ناجح البواب .. " أشع يشع إشعاعا "

بقلم : د. ناصر فؤاد

طوال شهور الصيف وانقطاع تيار الكهرباء لم تشهده عمارتنا، وإن حدث انقطاع للكهرباء، فلا يستمر لأكثر من دقائق معدودة، وإن ندر حدوث هذا إلى أن قامت شركة الكهرباء بتغيير خط الإمداد الخاص بنا بعيدا عن خط الإمداد الخاص بالشرطة، وأصبح انقطاع الكهرباء يمثل عادة يومية لنا، وما أن دخلت مدخل عمارتنا إلا وانقطع التيار الكهربائي، وخرج مسرعا ناجح البواب من مكمنه ، وطفق يتأكد من عدم وجود أي أشخاص بالمصعد، وأن عربة المصعد بالدور الأرضي، ثم من فصل الكهرباء عن موتور رفع المياه، وبادرني "منور يا دكتور" .
العبد لله : ده نورك يا ناجح انت والكشاف بتاعك.
ناجح : يا باشا الشيء لزوم الشيء ، كتر الحزن يعلم البكا، اتفضل كرسي لحد ماتيجي الكهربا، ما بيطولش.. يدوبك نص ساعة بس.. أنا باطفي أي حاجة علشان ساعات بتيجي زيادة ، وساعات تيجي مقلوبة ، والسنسير بيتلخبط .. وبتبقى آخر لخبطة.
العبد لله : الله يفتح عليك ، بس انت كنت فين امبارح طول النهار ؟
ناجح : يا باشا خدمة لوجه الله ، الدكتور ناصف كان رايح يعمل أشعة بالصبغة على القلب ، رحت معاه مركز الأشعة من الصبح، وعلى ما خلّص كانت الساعة بقت ٦ بالليل ، وكان صايم علشان الأشعة، واتغدينا عند الكبابجي ورجعت .
العبد لله: أشعة علي القلب تاخد ١٠ ساعات .. ليه ؟
ناجح : يا باشا الأشعة مأخدتش أكتر من ربع ساعة ، بس هم استنوا الأول ساعة لحد ما الدور جه علينا، وبعدين النبض كان مش مظبوط، وساعة كمان، وبعدين ساعة لحد ما جه دوره وقالوا نستني ينضفوا المكان ويطهروه، وعمل الأشعة وأخد الصبغة وطلع ، جت الممرضة وقالت احنا آسفين الأشعة اتعملت غلط على الصدر، مش علي القلب ، لازم نعيدها وطلبت أن يشرب ميّه كتير علشان الصبغة تنزل ، ونفس اللفة جه دورنا وعمل الأشعة وأخد صبغة تاني .
العبد لله: أخد الصبغة مرتين ، ده خطر جدا ، دي سموم ،ده ممنوع في الطب
ناجح : احنا في مصر محدّش بيعرف ياخد حق من الدكاترة ، الحال مركز كبير بتاع ناس مهمة.
هنا وفجأة ظهرت هالة مشعة بمدخل العمارة تتحرك نحونا.
العبد لله : سلام قول من رب رحيم.
ناجح : ضاحكا ، إيه يا باشا الرعب ده ، ده الدكتور ناصف بس لِسَّه أثر الصبغة ما رحش منه.

وعلى الله قصد السبيل