تحسين الإنترنت .. بين المشروعية والاستخدام الأمثل

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

تحسين الإنترنت .. بين المشروعية والاستخدام الأمثل

بقلم: خالد حسن
لعل انتشار الإنترنت اعتمد في بدايته على ما توفره الشبكة من مزايا ، في نقل وتبادل البيانات فقط ، يصعب على أي وسيلة أخرى مجاراتها مما جعلها تحتل مكانة أكثر تقدما لدى الكثير من الأفراد والمؤسسات في الحصول على المعلومات، ومتابعة الأحداث المحلية والعالمية، إذ كشف تقرير لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن خدمات "البرود باند " المحلية تنمو سنويًا بنسبة تتجاوز 40 % ، فيما يبلغ عدد المشتركين بها حوالي 1.8 مليون مشترك كما أن %56 من مستخدمي الإنترنت في مصر والبالغ عددهم نحو 37 مليون مستخدم في عام 2013، خارج نطاق القوى العاملة، إذ إن هذه الشريحة تتضمن الطلاب وربات البيوت، علاوة على المتقاعدين .
ومؤخرا أطلق بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي العالمية حملة ضد ما وصفوه بارتفاع أسعار الإنترنت وتدني مستوى الخدمة، رافعين 5 مطالب تستهدف تحسين وتطوير خدمات الإنترنت في مصر أولها ضرورة العمل على تطوير وهيكلة السنترالات على مستوى الجمهورية، والمطلب الثاني خدمات إنترنت تبدأ من 5 ميجا بسعر 70 جنيها شهريا ، وتمثل المطلب الثالث في إلغاء سياسة الاستخدام العادل ، في حين يركز المطلب الرابع في خدمه عملاء بتفهم .. مش بتقول " اطفي الراوتر وشغله تاني" ، وأخيرا العمل على توفير فريق كامل لكل محافظة للصيانة الدورية والتطوير .
وبالتأكيد فإن هذه المطالب تعتبر مطالب " مشروعة " وذلك انطلاقا من مبدأ " العميل دائما على حق " وعلى جميع الجهات ، الحكومية والخاصة ، المعنية بتنمية سوق خدمات الإنترنت الاستماع جيدا لهذه المطالب والتعامل معها بمنتهى الجدية .
وبالنظر إلى المطلب الأول وهو العمل على تطوير البنية التحتية وهيكلة السنترالات فحسنا فعل المهندس محمد النواوي ـ الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات عندما سارع بالتأكيد على أن "المصرية للاتصالات" تمتلك بالفعل خطة استراتيجية ،وتنفذها بالفعل حاليا ، من خلال التوسع في شبكة من كوابل الألياف الضوئية والتي ستسمح بتزويد العملاء بالكثير من الخدمات التكنولوجية المتطورة بداية من سرعات عالية للإنترنت تبدأ من 24 إلى 80 ميجا بايت / ث بما يسمح بوجود بنية تحتية وشبكة اتصالات قويه إذ إن زيادة السرعة تعتمد على الوسيلة التي تنتقل من خلالها البيانات وهي كابلات النحاس ، لذلك بدأت الشركة في خطة موسعة لاستبدال تلك الكابلات النحاسية بكابلات ألياف ضوئية "فايبر أوبتك" وأنه بنهاية عام 2015 سيكون هناك 4 ملايين منزل من أصل 7 ملايين منزل متصلا بكابلات الفايبر وذلك بهدف العمل على تطوير وتحسين سرعات الإنترنت للمستخدمين المحليين كما أن كوابل الألياف الضوئية ستؤدي للقضاء على ظاهرة سرقة الكابلات النحاسية التي للأسف تحرم العديد من المستخدمين من خدمات الإنترنت في حالة سرقتها .
وبالنسبة للمطلب الثاني بتوفير خدمات إنترنت بسرعة 5 ميجا باشتراك شهري 70 جنيها فأعتقد أن المنافسة الشديدة الحالية بين شركات مقدمي خدمات الإنترنت أدت بالفعل إلى إطلاق شركة " تى اى داتا "، إحدى الشركات التى تقدم خدمات الانترنت وتستحوذ على نحو 70 % من السوق ، خدمة " طلقة " والتي تتيح لك الاشتراك على سرعة 8 ميجا بقيمة 75 جنيها شهريا واختيار سعات تحميل مختلفة لكي تتناسب مع استخدامك ، تبدأ بـ 4 – 40 جيجا بايت ، ونؤكد أن إطلاق الرخصة الموحدة للاتصالات ستدفع المنافسة بين المشغلين لتقديم عروض ذات سرعات أعلى للإنترنت بأسعار تنافسية أقل .
وفيما يتعلق بمطلب المستخدمين بإلغاء سياسة الاستخدام العادل فأتصور أن المتضرر الأكبر سيكون المستخدم نفسه فما معنى أن يقوم مستخدم بشغل الشبكة طوال الوقت بتحميل أفلام وموسيقى بلا داع، ويستمر في الضغط على الشبكة لمدة ساعات بصورة متواصلة بدون مراعاة احتياجات غيره من المستخدمين وهنا يجب أن نتحدث بصراحة عن ضرورة التوعية بالاستخدام الأمثل لشبكة الإنترنت خاصة إذا كانت إمكانية هذه الشبكة المحلية لا تسمح بمثل هذه التصرفات غير المقبولة ـ وعلى فكرة ـ غالبية دول العالم المتقدمة في مجال الإنترنت والاتصالات مرت بهذه المرحلة سعيا منها للحفاظ على حقوق جميع المستخدمين في الوصول لشبكة الإنترنت .
وحول تحسين خدمة العملاء فالأمر يحتاج بالتأكيد إلى وقفة جادة من جانب شركات الإنترنت إذ يلاحظ أن غالبيتها تعتمد في تقديم هذه الخدمة على التعاقد مع مراكز اتصالات بنظام " outsourcing " وللأسف تلجأ هذه المراكز إلى الاستعانة بشباب جديد وتتعاقد معهم 3 شهور فقط وتقوم بتغييرهم بشكل دائم حتى لا تضطر إلى تعيينهم، ومن ثمة فدائما ما تجد هؤلاء الشباب لديهم نقص كبير في المعلومات ولا يستطيعون تقديم خدمة جيدة للعملاء، وهنا نطالب شركات الإنترنت بضرورة وجود مراكز اتصالات خاصة بها وتزويدها بموظفين مؤهلين ومدربين فهؤلاء هم واجهة الشركة أمام العملاء .
وأخيرا فرق الصيانة بالمحافظات فللأسف هناك معاناة كبيرة في هذه النقطة تحديدا الأمر الذي يؤدي إلى حالة استفزاز كبيرة خاصة عندما يظل العطل مستمرا بدون إصلاح لعدة أيام وأنت تضطر إلى التنقل بين المقاهي للاتصال بشبكة الإنترنت ، نريد في الحقيقة أن يقوم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ، والذي دعا مؤخرا شركات الإنترنت للاجتماع بهدف بحث مقترحاتهم للرد على شكاوى المستخدمين ، بوضع مجموعة من القواعد والضوابط المنظمة لضمان توافر خدمات الصيانة على مدار الـ 24 ساعة في الـ 7 أيام وأن تتعهد شركات الإنترنت بإعادة الخدمة في حالة وجود عطل بسببها خلال 24 ساعة وأن يتم كذلك تعويض المستخدمين في حالة تعطل الخدمة أكثر من ذلك .
في النهاية نود التأكيد أن تحسين وتطوير خدمات الإنترنت بات أمرا ضروريا وملحا في ظل الحديث عن الانتقال لاقتصاد المعرفة ومن هنا تأتي أهمية إطلاق مبادرة البرود ياند والتي تستهدف التوسع في البنية التحتية لشبكة الإنترنت عبر تطوير وتحسين بنية كوابل الألياف الضوئية باستثمارات مالية تتجاوز 6.5 مليار دولار على 3 مراحل، ونأمل أن تستطيع مصر مواكبة دول العالم المتقدمة في مجال خدمات الإنترنت فائق السرعة .

