مسابقة " إنتل " .. وناقوس الخطر

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

نبضات
مسابقة " إنتل " .. وناقوس الخطر
بقلم : خالد حسن
بصرف النظر عما قام به الطالب عبد الله عاصم من إساءة لنفسه، ووطنه، خلال مشاركته في فعاليات مسابقة إنتل الدولية، للعلوم والهندسة " Intel ISEF2014 "، والتي أقيمت مؤخرا في مدينة لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، إلا أن هذا الموقف، لا يستحق التوقف عنده، فمصر تمتلك الآلاف من المبدعين، في مختلف المجالات، والقادرين على تقديم نماذج وطنية مشرفه لبلادهم، سواء على المستوى المحلي، أو العالمي، والذين ينتظرون فرصتهم .
ولكن في الحقيقة .. ما يستدعي التوقف أمامه طويلا، ويحتاج إلى دراسة، وتحليل، وتفسير؛ هو ما حصده الطلبة، وفرق الدول المشاركة في هذه المسابقة، والتي تجاوزت ١٧٨٣ طالبا وطالبة من 79 دولة، وهنا لا أقصد حصول الولايات المتحدة الأمريكية على المرتبة الأولى، أو الهند على المرتبة الثانية، فهذه الدول نجحت منذ عشرات السنوات، في وضع نفسها بقوة، على خريطة الإبداع التكنولوجي، من خلال بناء قاعدة كبيرة من الكفاءات، والكوادر البشرية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات؛ ولكن ما أعنيه؛ هو حصول المملكة العربية السعودية على المركز الثالث ـ برصيد 8 جوائز ـ إذ حصل طلاب، وطالبات المملكة، على 6 جوائز كبرى، وجائزتين خاصتين، في حين لم يحصل الوفد المصري، إلا على جائزة واحدة فقط.
بالطبع في البداية، نتقدم بالتهنئة للطالبات الثلاثة: سارة عزت، منى السيد معوض، وهدى ممدوح شومان، من مدرسة المتفوقات بالمعادي، لفوزهن بالمركز الثالث عالميا، في مجال إدارة البيئة، أحد فروع المسابقة السبعة عشر، عن مشروعهن: "مبخر فراغي لتنقية المياه"، والذي يستهدف تحويل فضلات المياه، إلى مياه مقطرة، يمكن إعادة استخدامها، في أغراض الصناعة، كما يمكن استخدامها كمياه صالحة للشرب، وذلك بعد إضافة نسب محدودة من الأملاح، التي يحتاجها الجسم البشري، كما يركز المشروع، على تقليل كمية الطاقة، المطلوبة لغلي المياه، ويعد أكثر كفاءة؛ من حيث التكلفة، مقارنة بالوسائل الأخرى التقليدية، المستخدمة في تنقية المياه.
ولكن السؤال المهم: كيف تراجعت مصر إلى هذا المستوى من الإبداع ـ لدرجة أن المملكة السعودية، مع خالص احترامنا، وتقديرنا لما توليه حكومة المملكة، من رعاية بالكوادر البشرية، في قطاع التكنولوجيا ـ وتحصد 8 جوائز عالمية، في حين نحصد نحن جائزة واحدة فقط !! الأمر بالتأكيد، ليس تقليلا من شان الإخوة في السعودية ـ بل على العكس تماما ـ فإنه إذا جاز لنا، أن نتعلم منهم؛ ماذا قاموا به في السنوات العشرة الأخيرة، من تطوير في العملية التعليمية، حتى وصلوا إلى هذا المستوى العالمي، من إعداد الطلبة، والكوادر البشرية، للمنافسة مع أعتى الدول المتقدمة تكنولوجيا؛ فلماذا لا نستفيد من التجربة السعودية، في مجال توطين ثقافة الإبداع، وتنمية، وإعداد قاعدة كبيرة من الكوادر البشرية، صغيرة العمر، المتخصصة في مجال التكنولوجيا.
الأمر بالفعل يمثل مفاجأة لكل المتخصصين، والعاملين، في مجال التكنولوجيا؛ فهل مصر بتاريخها في مجال صناعة التكنولوجيا، منذ منتصف القرن الماضي، والتي تمتلك أكبر قاعدة بشرية في منطقة الشرق الأوسط من الكوادر البشرية، منذ عشرات الآلاف من خريجي كليات الهندسة، والاتصالات، وعلوم الحاسب الآلي؛ ناهيك عن الملايين من طلاب المدارس ـ بمختلف أنواعها ـ متفوقين ولغات .. دولية، وعادية .. أصبحت تعاني حالة من العقم، في مجال الإبداع التكنولوجي، القادرة على تحسين حياة الإنسان بشكل عام، وليس المواطن المصري فقط .
أعلم أن هناك من سيتسرع، ويقول إن المملكة العربية السعودية، بما لديها من قدرات تمويلية، قادرة على الإنفاق والاستثمار، لإعداد الكوادر البشرية المبدعة، من طلبة المدارس، ولكن للأسف، هذا عذر أقبح من ذنب، ولا يجب أن يكون الشماعة، التي نضع عليها أخطاءنا ونستريح، إذ إن المسابقة لم تكن تحتاج إلى مشروعات تطبيقية، تحتاج إلى تمويل كبير من الدولة؛ وإنما كانت تقيم أفكارا قابلة للتنفيذ من جانب الطلبة .
ومن ثمة فالأمر .. ليس له علاقة بالتمويل؛ وإنما في تصوري، يعتمد على مدى توافر بيئة متكاملة، لتنمية، ودعم الإبداع لدى الطلبة، وجعلهم طلبة، قادرين على التفكير فيما حولهم، من مشاكل، ومحاولة إيجاد حلول ابتكارية لها، وهنا لابد أن نؤكد أن العملية التعليمية برمتها، أصبحت تسير عكس المستقبل، فحين تتخلص غالبية دول العالم من مفهوم التعليم التلقيني، والذي يعتمد على حفظ الطلبة لمجموعة من المعلومات لمجرد سكبها في الامتحان، نجد أن جهابذة، وأباطرة التعليم لدينا ما زالوا يصرون على نفس آلية التعليم كما هي؛ بدون أي تطوير، وكأننا "نؤذن في مالطة"، والنتيجة بالتأكيد؛ هذا التدهور الرهيب، في مستوى الطالب المصري .. مقارنة بنظيره في جميع دول العالم.
في اعتقادي أن نتيجة هذه المسابقة، بمثابة "ناقوس للخطر" على مستقبل التعليم في بلادنا، ونوعية الطلبة، التي سنراها في المستقبل، وقدراتها الإبداعية، ومن ثمة قدراتنا على المنافسة العالمية، ولا يجب أن نضحك على أنفسنا، ونقول: إن مصر بخير، وأننا نمتلك الإمكانيات، والمقومات، وعند المحك الحقيقي للأسف، نجد أنفسنا في ذيل الأمم.
نطالب المهندس عاطف حلمي ـ وزير الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، وكل الجهات التابعة للوزارة ـ هيئة إيتيدا، مركز الإبداع التكنولوجي، وريادة الأعمال ـ ببحث، ودراسة كيف وصلنا إلى هذا المستوى، من التراجع .. مقارنة بغيرنا من الدول، ليس الدول المتقدمة تكنولوجيا، بل الدول العربية، وأن يكون لدينا استراتيجية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، بهدف توطين ثقافة الإبداع التكنولوجي، لدى طلابنا، فلا يكفي أن يكون هناك منهج لتدريس علوم الكمبيوتر، وللأسف غالبية الطلبة، لا تعرف عنه شيئا، نظرا لكونها مادة غير أساسية، وإنما نريد أن يتم تفعيل معالم الكمبيوتر، والعلوم في المدارس؛ لتلعب دورا أساسيا في تأهيل طلابنا، وتنمية مواهبهم التكنولوجية، ومساعدتهم على تقديم حلول، وتطبيقات جديدة، للمشاكل التي يعاني منها مجتمعهم المحلي .
 مجرد تساؤلات
 الرئيس القادم وملف التعليم .. لا يمكن أن يختلف اثنان، في ضرورة إعادة هيكلة العملية التعليمية على طريقة " انسف حمامك القديم"، بمعنى أن يتم الاعتماد على نوعية جديدة، من الكوادر البشرية، لوضع تصور لعملية التعليم؛ بما يليق بدخول الطالب المصري عصر المعرفة الرقمية، وليس مجرد تغيير نسبي في مناهج التعليم، واستمرار عملية الحشو، والتلقين . فهل ينجح الرئيس القادم في إرضاء غالبية الشعب المصري؛ الذي بُح صوته بضرورة تطوير التعليم ؟ والاستفادة من التجارب الدولية، التي سبقتنا في هذا المجال.

