 مستقبل المصرية للاتصالات..إلى أين ؟ " 2 "

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

 بقلم : خالد حسن
بصرف النظر عن التغيرات، التي شهدها مؤخرا مجلس إدارة الشركة " المصرية للاتصالات " فإن حديثنا عن مستقبل المصرية للاتصالات، والذي بدأ الحديث عنه الأسبوع الماضي ، سيركز على طرح الرؤى حول كيفية استعادة ثقة المستثمرين في البورصة في سهم الشركة. والذي يعاني من تراجع كبير خلال الآونة الأخيرة بصورة لا تعكس الأداء المالي الإيجابي للشركة .
فالناظر للأنشطة المصرية للاتصالات، فإننا نستطيع أن نحدد مجالين أساسيين للشركة أولهما مجال بناء البنية التحتية، والتي تعد بمثابة العمود الفقري الرئيسي لقطاع الاتصالات، والإنترنت، وخدمات المعلومات، ورغم الجهود التي قامت بها الشركة "المصرية للاتصالات" فإنها لم تستطع أن توفر حجم الاستثمارات المالية أو الإنفاق المطلوب لتلبية الطلب المتنامي على البنية التحتية الأساسية لشبكة الاتصالات ، لكونها الجهة الوحيدة المرخص لها حتى الآن، بحكم القانون ببناء البنية التحتية ، إذ إن حجم الاستثمار في السنوات الثلاثة الماضية لم يتجاوز 5 – 6 مليارات جنيه في مجال البنية، وهو غير كاف بالمرة لإرضاء طموحنا، أو تنفيذ خطتنا للتوسع في مجال البنية التحتية للاتصالات، والانترنت، والتي تحتاج لاستثمارات تناهز الـ 40 مليار جنيه خلال 5 سنوات فقط، وهنا تأتي أهمية التركيز بقوة على دور " المصرية للاتصالات " في بناء البنية التحتية التي تعتمد على استبدال كوابل الألياف الضوئية بكوابل النحاس ـ والتي تكثر سرقتها بسبب ارتفاع سعر الكيلو إلى 83 جنيها .
ونعتقد أن تركيز "المصرية للاتصالات" على تطوير البنية سيعطيها ميزة تنافسية كبيرة جدا وسيسمح لها بالاحتفاظ بوضعها الحالي ، كموزع جملة ، وربما ينفي الحاجة لدخول الكيان الوطني بالبنية التحتية إذا نجحت الشركة في أن تكون بمثابة شركة للجملة، لتقديم خدمات لجميع مشغلي الإنترنت، والاتصالات بنفس الكفاءة، والجودة والأسعار. وهنا يمكن أن تنمي الشركة أرباحها في ظل الطلب الكبير على البنية التحتية، وسعات، وسرعات أعلى للإنترنت. فكل إنفاق في هذا المجال هو استثمار مضمون العائد، وسينعكس بالتأكيد إيجابا على العائدات المالية للشركة .. خاصة إذا نجحت الشركة في أن تكون نواة استراتيجية لتحول مصر إلى مركز إقليمي لصناعة كوابل الألياف الضوئية، عبر مشروع تنمية محور قناة السويس. وبالتأكيد ليس من مصلحة المصرية للاتصالات دخول مشغل جديد، للبنية التحتية. ولذا عليها التركيز بقوة في هذا المجال، وبناء بنية تحتية رقمية حديثة لمصر على غرار الدور الذي تقوم به شركة " بريتش تيليكو " في بريطانيا .
كذلك فإن المحور الثاني الذي تعمل به الشركة الآن هو مجال التجزئة ،من خلال بيع خطوط الهواتف الثابتة ، لديها 7 ملايين مشترك ، بجانب 67 % من سوق خدمات البرود باند، ونحو 20 مليون خط محمول من حصتها في شركة فودافون مصر ، وهنا ربما الإشكالية غير واضحة للكثير من المتابعين. إذ نستطيع أن نتفهم رغبة الشركة في تطوير، وتحسين منتجاتها والتحول إلى مشغل متكامل لخدمة عملائها من خلال الاستثمار في الحصول على الرخصة الموحدة للاتصالات .. ولكن في الحقيقة فإن الرخصة الموحدة للاتصالات لا تسمح للشركة ببناء شبكة اتصالات خاصة بها ، لتقديم خدمات الاتصالات المحمولة ، وإنما تعتمد على الشبكات الحالية لمشغلي المحمول " التجوال المحلي ، ومن ثمة لن يمكننا الحديث عن تحسين مستوى الخدمة كمطلب رئيسي أو تخفيض الأسعار، وهو معضلة تحتاج إلى دراسة من جانب الشركة .
ومن المهم الأخذ في الاعتبار التجارب العالمية. فمثلا منذ عامين تقريبا قام جيرارد كليسترلي ـ رئيس مجموعة "فودافون" العالمية باتخاذ قرار استراتيجي ببيع حصص المجموعة في أي شركة اتصالات، إذا كانت الحصة لا تسمح لها بالإدارة ، وأن الشركة ستركز على دورها الأساسي كمشغل شبكات اتصالات، وليس مستثمر في شركات الاتصالات وهو الأمر الذي وفر تمويلا كبيرا للشركة، وأدى إلى زيادة ثقة المستثمرين بها، وبالتالي ارتفع سعر السهم بدرجة كبيرة .

