعيلية 16 ألفا و500 فدان، وتبلغ مساحة المرحلة الأولى من المشروع 3030 فدانا منها 215 فدانا مساحة المرحلة العاجلة .
ولكن في نفس الوقت يجب أن نستمع إلى شكوى بعض المستثمرين إذ لا نتصور أن مشروعا كان يخطط له أن يحتضن شركات للبرمجيات وصناعة الكروت الذكية والدوائر الإلكترونية ومعدات الاتصالات وبعض مكونات الأقمار الصناعية ينتهي به الأمر عند مجرد إصلاح الأراضي ويهرب 16 مستثمرا جاد من تواجدهم فى المشروع نتيجة عدم الموافقة على منح هذه المشروع أي مزايا أو إعفاءات مالية كغيرها من المناطق الصناعية أو المناطق النائية .
فهل يعقل أن نحكم على هذا المشروع بالموت لمجرد احتياجه لبعض الإعفاءات المستحقة له رغم توافر كل المقومات التي يحتاج إليها المشروع لاسيما من الكفاءات البشرية اللازمة على حين أننا نسمع أن الحكومة تدرس منح إعفاءات ضريبية وجمركية للمشروعات الجديدة التى يمكن إقامتها فى مناطق نائية وهل المنطقة التى يقام بها مشروع وادي التكنولوجيا ليست نائية خاصة إذا علمنا أن المشروع سيوفر نحو 6 آلاف فرصة عمل ويخطط له أن يساعد على توطين مئات الآلاف من المواطنين بحلول 2017 .
لا نريد أن نقول إن هناك تعمدا واضحا في تجميد هذا المشروع ولكن ما نود الإشارة إليه ما هو مصير الأموال التي تم إنفاقها بهذا المشروع وهل سيظل وادي التكنولوجيا مجرد واد للأطلال أم من الممكن أن تتم دراسة فكرة التسويق العالمي لهذا المشروع وإقناع الشركات العالمية بالتواجد فى هذا المشروع بعد منحه المزايا والإعفاءات التي يتمتع بها غيره من المشروعات القومية التي تهدف إلى تحقيق التنمية التكنولوجية والنهضة المعلوماتية .
فى النهاية نؤكد أن صناعة كابلات الألياف الضوئية البحرية يمكن أن تكون مصدرا جديدا لمضاعفة عائدات "الشركة المصرية للاتصالات " ومن ثمة زيادة الدخل القومي ، خاصة في ظل الظروف المالية الصعبة التي تواجهنا في الوقت الحالي ، كما أن مصر يمكن أن تكون مركزا إقليميا وعالميا للربط بين هذه الكابلات وتأجيرها .. ناهيك عن إمكانية المساهمة بحصة في تملك هذه الكابلات ومن ثمة الاستفادة من عائداتها المتزايدة هذا بالإضافة إلى فتح الباب أمام تحسين مستوى خدمات نقل البيانات والإنترنت للمستخدم المصري والحصول على سرعات عالية وأسعار تنافسية على غرار ما يحصل عليه المستخدم في الدول المتقدمة .
 نهاية الأسبوع
 شعور وطني .. عندما تزور مشروعا بحجم " قناة السويس الجديدة " وترى بعينيك عرق وجهد المصريين، وحرصهم على إتمام هذا المشروع فلا تجد أمامك سوى توجيه التحية للشعب المصري، ومساهمته التاريخية في التمويل ..وقواته المسلحة " عنصر التأمين " والآﻻف من العمال ـ " القوى البشرية المنفذة "ـ وكلنا ثقة أن القادم سيكون بإذن الله أفضل .
 مبادرة الإنترنت ..نجاح المهندس خالد نجم ـ وزير الاتصالات في تقديم مبادرة جديدة بتخفيض أسعار الإنترنت ورفع السرعات ، ليكون الحد الأدنى هو ا ميجا بايت ، هو خطوة جيدة على طريق نشر مجتمع المعلومات ونتطلع أن يعقب ذلك قيام مشغلي شبكات الإنترنت بالتوسع في نشر الخدمة على مستوى الجمهورية إذ سيظل التحدي الأكبر هو عدم قناعة غالبية هذه الشركات ، باستثناء تي إي داتا ، بجدوى انتشارها فى المحافظات وزيادة قاعدة عملائها وهى رؤية متعارضة مع كونها شركات تسعى لتحقيق الأرباح .. فهل ما زالت هناك معوقات أخرى ؟
 الجامعات والتدريب العملي .. لم تعد الفوارق بين الجامعات ، سواء حكومية أو خاصة تعتمد على اسم الجامعة وتاريخها وإنما على قدرتها على تأهيل وإعداد كوادر بشرية قادرة على تلبية الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل المحلي والعالمي والتركيز على التدريب العملي للطلبة ..فهل تنجح الجامعات الخاصة في مواجهة هذا التحدي ؟ لاسيما في ظل ما تمتلكه من إمكانيات مالية كبيرة .

مشاركات القراء