غواص في بحر التكنولوجيا الصحافة المطبوعة والرقمية

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

غواص في بحر التكنولوجيا الصحافة المطبوعة والرقمية

بقلم : د. محمد عدلى

من خلال جريدتنا " عالم رقمي " والتي تصدر بشكل رقمي في الأساس أحببت أن نناقش معاً تأثير التطور التكنولوجي على الإعلام بمختلف أشكاله المقروءة والمسموعة المرئية، ولنبدأ بالصحافة فأنا من جيل نشأ على قراءة الجريدة المكتوبة بعد شرائها يومياً من بائع الجرائد. ولقد كانت الأهرام هى جريدتي اليومية كما كنت أحرص على شراء أخبار اليوم أيام السبت من كل أسبوع لما تحتويه من ابواب متميزة فنية ورياضية، وما زلت أذكر العدد المتميز لجريدة الأهرام في أيام الجمعة كذلك، ويذكر للأهرام أيضاً أنها كانت من أولى الجرائد التي أولت اهتماماً للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال باب أسبوعي ظل يكبر تباعاً حتى أصبح جريدة منفصلة بكتابها ورئيس تحريرها.
ولكن دعونا نتذكر معاً نشأة الصحافة الإلكترونية وكيف ومتى أصبح تأثيرها في قوة الصحف المطبوعة وربما تفوق عليها، دعونا كذلك نتساءل ما إذا كان هذا النوع الجديد من الصحافة قد أفاد أبناء المهنة الإعلامية العريقة والعاملين بها أم أنه أضر بهم وهل سيكون للصحافة المطبوعة وجود في السنوات القادمة أم أنها فى طريقها للزوال؟
الأسئلة كثيرة وصعبة وبعضها مخيف ولكن لنبدأ بأولها فمنذ عام 2000 تقريباً كان بزوغ نجم الصحف المكتوبة والمنشورة على شبكة الإنترنت، تلك الصحف التي كانت تستهدف في البداية جيل الشباب الذي كان قد بدأ يظهر فى ذلك الوقت وكانت أبرز سماته هى أنه يعيش على شبكة الإنترنت أكثر مما يعيش على الأرض، وبالتالي فعلى من يريد أن يتواصل معه أن يفعل ذلك من خلال وسيلة الاتصال ذاتها الإنترنت، هذا مع بقاء جيل الآباء لهؤلاء الشباب على عهدهم من شراء وقراءة للصحافة المطبوعة على الورق مما خلق نوعاً من التوازن بينهما. كما أن دور النشر العريقة قد تنبهت للوسيلة الجديدة للتواصل فبدأت بدورها في إنشاء المواقع الإلكترونية الخاصة بها والتى ساهمت في البداية في الإبقاء على التواصل مع قرائها عبر وسيلة النشر الجديدة الإنترنت.
ومرت سنوات أخرى وبدأت أتساءل عن عدد النسخ الموزعة من كبريات الجرائد اليومية وكم يبلغ اليوم؟ وآخر الأرقام التي سمعتها عن توزيع جريدة الأهرام وفي أيام الجمعة هو نصف مليون نسخة مطبوعة فقط لا غير، لست متأكداً من دقة الرقم ولكنى على يقين من أنه قد حدث انخفاض شديد في التوزيع لكل الصحف المطبوعة وأن التواصل عبر الإنترنت قد أصبح الوسيلة الأولى للانتشار حالياً وليس الوسيلة الثانية كما كان الحال منذ سنوات قليلة. أرى كذلك أن هذا لم يكن الاختلاف الوحيد، فمع بزوغ نجم الصحافة الإلكترونية ظهر العديد من الفرسان الجدد من الجرائد اليومية والذين استطاعوا أن يتفوقوا فى استخدام وسيلة التواصل الجديدة على بعض الصحف العتيدة العريقة التى يرجع تاريخها فى مصر إلى ما يزيد على قرن كامل، وبالتالي أصبح الفرسان الجدد أكثر تأثيراً من وجهة النظر الإعلامية في القراء من تلك الصحف التي كنا قد تربينا على قراءتها بشكل يومى فيما يشبه الإدمان.
أعتقد أن فنيات وحرفيات المهنة الصحفية نفسها قد تغيرت لتطاوع بيئة النشر الجديدة بالنسبة لها فالإنترنت غير الورقي والبيئة الإلكترونية تتميز بأشياء عن البيئة الورقية كما أن لكل منهما عيوبه كذلك والشاطر الآن هو من سيدرك كل من المميزات والعيوب وينجح فى التكيف مع قواعد اللعبة الصحفية الجديدة قبل غيره.

مشاركات القراء