 " بنك المعرفة "بداية للمحتوى الرقمي .. ولكن !

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	" بنك المعرفة "بداية للمحتوى الرقمي .. ولكن !

 بقلم : فريد شوقي
الجميع يعلم أن الصناعة العربية للمحتوى الرقمي تمر حاليا بمرحلة ولادة يروق للبعض وصفها بأنها متعثرة ، وتواجه تحديات جمة تحول بصورة كبيرة دون استكمال منظومة بناء مجتمع المعرفة .

إذ بعد نجاحنا بصورة كبيرة في تأسيس بنية تكنولوجية تحتية ، وشبكات للاتصالات ونقل البيانات ونشر قاعدة كبيرة لمستخدمي الكمبيوتر ، والإنترنت ، والهواتف المحمولة يأتي الدور على كيفية تعظيم القيمة المضافة الحقيقية لهذه البنية المعلوماتية من خلال توسيع قاعدة الخدمات التي يمكن تقديمها عبر شبكة الإنترنت وهنا يجب الحديث عن تنمية ودعم صناعة عربية المحتوى الرقمي.

بالطبع فإن إطلاق مشروع البوابة الإلكترونية " بنك المعرفة المصري www.ekb.eg" والذى يتضمن بوابة الأطفال ، بوابة الطلاب ، بوابة الباحثين بالإضافة إلى بوابة القراءة العامة " يشكل قفزة نوعية في توفير قاعدة متميزة من المحتوى الرقمى ، غالبيتها حتى الآن باللغة الإنجليزية ، من المواد العلمية والأبحاث والكتب المتخصصة التي ستساعد بصورة كبيرة على تطوير مهارات الشخصية والخبرات العلمية لدى مستخدميها كذلك يمثل الاقبال غير المتوقع ، مليون مشترك في البوابة الإلكترونية أول 5 أيام ، إن هناك حالة من الشغف لدى مختلف فئات الشعب المصري للمعرفة بعكس ما يحاول البعض أن يؤكد أننا شعب لا يقرأ ولا يريد أن يفكر .

ولاشك أن وضع المشروع تحت مسئولية مؤسسة رئاسة الجمهورية مباشرة، وإطلاقه من جانب رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في يوم الشباب ، أكسبه نوعا من الزخم الإعلامي الإيجابي للتوعية به ونشره والثقل المنشود من خلال الشركاء ، سواء على مستوى التعاقد مع دور النشر العالمية أو من خلال حرفية إعداد وتصميم البوابة بصورة مبسطة بجانب الاهتمام المطلوب لكون هذا المشروع هو مجرد نواة استراتيجية لإتاحة المعرفة وتحسين عملية التعليم والعمل على رفع مستوى المدرس والطالب وإنارة الطريق أمام المهتمين بعملية البحث العلمي من خلال توفير محتوى رقمي متميز " مجانا " .

