#التكنولوجي_هي_الحل

بقلم :أسماء حسني
بين رحيل عام ومولد عام آخر دائما نجد أن عقلنا وذكرياتنا فيها ما يقلب الأحداث ما بين الماضي والحاضر وتوقعات المستقبل ، الرغبات وأرض الواقع ، الحلو والمر ، الحلم والعمل، الرضا وعدم الرضا ودائما في مثل هذه الأيام من كل عام مع البهجة بانقضاء عام ومولد عام جديد بتحدياته وآماله لا نستطيع أن نخفي قلقنا من قطار العمر هل يمضي القطار سريعا أم متمهلا ؟ هل نحقق أحلامنا أم ننغرس في واقعنا وننسى هويتنا؟ هل تحقيق الحلم رفاهية أم الحلم يمكن تحقيقه بالعمل الجاد المضني .
تعود ذاكرتي لأيام طفولتي وصباي وكيف كنت طفلة وصبية متحركة أميل للعب مع الأولاد وبألعابهم مثل كرة القدم والرماية وكنت ملولة جدا لا أستطيع التواجد في مكان واحد أو بصحبة أحد لمدة طويلة أميل للحركة والحركة السريعة لذلك أمضيت صباي في الرياضة البدنية من كرة طائرة لكرة سلة .. تعلمت روح الفريق والجلد في التمرين للوصول للهدف وهو الفوز ولذة الانتصار والأمل يتعلق في الفوز مع صفارة الحكم ودائما التضرع إلى المولى العلي القدير بدعوات خافتة أن تكون البطولة والفوز من نصيب فريقي .. أضحك الآن لأن دعواتي إلى المولي اليوم أن يقربنا إليه بالعمل الصالح .. ذكريات وذكريات .
في دراستي الجامعية - وكانت علي غير رغبتي - دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية وسبقها عام من الفشل في دراسة علوم الهندسة - علي غير رغبتي أيضا - ولكن القدر في عام دراستي لعلوم الهندسة في جامعة الإسكندرية قدمني على استحياء للحاسب الآلي والذي كان رواده يرتدون الرداء الأبيض قبل الدخول عليه في قاعاته المكيفة تكيفا باردا جدا وذلك للحرارة الناشئة عن CPU وباقي مكونات الحاسب الآلي العملاق في هذا الوقت ، وكان عمري ١٧ عاما. أتعرف بشغف علي لوحه المفاتيح والطابعة العملاقة .. وباقي المكونات وأحاول أفهم وأتكلم بلغة "البينري" لغة الحاسب الداخلية 0,1 .....الخ.
عالم مثير غامض ومن هنا بدأت رحلتي مع الحاسب العجيب لتكون حجر أساس في صناعه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ولذلك بعد انضمامي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية - علي غير رغبتي أيضا - جامعة القاهرة قررت الانضمام للدراسات المسائية الحرة لمعهد الحاسب الآلي جامعة القاهرة لأتعلم أول حروف من لغة البرمجة الكوبول في هذا الوقت .
أصبحت أتحدى نفسي وأجبرها علي الجلوس لساعات طويلة بلا حركة للبحث في الكروت الصفراء المثقبة عن أخطاء كتابة حرف في جملة في برنامج بالساعات الطويلة .. وكان تحديا مذهلا بالرغم من طاقاتي الديناميكية والملل الذي يصيبني من تكرار عمل مماثل أو الجلوس بلا حركه لوقت طويل للوصول إلى الهدف وهو حل المشكلة.
تعلمت الصبر والجلد حتى حبي للموسيقي، وعزفي للآلات الوترية تركته وأصبح عَزْفِي كله منصب علي لوحه مفاتيح تعزف الجمل والأرقام لتنتج عنها برامج وأحلام لصناعه واعدة ـ صناعه برمجيات وحلم بالتحدي والأمل والدعاء للمولى بالنجاح والتعلق بصفارة الحكم لإعلان نتيجة المباراة مع كل مشروع أو منتج مصري جديد .. ولكن نتيجة المباراة هنا لن تنتهي إن شاء الله إلا بانتهاء قطار العمر .. المباراة والتحدي في نقل صناعة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات نقلة نوعية يكمن عائدها في القضاء على البطالة ، فتح أبواب عمل للمرأة المعيلة ، زيادة الدخل القومي بتنمية هذه الصناعة ، تقليل الاعتماد على العنصر الأجنبي من توريد برامج أو أجهزة آو إدارة مشاريع أو استشارات ... الخ. وهذا سيقودنا إلى تحقيق الأمن القومي للاعتماد علي الكوادر الوطنية مع توفير العملة الصعبة لاستيراد هذه المكونات .
