المستقبل .. والبرمجيات الحرة

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

المستقبل .. والبرمجيات الحرة

بقلم : خالد حسن

في ظل الحديث عن تقارب التقنيات، والحوسبة السحابية، فإن من الطبيعي جدا، أن نؤكد أن العلاقة بين البرمجيات مفتوحة المصدر " open source "، والبرمجيات الجاهزة، هي علاقة تكاملية، وليس بالضرورة علاقة تنافسية، وأن جميع شركات التكنولوجيا العالمية، تدعم بشكل أنظمة البرمجيات مفتوحة المصدر، وتقدم الأدوات للمطورين لهذه البرمجيات، بوصفها تؤدي إلى زيادة وتنمية سوق التكنولوجيا، وإتاحة الحلول، والبرامج، والتطبيقات للملايين من المؤسسات، بمختلف أحجامها، بتكلفة مناسبة بجانب أنها تساعد على بناء مجتمع معرفة متكامل، لتقديم خدمات تكنولوجية، لزيادة الإنتاجية، ورفع الكفاءة، بالإضافة إلى أنها ستساهم في خفض الإنفاق الحكومي على البرمجيات، وتقليل التهرب من التراخيص، وتحقيق فرص عمل، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وفي الحقيقة .. هناك العديد من الدول التي أعلنت عن تبنيها لاستراتيجية قومية، لدعم صناعة البرمجيات المفتوحة، ومنها على سبيل المثال البرازيل، والهند وبعض المقاطعات في ألمانيا، والصين، وبعض الدول الأوروبية، الأمر الذي دفع المهندس عاطف حلمي ـ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ـ للإعلان العام الماضي عن تبني الوزارة لاستراتيجية متكاملة، تستهدف دعم صناعة البرمجيات مفتوحة المصدر، بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني .. المعنية بتنمية هذه البرمجيات، بجانب تحديد قيادة تنسيقية للبرامج المفتوحة، وإنشاء مكتب للتبادل المعرفي، ومضاعفة حجم المنظومة مفتوحة المصدر بمصر، وزيادة عدد الشركات المعتمدة، وعدد البرامج .
ومؤخرا أعلن الدكتور حسام عثمان ـ مدير مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات " سيك "، والمدير التنفيذي لمركز الإبداع وريادة الأعمال " تيك" أنه سيتم قريبا إعلان مناقصة لإنشاء أول بوابة متخصصة في دعم وتنمية صناعة البرمجيات مفتوحة المصدر، وزيادة الوعي المجتمعي بها بحيث تشمل هذه البوابة كل الشركات العاملة في هذا المجال، والبرمجيات التي يتم تطويرها، والآليات التي تقدمها الوزارة لدعمها، ولضمان منافسة عادلة وتذليل العوائق القانونية .
وفي تصوري أن الأنظمة مفتوحة المصدر، أثبتت نجاحها منذ أكثر من 20 عاما، والدليل على ذلك البرامج الشهيرة "لينكس، جافا، فاير فوكس، وأندر ويد" وغيرها، إلا أن النجاح ليس فقط في تخفيض التكلفة، ولكن في تحسين نوعية البرمجة، التي لها تعامل مع ملايين المستخدمين حول العالم، لاسيما أن هناك إقبالا كبيرا على الأنظمة، والبرمجيات مفتوحة المصدر، خاصة مع الحوسبة السحابية، والتي ستساعد في انتشارها، فالدراسات تقول إن هناك 90 مليون تطبيق في العالم، على مختلف المنصات، وهناك توقعات بحلول 2016 أن تصل إلى 200 مليون تطبيق .
ولعل استمرار الإدارة الأمريكية في غيها، ورغبتها المحمومة في التجسس على شعوب الأرض، والقضاء نهائيا على خصوصية مستخدمي الهواتف والانترنت، ومحاولة توظيف شركات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، أو على الأقل الكوادر البشرية العاملة في هذه الشركات، لتحقيق أهدافها، يفتح الباب على مصراعيه أمام أهمية دراسة وتقييم الاعتماد على البرمجيات مفتوحة المصدر، وتشجيع شركات التكنولوجيا المحلية، لتطوير حلول وتطبيقات تقنية، تعتمد على البرمجيات مفتوحة المصدر، والتي تتميز عادة بصعوبة اختراق شفرتها لاختلاف أكوادها بصورة جذرية.
