 وداعا بطل العلوم والتكنولوجيا ومؤسس عصر العلم

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	وداعا بطل العلوم والتكنولوجيا ومؤسس عصر العلم

 بقلم : د. غادة عامر

ولد العالم المصري الدكتور أحمد زويل في مدينة دمنهور بالبحيرة في 26 فبراير 1946 لأسرة مصرية بسيطة، وكان الولد الوحيد على ثلاث بنات. كانت الأسرة تعيش في مستوى بسيط حيث كان الأب يعمل مراقباً فنيا في الصحة. بدأ الطفل الصغير مراحل تعليمه الأولى بمدينة دمنهورثم انتقل بعد ذلك مع الأسرة إلى مدينة دسوق، حيث انتقل والده ليعمل بصحة "دسوق"، حصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية من مدرسة النهضة، وحصل على الثانوية من مدرسة دسوق.
كان د. زويل يقول دائما عن نشأته" نشأت نشأة دينية وسط عائلة متوسطة الحال، في مدينة دسوق وكان يطربني صوت المؤذن في جامع سيدي إبراهيم الدسوقي، حين كنت أسهر وزملائي للمذاكرة حتى آذان الفجر، هذا الصفاء الروحاني وبساطة الحياة، منحاني الثقة
والنظرة المتعمقة والشاملة للحياة، والديلم يكن رجلا حاصلا على تعليم عال،لكنه كان محبا للعلم، أما أمي كان هدفها أن أكون في يوم من الأيام دكتورا(طبيبا)، أو أن أعمل شيئا يخدم الناس ، كان كلامها دائما يحيطني بشعور وجداني إنساني قوي، ويعلمني أن الإنسان مهما بلغ أعلى المراكز وحصل على أرفع الجوائز، فالدنيا تظل بسيطة، وأهم ما فيها العنصر الإنساني". وهنا يكمن دور الأسرة عامة والأم خاصة، حيث إن الأم عليها دور كبير في بناء المجتمع عن طريق بناء أبنائها.
بعد أن أنهى عالمنا شهادة الثانوية العامة التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية عام 1963. في الإسكندرية، اختلفت الأمور،إذ صار لأول مرة وحيداً بعيدا عن دعم واحتواء الأسرة، فعاش مع مجموعة من زملائه وكان همه الأوحد هو الحصول على ترتيب متقدم على الدفعة ليحقق حلم والدته ويعمل شيئا يخدم الناس، ويقول الدكتور زويل إنه تعلم تعليما قويا بسبب الأساتذة الذين علموه جيداً وقابلوه هو وزملاؤه بصدر رحب وكانوا يسمعون لهم ويتقبلون أفكارهم مهما كانت غريبة. وكان دائما يقول إنه لم يتعب في تعليمه في مصر، فقد كان المناخ صحيا وكانت هناك أمانة علمية ولم يكن هناك غش علمي. ومن شدة إعجابه بهم تمني أن يكون واحدا منهم، وهنا تكمن قوة القدوة التي تؤثر في حياة ومستقبل الشباب.
وكنتيجة طبيعية لإصراره ولحبه للعلم ولتعلقه بقدوة حسنة، حصل على البكالوريوس عام 1967 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. وعين معيدا في الجامعة، وبالرغم من أن دراسة الماجستير كان مقدرّا لها الاستمرار بين عامين كحد ِأدنى، وأربع سنوات كحدٍ أقصى، إلا أن زويل استطاع الانتهاء من إجراء التجارب المعملية، وإعداد رسالة الماجستير فقط في ثمانية أشهر،لكن نظرًا للقانون لم يكن يحق له التقدم لمناقشة رسالته التي ارتبطت بدراسة علم الطيف إلا بعد انقضاء العامين كحدٍ أدنى. فحصل على الماجستير عام 1969. خلال هذا الوقت استطاع زويل الحصول على موافقة كتابية من المشرف الرئيسي على الرسالة، بأنه قام بإنهاء المطلوب العملي اللازم لإنهاء رسالته.