ولكن ما تسليمنا بأن البوابة ما زالت في مرحلة البث التجريبي إلا أن غياب المحتوى الرقمي العربي بصورة شبه نهائية يجعلنا نتساءل عن رؤية القائمين على هذه البوابة عن كيفية مخاطبة المستهدفين من هذه البوابة فهل هي تخاطب غالبية الشعب المصري ، ولغته الأساسية العربية ، أم تخاطب من يجيدون اللغة الإنجليزية ، والذي أتصور أنه ليس في حاجة لهذه البوابة فهم يستطيعون الوصول والتواصل مع الكثير من المكاتب الرقمية المنتشرة حول العالم كذلك من المهم أن يكون للشركات العاملة في مجال المحتوى الرقمي العربي ودور النشر العربية دور ملموس في المحتوى الرقمي للبوابة وإلا ستفقد الكثير من الأهداف التي من أجلها أطلق المشروع وهو مساعدة كل فئات الشعب المصري للدخول والتواصل مع عالم المعرفة .
.. لا نريد ان نقلل من أهمية جوهر الفكرة في حد ذاتها ولكن في نفس الوقت لا نريد أن تكون البوابة مجرد واجهة إلكترونية لعرض إنتاج دور النشر الغربية من المعرفة ، سواء في صورة كتب أو دراسات أو أبحاث علمية أو حتى برامج تعليمية ، وإنما نريد أن تكون هذه البوابة عالمية المحتوى الرقمي ولكن بنكهة مصرية عربية تساعد في نشر مفهوم المعرفة بين أبنائنا من الاطفال والشباب وعنصر مساعد لبناء قاعدة كبيرة من الباحثين المتميزين وفي نفس الوقت إعطاء مساحة من النشر لكل الأعمال الإبداعية والابتكارية من أفراد ومؤسسات الشعب المصري .
وفي الحقيقة يجب أن أنوه إلى أن أحد أهم التحديات التي تواجه صانعي المحتوى الرقمي هو عدم القدرة على تحقيق عوائد مالية من وراء هذا المحتوى نظرا لغياب ثقافة شراء المحتوى الرقمي عن غالبية المستخدمين العرب ويفضل غالبية مستخدمي الإنترنت والمحمول الحصول " مجانا " على هذا المحتوى مما يؤثر سلبيا على مستقبل استمرار الشركات العاملة في مجال ‘عداد وتصميم المحتوى الرقمي لهذا أتمنى أن يكون متاحا لدى بوابة " بنك المعرفة المصري " التمويل المالي المناسب لضمان استمرار وتطوير هذه البوابة وألا يكون مصيرها كغيرها من المشروعات التي أطلقت ولكن للأسف لم تلق المتابعة والدعم المطلوب فتجمد نشاطها وتحولت لمجرد موقع على الإنترنت .
..لعلنا نتفق على احتياجنا إلى توطين "صناعة عربية للمحتوى الرقمي " لا "صناعة محتوى رقمي عربي" ، بمعنى الاعتماد في هذه الصناعة على الموارد العربية والموارد الأجنبية، وترجمات الموارد العربية إلى اللغات الأجنبية، ستساهم في تقليص الفجوة المعرفية الرقمية السائدة بين العالم المتقدم والعالم النامي وبين الوطن العربي، كذلك ستساهم في تقليص الفجوة الرقمية للإنتاج البحثي والعلمي باللغة العربية والإنتاج البحثي والعلمي، وتدعم الإنتاج العلمي والثقافي العربي على شبكة الإنترنت العالمية، وستساهم هذه الصناعة أيضاً في إيصال إبداعات العقول العربية للعالمية، ولا يخفى على أحد في عصرنا الحالي دور الاقتصاد المعرفي في رقي ونهضة الأمم والشعوب، وكما تدل الدراسات الاقتصادية عن وجود علاقة أساسية بين استعمال المجتمعات للغتها الأم وبين نموها الاقتصادي والاجتماعي.
نتطلع إلى إطلاق استراتيجية مصرية لصناعة المحتوى الرقمي تتضمن تنظيم ونشر المحتوى بكل أنواعه سواء مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا ، وحقوق الملكية الفكرية وكذلك آليات طرحه لمستخدمي الإنترنت وكيفية وجود معادلة اقتصادية تشجع شركات المحتوى الإلكتروني لتطوير منتجاتها وحلول الخاصة بالمحتوى بالإضافة لضرورة وجود حوافر وعناصر تشجيعية لدعم وتوطين هذه الصناعة وإلا سنجد أنفسنا فريسة للشركات العالمية الأجنبية لصياغة المحتوى الرقمي العربي وفقا لرؤيتها ، وعدم مراعاة المصداقية ، الأمر الذى ربما يؤثر سلبيا في ذاكرة أبنائنا وأحفادنا والذين باتوا يعتمدون على الإنترنت للحصول على المعلومات .

مشاركات القراء