 ثروة الشباب .. واستراتيجية توطين الإبداع

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	ثروة الشباب .. واستراتيجية توطين الإبداع

 بقلم : خالد حسن
مصر واحدة من الدول، التي وهبها الله قوة بشرية، لا يُستهان بها، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب ـ أقل من 25 عاما ـ ومن ثمة فإن هذا الكنز البشري يحتاج إلى إدارة واعية لكيفية تعظيم الاستفادة منه، وتوجيهه إلى الطريق الصحيح، لتعويض ما فاتنا من خلال تعظيم الاستفادة من ثورة التكنولوجيا، والاتصالات، لمضاعفة سرعة عجلة النمو في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية .
ولعله من المهم أن نعترف أن رعاية العقول، أو الشباب المبتكرـ الذي لديه قدرات على الإبداع التكنولوجي ـ ما زالت نوعية جديدة من صور الرعاية، التي لم تتطرق إليها مؤسسات الأعمال، ومنظمات العمل. فالمجتمع ليس مجرد تقديم الأموال اللازمة لتنمية تلك العقول، واستكمال دراستها العلمية.. ولكنه نوع من الاستثمار المستقبلي الذي يتيح للمؤسسات الاستفادة من تلك العقول فى تطوير قدراتها التنافسية .

الواقع يؤكد أن لدينا الآلاف من الشباب ذوي العقول المفكرة، أو المبدعة في مجال تكنولوجيا المعلومات، والإلكترونيات " وهذا بشهادة المؤسسات العالمية " إلا أن أحلام، وطموحات هؤلاء الشباب عادة ما تتحطم على صخرة ضعف الإمكانيات المالية، والتي أصبحت بمثابة السور المنيع الذي لا يمكن اجتيازه إلا عن طريق تقديم يد المساعدة.. إذ يعانى بشكل عام البحث العلمي من ندرة التمويل، ويكفي أن نشير هنا إلى أن إجمالي ميزانية وزارة البحث العلمي لا تتجاوز 5 مليارات جنيه .. 90 % يذهب في صورة رواتب للموظفين، وما يتبقى لا يكفي لإقامة دولة البحث والعلم .

ولعل صناعة تكنولوجيا المعلومات، والإلكترونيات، تعد إحدى الصناعات المحظوظة نسبيا من خلال إنشاء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات " إيتيدا "ـ وهى بمثابة الجهة التي تتولى تنمية ودعم الشركات العاملة في هذه الصناعة عبر إطلاق مجموعة متنوعة من البرامج، التي تستهدف توفير التمويل الميسر، والدعم التقني والمالي للشركات ، المسجلة في قاعدة بيانات الهيئة، والتي لا تتجاوز 1400 شركة حتى الآن، بجانب برامج التأهيل للكوادر البشرية، وتقديم المنح الدراسية للطلبة، ودعم مشروعات التخرج لطلبة كليات الهندسة، والحاسبات .
إلا أنه للأسف؛ رغم الجهود المبذولة من جانب هيئة " إيتيدا " إلا أنه بمثابة نقطة في بحر ولا تكفي لنشر وتوطين ثقافة الإبداع التكنولوجي على مستوى الوطن، وهنا نطالب حكومة المهندس إبراهيم محلب بضرورة وجود رؤية مستقبلية، واستراتيجية متكاملة.. تتضافر فيها جميع الجهود ، الحكومية، والخاصة، والمؤسسات المجتمعية، والمدنية، تستهدف بناء قاعدة كبيرة من كوادرنا العلمية المؤهلة، ودعم دور الجامعات في المشروعات البحثية، وتسهيل آليات التعاون بينها وبين مؤسسات القطاع الخاص مع تحفيز قطاع الأعمال على تبني مفهوم البحث، والتطوير لتحسين قدراته الإنتاجية، والتنافسية.. ناهيك عن التوسع في مفهوم الحضانات التكنولوجية ليكون لدينا أكثر من حضانة في كل محافظة تعمل على تشجيع الشباب المبدع في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال .

في تصوري أننا نحتاج إلى مشروع قومي لتعزيز روح الابتكار التكنولوجي لدى الشباب وإعلاء شأن الإبداع العلمي على غرار ما يحدث من دعم وتشجيع الإبداع الفني. فمصر تذخر بأكثر من 100 ألف رسالة دكتوراه، وماجستير، وعشرات الآلاف من براءات الاختراع المسجلة في أكاديمية البحث العلمي.. ولكن للأسف غالبية هذا الإبداع العلمي حبيس الأدراج، ولا يستطيع أن يرى النور بسبب نقص مصادر التمويل تارة؛ وبسبب البيروقراطية الحكومية تارة، وبسبب استسهال رجال الأعمال للبحث عن حلول تكنولوجية أجنبية للمشاكل التي تواجههم .

