لتنجح لابد أن تؤمن أن المعاناة نعمة وليست نقمة

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

لتنجح لابد أن تؤمن أن المعاناة نعمة وليست نقمة

بقلم : د. غادة عامر
إن قصة النجاح المشرفة للعامل السعودي الذي ولد في قرية الراكة - التي تقع حول مدينة الظهران في السعودية - و كان ينتمي لعائلة بدوية بسيطة تبحث عن قوت يومها بالتنقّل بحثا عن موارد الأكل، تعتبر أحد أعظم قصص نجاح الشباب العربي في درب الكفاح، وأحد النماذج المشرّفة للجميع، بتوظيفهم ظروف الحياة الصعبة في صناعة مستقبل ناجح، لا لأنفسهم فقط بل لمستقبل الأجيال القادمة من بعدهم.
فالقصة التي سوف أسردها اليوم تمثل مصدر إلهام لملايين الشباب حول العالم، وتدعو لمواجهة قسوة الظروف، مهما ضاقت الأحوال. فقد حقق هذا العامل نجاحا لا مثيل له بمجرد إصراره وجِدّه واجتهاده الشخصي ليغير واقعه، فهو استطاع بنظرته الايجابية لكل المعوقات والعراقيل ، وبحثه الدائم عن حلول لتطوير نفسه
وللتغلب علي مشاكله بطريقة ابتكارية أن يتبوّأ أعلى المناصب التي لا يصلها كثير من الناس.
لقد قرر أن يغير حياته في لحظة غير متوقعة، لحظة كانت كالبرق الخاطف، لكن أثر هذه اللحظة كان طويلا وعميقا، حيث قلبت هذه اللحظة حياته رأسا علي عقب. كانت تلك اللحظة عندما منعه مهندس أمريكي ـ كان مشرفا علي الموقع الذي كان يعمل به هذا الشاب الصغير يوم كان عمره حينها لا يتجاوز 13 عاما - أن يشرب كوب ماء باردا، بعد يوم طويل من العمل الشاق في الحر الشديد
والرطوبة، حين قال له بطريقة غير آدمية : "أنت عامل ولا يحق لك الشرب من الخدمات الخاصة بالمهندسين" .
في هذه اللحظة نسي عطشه وتعبه وحتى العرق الذي يتصبب على وجهه، بل
لم يفكر في الكلام الذي قاله المهندس الأمريكي، لكن لأنه شخص إيجابي أخذ يفكر أياما و أياما ويسأل نفسه : "كيف أستطيع أن أكون مهندسا؟ كيف يمكنني تغيير حياتي لأكون مثل هؤلاء؟" .فقرر بعد أيام بسيطة أن يكمل دراسته وبدأ بالدراسة الليلية حتى لا يتأثر عمله ومصدر رزقه، وبعد السهر والجهد والتعب والسنين حصل على شهادة الثانوية ، بتفوق رغم انه لم يقصر في عمله أبدا.
ونتيجة لتفوقه الدراسي والتزامه في العمل، تم ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية على حساب الشركة التي يعمل بها, وحصل على بكالوريوس في الجيولوجيا من جامعة ليهاي في بنسلفانيا وأيضا بتفوق، عاد وعين مهندسا بالشركة. ولأنه تعود على النجاح والإصرار ثابر للحصول على الماجستير في الجيولوجيا من جامعة ستانفورد، ونتيجة لجهوده الرائعة والمبتكرة في إدارة النفط والزيوت حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة "هاريوت - وات " اسكتلندا. وبالتالي أصبح رئيس قسم ثم شعبة ثم رئيس إدارة، و بعد أعوام من واقعة منعه من شرب الماء، أصبح نائب رئيس الشركة ثم أول سعودي يترأس شركة عالمية من الشركات العملاقة !!!!
وفي يوم دخل علية المهندس الأمريكي يطلب منه الموافقة علي طلب إجازة،
وعندما قدمها قال له : "أريد الموافقة على إجازتي وأرجو عدم ربط ما حدث بجانب برادة الماء بعلاقتنا في العمل"، ولأن بطل قصتنا شخص إيجابي، حيث إنه لم يفكر أبدا في الموقف إلا علي أنه كان خيرا له ، رد قائلا : "بالعكس اسمح لي أن أشكرك من كل قلبي على منعي من الشرب , صحيح أنني حقدت عليك ذلك الوقت ولكن أنت السبب بعد الله في كل النجاح الذي حققته إلى الآن" .
هذه قصة العامل السعودي الذي استطاع بإيجابيته وإيمانه بالتوكل على الله بعد العمل الجاد، أن يصبح رئيس شركة من كبرى الشركات العملاقة في صناعة البترول ، شركة أرامكو السعودية.
إنها قصة وزير البترول السعودي الدكتور علي النعيمي، الذي أسس ما يعرف بثقافة أرامكو أو أخلاقيات أرامكو، التي صنعت فارقا كبيرا في شركة أرامكو وانضباط موظفيها في العمل. لقد طبق القوانين علي نفسه قبل الآخرين و كان نعم القدوة الحسنه في عمله واجتهاده والتزامه الشديد، ولقد قادت إدارته الابتكارية الحازمة أرامكو وسوق النفط السعودي نحو الصدارة العالمية.

مشاركات القراء