مجرد تساؤلات

شرعية سباق الرئاسة .. رغم اعتراض الكثير على نزول حمدين الصباحي إلى حلبة المنافسة في سباق الرئاسة إلا أنه في الحقيقة دخول حمدين سيعطي المسابقة نوعا من الزخم المطلوب حتى إذا كانت الغالبية ترى أن النتيجة محسومة بدرجة كبيرة لصالح المشير عبد الفتاح السيسي ، إذا ما قرر الترشح للرئاسة ، ولكن السؤال: ما هي المطالب والأهداف التي سيتم تكليف رئيس الجمهورية القادم بها ؟

مصداقية خطاب الحكومة .. نتطلع أن يأتي اليوم الذي نشاهد فيه حكومة مصرية قادرة على مواجهة الشعب بالحقائق كما هي بدون لف ودوران، فقبل أسبوعين أكد أعضاء الحكومة أن العام الدراسي لن يتم تأجيله، وكل شيء تمام، ونفاجأ بعد أسبوع أن حقيقة الأوضاع عكس ذلك تماما، ويتم تأجيل الدراسة ..والسؤال لماذا لم تفرز ثورتا 25 يناير2011 و30 يونيو2013 أي قيادات تنفيذية تتصدر المشهد السياسي ؟ فهل هذا حصاد ضعف الأحزاب القائمة، أم أنها عزوف الكثير من المواطنين عن العمل السياسي ؟ أم هي البيروقراطية المصرية العقيمة ؟

فرحة الأبناء بتأجيل الدراسة .. بالفعل نحتاج إلى أن يبحث التربويون والإخصائيون الاجتماعيون في السر وراء فرحة الطلاب المصريين من تأجيل الدراسة أو الانتهاء منها وكأنها كابوس ثقيل على أنفسهم وعقولهم . فمتى تتحول العملية التعليمية إلى متعة بالنسبة لطلابنا، وتنمية مواهبهم وقدراتهم بحيث يسعى لها طلابنا ويتفاعلون معها ؟
حلم متى يتحول إلى حقيقة واقعية ؟.

تمويل الشركات متناهية الصغر .. في الحقيقة زهقنا من الحديث عن ضرورة دعم وتمويل الشركات الصغيرة ،والتي تمثل أكثر من 90 % من الشركات بالاقتصاد المحلي ، وبالفعل لدينا صندوق اجتماعي للتنمية، وبنوك تدعى أنها تقدم التمويل الميسر للشركات الصغيرة إلا أنه للأسف فإن الإجراءات والمستندات والضمانات التي تتطلبها هذه المؤسسات التمويلية تجعل حصول الشركات الصغيرة على التمويل أملا مستحيل المنال خاصة شركات تكنولوجيا المعلومات.. فهل يكون الأمر في موافقة مجلس الوزراء مؤخرا على مشروع قرار رئيس الجمهورية بمشروع قانون بتنظيم نشاط التمويل متناهي الصغر وتحفيز الجهات والجمعيات والمؤسسات الأهلية الراغبة في تقديم هذا النوع من التمويل ؟.

مشاركات القراء