#المشكلة_هي_الحل#
#التكنولوجي_هي_الحل#
#الحلم_الإرادة_الإدارة#
بداية طريقي لعالم صناعة البرمجيات كان تحديا وأملا في الفوز في المباراة وبدأت بتوريد برنامج كامل لإدارة مستشفى قصر العيني الفرنساوي من شركة عالمية، وبعين المحبة والعاشقة للحاسب الآلي وبإحساس الحالمة بتواجد في عالم صناعة البرمجيات عقدت العزم وقبلت التحدي ودخلت ماراثون سباق صناعة البرمجيات ، أعلنت أننا كمصريين ممكن أن يكون عندنا برنامج مماثل لإدارة المستشفيات بأياد مصرية .. وجاءت الفرصة وجلست أتمرن ـ أقصد أدير فريق عمل ٥ سنوات كاملة للإعلان عن برنامج مصري ١٠٠٪ لإدارة المستشفيات ويتعامل مع الملفات الطبية بجدارة وهنا تعلمت الكثير والكثير .. التحدي وصفارة الحكم أخذتني على مدى ٢٥ عاما إلي بلاد الله رحالة من نجاح لفشل لتحدي حتى أصبح الحلم واقعا وحقيقة والحصة السوقية كمعيار للنجاح التجاري. بدأت في الزيادة وبدأت دورة الصناعة بدأت بمركز تدريب لتأهيل خريجي الجامعات المصرية تحت مظلة وزارة الاتصالات وبعد إتمام تدريبهم تحويلهم إلي مصنع برمجيات، وبعد ذلك يتم التسويق عن طريق افتتاح فروع
والتوقيع مع عدد من الموزعين في البلاد العربية المختلفة وإنشاء فرع للولايات المتحدة الأمريكية .. وتحول البرنامج المصري إلى برنامج عالمي يدعو لمناقصات عالمية ، وهنا كان لدراستي للاقتصاد باع في رؤيتي من جميع الزوايا مع نشأتي شبه العسكرية، إذ جعلت حسي الأمني في المشاريع القومية يسبق خبرتي المهنية المكتسبة وولائي لوطني جعلني أرفع علم صنع في مصر في كل البلاد التي تواجدت أنا وفريق عملي فيها، ونجحنا علي أرضها تحت علم مصرنا الحبيبة .
خبرتي البسيطة جعلتني مؤمنة بأن النجاح إرادة وأن التكنولوجي طريقة وأسلوب فكر وتسلسل منطقي للأفكار If ...Then
ودائما أجد أن لكل مشكلة حلا ينبع من داخلها لو فكرنا بتسلسل، وتعلمت أيضا أن إدارة الأزمات من أساسيات النجاح لان تحويل الأزمة إلى نجاح، والفشل إلى تحد للنجاح ، وكيف أن الإدارة الناجحة لا تكمن في مؤسسة ناجحة ولكن في كيفية تحويل الفشل إلى نجاح بالتحدي والإصرار والعمل تحت ضغط عنصر الوقت أو ضعف الإمكانيات المادية.
في العام الذي يلوح لنا معلنا قرب الرحيل هزتني صورة لطفل في حي شعبي ليلا جالسا علي الأرض يبيع الخبز وتحت عمود النور في شارعه يستذكر دروسه.. إنه التحدي .. إنه العلم .. إنها الإرادة ..طبعا تسبقها إرادة المولى العلي القدير ورضاه .
#المشكلة_هي_الحل#
#التكنولوجي_هي_الحل#
#الحلم_الإرادة_الإدارة#
مع مولد العام الجديد أتمنى للجميع الرضا والصحة والإيمان، ولمصرنا الحبيبة الثبات والنصر ولقياداتنا التوفيق لما فيه خير بلدنا مصر، وتبقي التكنولوجيا هو القلب النابض الذي تدور حوله حلول المشاكل وبشائر الاهتمام بالصناعة والقائمين عليها بدأت بالرعاية السياسية لهذه الصناعة ، والله الموفق وكل عام وانتم ومصرنا بألف خير وسلامة .
#تحيا_مصر#