نؤكد في النهاية أن التحرك الإيجابي نحو التعاون بين مشغلي خدمات الاتصالات يؤكد أن السوق المحلية للاتصالات تمتلك بالفعل الفرص الكبيرة لاستيعاب خطط التوسع المستقبلية لمشغلي شبكات الاتصالات، ومضاعفة حجم أعمالهم وأن كعكة السوق أكبر بكثير مما يحاول أن يسوقه البعض ، من رؤية محدودة، وقصيرة الأمد ، إن السوق وصل لمرحلة التشبع، وأن هناك نحو 90 مليون مستخدم لخدمات الاتصالات المحمولة، و45 مليون مستخدم للإنترنت ،منهم 3 ملايين فقط مستخدم للإنترنت فائق السرعة ، وهو في الحقيقة أمر مخالف تماما للاحتياجات الحالية، والمستقبلية من خدمات الاتصالات ، فهناك 1.4 مليون مستخدم جديد ينضم لسوق خدمات اتصالات المحمول ، والإنترنت ، هناك أكثر من 2 مليون مستخدم سنويا ، للانتقال إلى مفهوم " الاقتصاد الرقمي " ناهيك عن التوسع العمراني الكبير، الذي شهدناه في السنوات الأخيرة والمتوقع تضاعفه في السنوات العشرة القادمة بعد التخطيط الإقليمي الجديد للمحافظات واتساع رقعتها الجغرافية .
 مجرد تساؤلات

 كريسماس رمضان .. الجميع بعلم أن شهر رمضان الكريم ، هو شهر تنقية النفوس، وتطهير القلوب، وأخذ هدنة، أو راحة سنوية من خلال التركيز بصورة أكبر على كل أنواع العبادة، ولكن للأسف ما نشاهده منذ سنوات على شاشات الفضائيات ، 75 مسلسلا تليفزيونيا خلال رمضان القادم ، ليس من بينها عمل فني ديني أو تاريخي . يا إلهي ما هذا العبث .. فهل من الممكن أن أدعوك أن تكون إيجابيا، وتتخذ قرارا بمقاطعة هذه الأعمال هذا العام ؟ على فكرة هذا قرارى منذ 5 سنوات .
 قيام المهندس خالد نجم ـ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعمل زيارات متكررة لمشغلي شبكات الاتصالات المحمولة، ومراكز التحكم بها وكذلك منافذ البيع التابعة لها للوقوف بنفسه على حقيقة الأوضاع في قطاع الاتصالات ..تقليد جديد ومهم حتى يمكن اتخاذ القرارات الصائبة لتنمية القطاع .
 إلى الصديق العزيز المهندس محمد النواوى .. نجحت في مهمتك على خير وجه، ويكفيك أن وصف النتائج والإنجازات، التي حققتها مع كوادر المصرية للاتصالات بأنها " تاريخية ".. وستظل متعلقة باسمك واعلم أن المبدعين فقط هم من يصنعون النجاح في أي مكان يذهبون إليه.
 إلى الأصدقاء أعضاء مجلس الإدارة الجدد .. ربنا يوفقكم .. أعلم جيدا خبرات كل منكم في مجال الاتصالات، ونتطلع إلى توظيفها لصالح عملاء المصرية للاتصالات، وحاملي أسهم الشركة، واستمرار الشركة في تحقيق النجاح، ومشاركتها في تنمية قطاع الاتصالات .

مشاركات القراء