 الصبر و الابتكار

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	الصبر و الابتكار

 بقلم : د. غادة عامر
يقول جون نيشم ـ مؤلف كتاب " High Tech Start Up" إن الصبر هو خصلة المبتكرين ورواد الأعمال الناجحين، وأنا أؤكد أنه لا يستطيع المبتكر أو الريادي و أي إنسان أن ينجح بدون الصبر على البحث والتجربة وانتظار النتائج وتحمل معوقات تقديم شيء جديد للمجتمع وتحمل أعداء النجاح والنقد السلبي له ولعمله. فلن تجد في صفحات كتب التاريخ وقصص الناجحين من حولك قصة نجاح لشخصية (سواء ذكر أو أنثى) إلا وكانت حياته صعبة، ولن تجد قصة شخصية عاشت حياة سهلة وفعلت شيئا يستحق الذكر.
إن طريق النجاح لا يكون أبدا سهلاً ميسراًمفروشاً بالورد ، فالذين حققوا إنجازات باهرة في حياتهم ، وخلد التاريخ أسماءهم ، قد تجرعوا مرارة الفشل وصبروا على الأذى طويلاً قبل أن يحققوا هذه النجاحات ، فالنجاح الحقيقي الدائم لا يأتي عادة إلا بعد صراع مرير مع الفشل، و في الحقيقة أن ظروف الفاشل هي التي تصنع له النجاح ، وأن النجاح الحقيقي لا يولد إلا من رحم الفشل. فمثلا لخص إبراهام لنكولن ـ الذي انتخب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية عام 1860 م عندما بلغ الثامنة والخمسين من عمره ـ تجربته في النجاح والفشل بمقولة أعجبتني جدا قال :" كنت فاشلا في أي عمل يسند إلى، حتى تجاوزت الأربعين عاما، وعندما سألني أحدهم عن سر نجاحي الذي جاء متأخرا بعد فشلي أكثر من عشر مرات في انتخابات مختلفة، قلت له : لقد علمني والدي كيف أعمل ولكنه لم يعلمني كيف أحب العمل، و كيف أصبر لكي أتعلم وأحقق هدفي، ولقد تعلمت الصبر وحب ما أعمل بعدما تجاوزت السابعة والأربعين من عمري لذلك نجحت".وهذا توماس أديسون مكتشف الكهرباء يفشل أكثر من مئات المرات وينتقد ويتهم بالجنون والشعوذة، بل إنه كان يسمى في مدرسته بالمغفل وكان أساتذته يقولون له إنه لن يستطيع أن ينجح في أي شيء، لكنه صبر ولم يلتفت إلا لحلمه إلى أن وصل إلى نجاح أبهر العالم أجمع، ووالت ديزني الذي كان محررا ًلإحدى الجرائد، و طرده رئيس التحرير بسبب ضعف الأفكار التي يقدمها، وعدم قدرته علي الإبداع، و لكنه صبر وأصر علي تحقيق حلمه وعلى أن ينجح، حتى أنه لأجل حلمه أفلس خمس مرات قبل أن يفكر في عمل أكبر مدينة ألعاب في العالم، ورغم وضوح خطته لتنفيذ المدينة، إلا أنه فشل في الحصول على التمويل اللازم لبناء المدينة ـ أكثر من ثلاثمائة مرة ،لأن جميع البنوك اعتقدت أنه مجنون، و لكنه حاول إلى أن نجح، وقام ببناء مدينة ديزني لاند، وبصبره على المعوقات واستمرار عمله حصل على العديد من الجوائز والتكريمات لعل من أهمها جوائز الأوسكار التي تعتبر الأكثر في التاريخ ، فقد فاز بأكثر من عشرين جائزة أوسكار ، وترشح لأكثر من سبعة وثلاثين جائزة أوسكار ، وبالإضافة إلى هذا فقد حصل على ثلاث جوائز للأوسكار فخرية !
وغيرهم الكثير ممن صبروا و حاولوا و لم ييأسوا وركزوا فقط وفقط علي تطوير
وبناء أنفسهم، و كان جميعهم محركهم الأساسي للنجاح والابتكار هو التفكير الإيجابي، فالمتفائل يرى النتائج أمام عينه ويتضحدر بتحقيقها في مخيلته،ويسعى نحو تحقيقها ويري أن الصبر علي المعوقات والأذى هو الثمن الأساسي للنجاح. يقول روبير تنويس أحد مؤسسي شركة إنتل، والمؤثرين في بدايات تكوين وادي السليكون الأمريكي " التفاؤل عنصر أساسي في الابتكار".
إن جميع الأديان السماوية ركزت في بناء الفرد و المجتمع على الصبر و التفاؤل كأهم أحد لبنات بناء الإنسان، فمثلا في الصبر قال تعالى : "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ"، وقال تعالى: "وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ‏" ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة كل البشرية على مدى العصور في القدرة على التحلي بالصبر على الأذى. و عن التفاؤل قال تعالى في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيراً فله وإن ظن شرا ًفله "، و رغم ذلك أجد الكثير منا لا يصبر ومتشائم وأحيانا كثيرة لا يسعى لتحقيق حلمه أو حتي لتطوير نفسه بحجة أن الحياة صعبة !
نعم الحياة صعبة، نعم هناك قوم خلقوا لتعطيل مصالح الناس وإيذائهم، نعم هناك من يكون هدفه تحطيم أي نجاح أو عرقلته أو تشويه صورته لتدميره نفسيا، نعم هناك مفسدون لا يريدون إلا مصلحتهم ومصلحة من يتبعهم، لكنك إنسان كرمك الله بالعقل و منحك كل القدرات والصفات التي تجعلك ناجحا بل وعبقريا، فجميع البشر بلا استثناء يولدون عباقرة وهذه حقيقة أكدتها معظم البحوث العالمية التي درست سلوك الأطفال، و التي أكدت ان جميع الاطفال يولدون عباقرة و ان سمات العبقرية ممكن ان تختفى نتيجة البيئة التي ينمو فيها الطفل وطريقة تعامل أسرته معه. و لكنك حتي لو ولدت في بيئة لم تساعدك على اكتشاف موهبتك وعبقريتك فيمكنك أن تكون عبقريا، فقط عليك أن تبذل المزيد من الجهد مع الصبر و التفاؤل ، ولا تنس أن العبقرية في الأصل عبارة عن 99 % جهد، و 1 % إلهام كما أكد جميع من نجحوا !

مشاركات القراء