وفي الحقيقة..لا نريد أن ندخل في قضايا فرعية، ومناقشات جدلية حول أيهما أولى بالرعاية: بطولة دوري لكرة القدم التي تصيب الملايين بالغثيان من هبوط مستوى الأداء ! أم رعاية حفل غنائي راقص بلا معنى ! أم أن الأولى والأفضل لمؤسسات الأعمال أن تستثمر تلك الأموال فى بناء وإعداد العقول المصرية؛ والتي ستكون لها قيمة مضافة كبيرة تعود بالنفع على مؤسسات الأعمال بشكل مباشر، فهدفنا ليس التدخل فى كيفية تخطيط مؤسسات الأعمال ـ ميزانياتها الخاصة برعاية بعض الأنشطة الاجتماعية، " فهي الأقدر على ذلك " ولكن أن تضع فى الاعتبار أهمية رعاية العقول المبدعة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات، وتهيئة المناخ المناسب لها .

فالمطلوب ببساطه هو تخصص مؤسسات الأعمال الخاص، وكذلك منظمات المجتمع المدني جزء محدد من ميزانيتها لتبنى عدد من أصحاب العقول المبدعة في مجال التكنولوجيا.. بحيث يتم تحمل تكاليف إعداد وتأهيل تلك الكفاءات على أن تتم الاستفادة منها " من خلال عقود تبرم بين الطرفين " لقترة زمنية يُنص عليها في العقد، وفى حالة عدم التزام تلك العقول ببنود العقد تلتزم برد الأموال التي تم استثمارها في تأهيلها بفوائدها .

نعتقد أن أهم متطلبات التحول لمجتمع المعلوماتي تحتاج إلى إيماننا جميعا بضرورة زيادة ثرواتنا من العقول البشرية المتخصصة في هذا المجال، واختيار نماذج منها لتكون نجوما ساطعة في عالم المعلومات، وهنا فقط يمكن أن يظهر لدينا العديد من قصص النجاح، التي تمتلئ بها السوق العالمية التكنولوجية.

مرة أخرى نؤكد أن دعوتنا إلى رعاية العقول المحلية في مجال تكنولوجيا المعلومات، والالكترونيات يجب أن ننظر إليها من منطلق أنها استثمار مستقبلي للمؤسسات.. التي سترعى تلك الكفاءات سوف تنعكس آثاره الإيجابية بشكل واضح على تطوير، وزيادة القدرات التنافسية لهذه المؤسسات؛ إذا ما قررت الاستعانة بتلك العقول بعد تأهيلها بالشكل المطلوب .

وفي النهاية نود أن نشير إلى أن رعاية العقول البشرية ليست بدعة مصرية، وإنما هي نمط تفكير مستقبلي متعارف عليه لدى كبرى الشركات العالمية لرعاية بعض الطلبة المتميزين في مرحلة التعليم الجامعي على أن تتم الاستفادة بهم بعد عملية التخرج، وهو نموذج إيجابي للتعاون والتكافل بين الجامعات ومؤسسات الأعمال والربط بين مخرجات المؤسسة التعليمية واحتياجات السوق الفعلية كما أن العديد من الشركات العالمية للتكنولوجيا - مثل أبل، إتش بي ، زيروكس، والفيس بوك - هي نتاج لدعم مشروعات بحثية لطلبة في الجامعات .

 مجرد تساؤلات
 تحيا مصر .. استهداف أبنائنا لمجرد أنهم طلبة في كلية عسكرية ،يتعلمون فنون كيفية الدفاع عن أوطانهم ، هو أمر يؤكد مدى خسة من يقوم بمثل هذه الأعمال وأنهم من فاقدي العقل، ولا يعرفون حرمة لدم أو قيمة لوطن أو تعاليم لدين .. المطلوب هو سرعة تطبيق القانون على كل من يدعو أو يشجع على قتل المواطنين الأبرياء، وإلقاء القنابل والمفرقعات لبث الرعب، واليأس في نقوس المصريين . فهل تنجح حكومة المهندس إبراهيم محلب في مواجهة هذه الأفكار الضالة، والأعمال الإرهابية ؟

 البطالة المقنعة والتأهيل ..نعلم أن البطالة مشكلة تزايدت ببلادنا في الآونة الأخيرة، وهى تنغص على المصريين حياتهم، وتسبب في حدوث العديد من الاضطرابات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية على السواء، وباتت بمثابة قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في وجه الجميع. ولكن من المهم أن نعرف لماذا هناك مؤسسات أعمال تبحث عن عمالة بشق الأنفس، ولا تجدها وفى نفس الوقت عمالة لا تجد فرص العمل ؟ والإجابة ببساطه أن نوعية العمالة ، التي لا تجد عملا ، لم تقم بالدور المنوط بها لتأهيل نفسها وفقا لاحتياجات سوق العمل .

 في موضوع خلع الحجاب .. من شاءت وضعته، ومن شاءت خلعته . فلا الأولى ستزيد مثقال حبة في ملك الله، ولا الثانية ستنقص ذرة في ملكوت الله . الأمر مجرد نوع من إثارة الفتن.. فهل الدولة أجبرت أحدا على لبس الحجاب أو خلعه ؟ وهل الأزهر شن حملة على المرأة غير المحجبة أو كرم المرأة المحجبة ؟! الموضوع مطلوب فقط لإثارة الرأي العام .

مشاركات القراء