 المصريون في الخارج .. تحية لأكثر من 315 ألف مصري؛ يعيشون في الخارج، قاموا بالمشاركة الإيجابية في عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية، التي تمت مؤخرا، وكانت بمثابة رسالة قوية للعالم كله، تؤكد رضاء المصريين عن خارطة المستقبل، وخطواتها التنفيذية . السؤال: هل سينجح المصريون في الداخل، وهم ليسوا أقل وطنية من إخوانهم في الخارج، للمشاركة بفاعلية في عملية التصويت، التي ستبدأ يومي الاثنين والثلاثاء القادمين ؟. نتطلع إلى مشاركة مكثفة للمصريين لممارسة حقهم الدستوري في اختيار رئيسهم، وتكليفه بتحقيق أحلامهم، وآمالهم في غد أفضل .
 الدعم وإشعال الحقد الاجتماعي .. للأسف استمرار حكومة المهندس محلب في الحديث عن ضرورة الدعم، وأن الأغنياء يحصلون على غالبية الدعم، وأن الفقراء لا يحصلون على أي شيء .. هو بمثابة نوع من الفشل الذريع .فالغالبية العظمى من الأغنياء ليست ضد إلغاء الدعم ، بل على العكس تماما ، ولكن للأسف، الذي سيتضرر من إلغاء الدعم هم الفقراء، والذين ستفشل أجهزة الدولة في فرض رقابتها الصارمة على ارتفاع أسعار النقل الخاص ـ الميكروباصات، الأوتوبيسات، ونقل المواد الغذائية ـ في الحقيقة السؤال الذي يحيرنا: هل عندما تم إلغاء الدعم عن بنزين 95 حدثت ثورة، أو اضطرابات مجتمعية ؟ مشكلة الدعم إذا عند الحكومة، وليست عند الأغنياء، ولا يجب أن نصدر دائما أحاديث تشعل الحقد الاجتماعي بين مختلف فئات الشعب .

مشاركات القراء