في اعتقادي أن العديد من الشركات التكنولوجيا العالمية تدرك أهمية وجود صناعة محلية للبرمجيات المفتوحة، والتحدي الذي يواجهنا هو العمل على بلورة آليات تنظيمية، لإحداث تكامل بين مطوري البرمجيات التجارية وكذلك مطوري البرمجيات المفتوحة، وأن الدولة لا يجب أن تقف محاربة للبرمجيات التجارية، كما أنها لا ترغب في قتل البرمجيات المفتوحة، كذلك من المهم جدا أن ندرك أن أمام الشركات العاملة في مجال البرمجيات الحرة الكثير من الجهود لضمان كسب المصداقية في هذه البرمجيات، سواء على مستوى كفاءة وجودة هذه البرمجيات، والتزامها بالمعايير العالمية في البرمجة بجانب العمل على تطوير مفهوم خدمات الدعم الفني، والصيانة لهذه البرمجيات حتى لا يجد المستخدمون أنهم وقعوا في مشكلة تكون تكلفتها أعلى بكثير من الاعتماد على البرمجيات التجارية، والتي عادة ما تلتزم الشركات المطورة لها بتقديم خدمات دعم فني وصيانة، ضمن عقود الاتفاق والاستخدام .
المستقبل القريب سيشهد مزيدا من الاعتماد على البرمجيات مفتوحة المصدر، لاسيما في ظل تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، ليس من قبيل الرغبة في تخفيض التكلفة .. ولكن من قبيل رغبة المستخدمين في مكافحة التهدئات الأمنية التي أصبحت في تزايد مستمر ، إلا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن قراصنة الكمبيوتر عادة ما يركزون على البرمجيات الأكثر استخداما ، وهذا ما بات يواجه نظام أندر ويد في الوقت الحالي، وهنا تأتي أهمية اهتمام مطورو البرمجيات المفتوحة بعنصر تأمين البيانات، باعتبارها التحدي الأكبر لزيادة حصتهم في سوق البرمجيات المحلية والعالمية .
مجرد تساؤلات
 "عالم رقمي" ودعم الإبداع .. استكمالا للدور الذي تقوم به جريدة " عالم رقمي " من خلال مبادرتها "الإبداع .. طريقك للنجاح" لتوطين ثقافة الإبداع لدى طلاب الجامعة وتقليل الفجوة بين متطلبات سوق العمل، ومؤهلات الخريجين في مجال التكنولوجيا أطلقت الجريدة مسابقة " Mobile Applications for Invention " على مستوى الجامعات المصرية بالكامل، للعمل على مساعدة الشباب على تقديم أفكار تكنولوجية بناءة، تساعد على حل مشكلات المجتمع والبيئة المحيطة، وكذلك على تحفيز وتشجيع مجتمع الإبداع في مجال تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، وإتاحة فرص أكبر لمشاهدة ومتابعة إبداعات الشباب ومطوري التطبيقات والحلول التكنولوجية من خلال اختيار أفضل طريقة عرض للأفكار الإبداعية " مصورة فيديو في حدود 3- 5 دقائق" في مجال الحلول التكنولوجية أو مشروع التخرج وسيكون الاختيار للفيديوهات الفائزة عن طريق تصويت زوار الموقع الإلكتروني لـ "عالم رقمي" وصفحة الجريدة على شبكة التواصل الاجتماعي " الفيس بوك ".
 لغة الحذاء .. رفع صور المرشحين في الانتخابات، ووضع الحذاء عليها يبدو أنها ثقافة لمن يسمون أنفسهم ثوارا، وأنها بمثابة علامة النصر.. ولكن في الحقيقة هي ثقافة الضعفاء، وعديمي الرؤية المستقبلية، والقدرة على التفكير والمواجهة . فمتى يتعلم الناس، الذين يدّعون أنهم مثقفون سياسيا وثوريا أن الاختلاف في وجهات النظر في التوجهات السياسية، لا يجب أن يقوموا بممارسات غبية، ومتخلفة، لا تفيد، وإنما تعبر عن ضعف.
 التسامح بين أبناء الوطن .. في الحقيقة من الواضح جليا أن لدينا مشكلة كبيرة نواجهها جميعا، وهي عدم التسامح مع بعضنا .. سواء على مستوى الأفكار أو التوجهات السياسية، أو حتى الآراء والمعتقدات الشخصية. فالجميع يرفض الجميع طالما أنه يختلف معه في الرأي، بل إن البعض يذهب بعيدا .. بداية برفع راية الخيانة، ومرورا بالعمالة للخارج، ووصولا إلى التكفير، وعدم الإيمان .. متى ندرك أن حب الوطن، والتكاتف، والتعاون فيما بيننا، ونبذ الأحقاد، والخلافات الدنيوية هو أحد أهم وسائل التقرب إلى رب العزة .. فما أجمل أن نعامل الناس بأخلاقنا وليس بأخلاقهم .. اللهم ألّف بين قلوب المصريين .

مشاركات القراء