الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع.(8)

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع.(8)

بقلم : د. أحمد الحفناوي
انتقل العالم في توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ( ICT آي سي تي) في ثلاث مراحل : الأولى دفع التكنولوجيا Technology Push – الثانية جذب السوق Market Pull – الثالثة تحدي مجتمعي Societal Challenge. وهذه المراحل لها آليات مختلفة وتخاطب شرائح مختلفة. إن توظيف التكنولوجيا للتحديات المجتمعية العشر التي أشرنا إليها في المقال قبل الأخير يعتمد على مفاهيم جديدة ولنبدأ بأولها وأهمها في رأينا وهو محور التعليم والتعلم والثقافة والمعرفة، وهو أساس التنمية البشرية.
فشلت نظم التعليم التقليدية والتي يصرف عليها المجتمع المصري حاليا ما يزيد على 150 مليار جنيه سنويا في مرحلة التعليم الأساسي فقط في التنمية. والحل ليس بإنشاء مدارس جديدة فالمنظومة ببساطة غير فعالة وبناء المدارس لحل مشكلة "الكثافة على مستوى الفصل" هو إهدار للمال العام. فالواقع أن نسبة التزويغ جعلت كثافة الحضور الفعلي أقل بكثير من الكثافة المسجلة على الورق. وعلى الرغم من هذا فالبعض يقترح صرف ما يقرب من 50 مليار جنيه لبناء 10 آلاف مدرسة !! حل الطوب والأسمنت ليس هو الحل. الطلبة منصرفون عن المدارس .. فالمنظومة لا توفر لهم أي قيمة حقيقية ..مناهج بالية وتقويم غير عملي، ومدرس غير مؤهل .. ومنظومة بها من يقوم بالتنفيذ، هو نفسه من يفكر في التطوير، هو نفسه من يقيم الأداء.. منظومة قائمة على فكر عتيق أن الطلبة كلهم لهم نفس الاهتمامات والقدرات .. منظومة تعامل البشر كمنتج صناعي وتقولبه.
منظومة التعلم يجب أن تقوم على بناء معرفي حديث وقد قمنا بعمل نموذج منه يعتمد على استخدام الكم التفصيلي Mass Customization فيتاح لكل فرد مسار معرفي خاص به. ويتم تحديثه بشكل دائم ودوريا طوال العمر، فالمعرفة تتغير بشكل مستمر .. منظومة تعتمد على ثلاثة عناصر : خريطة معرفية (الخريطة) , تقييم معرفي (البوصلة) , ومادة معرفية وتطبيقاتها (وسيلة النقل المناسبة). والمادة المعرفية تعتمد على تشويق وجذب المتعلم مواد لا تركز على "ماذا" ولكن تركز على "لماذا" و"كيف".. مواد تعمل على فصي المخ معا .. مواد تستخدم الفيديو والصوت وغيره في بناء معرفي عصري. مواد تعتمد على "التفكير" و"التواصل" و"الحياة".... مواد تثير الخيال وتثري اكتساب المعرفة. وهنا يأتي دور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
تتوافر لكل منا آلاف الملايين من الصفحات والكتب والبيانات وغيرها على شبكة الإنترنت , وبالتالي فالمنظومة التي تعتمد على الحفظ والاسترجاع هي منظومة بالية.. الامتحان يجب أن يقيم القدرة على التفكير والإبداع والبحث وليس الحفظ فالمعلومة تتوافر دائما لك. ماذا ستفعل بها ؟ هذا هو السؤال الحقيقي , فنحن نعيش في عالم به انفجار معرفي، والمطلوب هو بناء القدرة على التعامل مع هذا الحجم الهائل من المعلومات، ومع الآخرين، وليس مع معلومات شحيحة كما كان الحال من سنوات قليلة .
تتيح تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التعامل مع الانفجار المعرفي بحيث يتم بناء النموذج الإدراكي مع توفير تعامل الطلاب مع المعرفة انطلاقا من بيئتهم وطبقا لاحتياجاتهم وقدراتهم وبشكل يعتمد على مزيج فعال من النظرية والتطبيق. ومرة أخرى فتوفر تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الأدوات لتحقيق ذلك بخفض هائل في التكلفة مع تحقيق جودة أعلى.. ويتيح لنا هذا الخروج من حالة التيه التي نعيش فيها كمجتمع يعيش في القرن الـ 21 بجسده ولا يعيش فيه بمعرفته وبالتالي عقله.
فإلى لقاء قريب عزيزي القارئ.

Dr.elhefnawy@gmail.com
05/

مشاركات القراء