باستخدام هذه الموافقة الكتابية، بدأ د. زويل على الفور بالتواصل مع جامعات أمريكية من أجل السفر والحصول على درجة الدكتوراه،. بعد ثلاثة أشهر من إرسال الخطابات إلى الجامعات الأمريكية، تلقى د. زويل خطابًا من جامعة بنسلفانيا ورد فيه أن لجنة الدراسات العليا بقسم الكيمياء قد أوصت بقبوله للحصول على درجة الدكتوراه على أن تبدأ الدراسة في أغسطس لعام 1969. كذلك حصل على إعفاء كامل من رسوم الدراسة، بالإضافة إلى راتب سنوي مقداره 2700 دولار، وأيضًا منحة دراسية للأبحاث الصيفية مقدارها 900 دولار. يقول د زويل "سافرت إلى أمريكا لا أعرف شيئاً عن الليزر، ولم أكن قد سمعت به أبداً. لكني لم أخرج من مصر خالي الوفاض، فأنا كنت محملا بعوامل أساسية ساعدتني على أن أتعلم، فمصر علمتني أهمية التعليم والعلم، وكلما كنت أحرز نجاحا كان المجتمع الذي ولدت فيه يفرح ويفخر بما حققته من نجاح، وأسمعهم يقولون لي على سبيل المثال: "أنت رفعت رأسنا". هذا كان يوجد لدي شعورا غامرا بأن العلم شيء له أهميته التي لا تقدر بثمن، وأن من المهم أن يُعلم الإنسان نفسه. هذا الدور الأساسي أخذته من مصر، أي أن النواة في مصر كانت مهمة جدا لي". في عام 1973، انتهى د. زويل من دراسة الدكتوراه وكان موضوع رسالة الدكتوراه “أطياف الرنين الضوئي والمغناطيسي للأكسيتونات والحالات الموضعية في البلورات الجزيئية”. وبمجرد الانتهاء من دراسة الدكتوراه، كان الدكتور زويل قد شارك في نشر اثني عشر بحثًا علميًا. وحصل على زمالة جامعة بيركلي عام
1975، وعمل أستاذا مساعدا للطبيعة الكيميائية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا كالتك في "باسادينا من عام 1976 حتى عام 1978 ثم أستاذا بنفس المعهد حتى وافته المنية.
استطاع د. زويل أثناء عمله العلمي في الولايات المتحدة أن يعلو يوما بعد الآخر حتى صار واحدا من أساطين العلم بها. ولكن أهم إنجازاته قاطبة ذلك الفتح العلمي العظيم في مجال الكيمياء(الفيمتو ثانية) فقد استطاع لأول مرة في تاريخ العلم، تصوير عملية التفاعل الكيميائي التي لا تستغرق سوى لحظة من مليون بليون جزء من الثانية، فغير بذلك علم الكيمياء الحديثة. وكانت النتيجة أكثر من "30" جائزة دولية، منها علي سبيل المثال جائزة بحوث الكيمياء المتميزة من مؤسسة (N.R.C) ببلجيكا، جائزة المؤسسة القومية الأمريكية للعلوم، جائزة الملك فيصل في الطبيعة، وجائزة هوكست، جائزة وكالة ناسا للفضاء، ووشاح النيل. هذا عدا عن جائزة "ماكس بلانك" أرفع الجوائز الألمانية،وجائزة "ويش" وجائزة "بنيامين فرانكلين" الأمريكية (وسام و ميدالية ذهبية) وهي الجائزة التي سبق أن حصل عليها "البرت اينشتسن" ومدام "كورى" مكتشفة الراديوم والأخوان "رايت"، و قد تسلمها زويل بحضورالرئيس "كارتر" والرئيس "جيرالد فورد" وحوالي 1500 مدعو من كبار الشخصيات وصفوة المجتمع الأمريكي. واختير عام 1988الشخصية رقم "18" الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة. و كانت الجائزة الكبري حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء عن ابتكاره للميكروسكوب الذي يعمل بمقدار «فيمتوثانية»عام 1999، وساهم ابتكاره هذا في التعرف على العديد من الأمراض بسرعة قبل أن يفوت أوانها و كان أكبر خدمة قدمها د. زويل للبشرية، و حقق حلمة وحلم والدته، مؤكدا مقولة تايرون إدواردز "الأهداف النبيلة تشكل شخصيات نبيلة، والمقاصد العظيمة تفرز عقولاً عظيمة".

مشاركات القراء