ناجح البواب ..يابدع الورد ياجمال المأمور

بقلم : د/ ناصر فؤاد
وجدت "عبد البديع" قريب "ناجح" يجلس علي الدكة الملكية المخصصة لناجح لليوم الثالث علي التوالي ، وبما أني أعرفه جيدا ، ليس فقط لكونه أبن عم "ناجح" ولكن لأنه عامل بمحل الزهور المقابل لمنزل أحد معارفي ، قررت أن أعرف ما وراءه وما سبب جلوسه المستمر علي دكة بوابنا الهمام.
العبدلله : السلام عليكم ، اخباركم أيه ، فين الورد البلدي بتاع المربي اللي وعدتني بيه من سنة ولا كلام بتوع الورد بيدبل بسرعة .
عبد البديع : موسم الورد البلدي البمبي الأصلي يبدأ في نص أبريل ، ومنصحش سيادتك تعمل مربي منه ، ده مرشوش لما أتعمي ، وعلي قول سيادتك ، بتوع الورد دبلوا وداخوا وراحوا فأبو نكلة ، الحكاية بقت خل علي الأخر.
العبد لله : مالك ياعبد البديع شايل هموم الدنيا، وصوتك مش عاجبني ، وبعدين ما أنت زي الفل ، أينعم قاعد طول النهار بقالك 3 أيام منورنا بس الأمر ما يمنعش من أجازة، الشغل مش حيطير.
ناجح : لا ياباشا الشغل طار ، والحكاية بقت صعبة علي عبد البديع ، من يوم ما فجروا مديرية أمن الدقهلية ، والشغلانة باظت علي الأخر .
العبدلله : هو انتوا كنتم بتجيبوا الورد بتاعكم من مشتل الداخلية.
عبد البديع : ياباشا أحنا كنا طول عمرنا بنشتغل بمرتب صغير جدا مايكفيش أسبوع العيال مصروف ، بس والحق كان فيه بقشيش والعملية منغنغة ، وبعد 25 يناير الورد بيعه مبقاش قد كده ، صاحب المحل قرر يشغلنا أنا وزميلي اللي معايا بنص مرتب ، واذا كان عاجب وقال لنا ممكن تيجو كل واحد 15 يوم في الشهر بس ،لأنه مش محتاج اتنين عمال ، بس زميلي وأنا اتفقنا أننا نيجي كل يوم ، امال حنقعد لامؤاخذة في البيت مع النسوان ، وأهي بترزق فلوس قليلة وعلي قد القد لكن مستورة والحمد لله فيه مواسم وفيه أفراح ، وجت 30 يونيو والبيع أشتغل والناس بدءت ترجع تهادي بعض بالورد ، وبعدين أنفجار في مديرية أمن في المنصورة ، راح مكهرب كل البوليس ، وكل الأقسام عملت حواجز وقفلت حواليها ، وسعادتك عارف أن محل الورد بتاعنا في أول الشارع اللي فيه القسم علي بعد حوالي 250 متر من القسم ، عساكر القسم جم حطوا متاريس وقفلوا الشارع وبقي يعدوا عربية عربية ، والعربية اللي مش عجابهم أو خايفين منها تتفتش كما أنزل ، يعني في منهم بيفكوا الكراسي والأبواب كمان ، وكل راكب وظروفه ، وطبعا الناس اللي عايزة ورد مش وش بهدلة ولا يحبوا علشان يشتروا حبة ورد يتفتشوا أو يطلعوا البطايق والرخص، بس كانت برضه ماشيه في البيع بس بالتيلة ، وهوب جت قنبلة مديرية القاهرة ، راحوا حطين أسلاك شايكة وبيدخلوش حتي عربيات السكان ، السكان أشتكت وفيها ناس محترمة ومهمة ، بقي يدخلوا عربيات اللي بطاقتهم علي عنوان الشارع بس ، وبعدين فجأة راحوا حطين بلوكات أسمنت قفلت الشارع تماما، وطبعا مبقاش فيه حد بيجي ناحية المحل ولا حتي بيطلبنا في التليفون الا نادر جدا ، صاحب المحل قال "بصوا بقه هو 10 أيام مرتب في الشهر والباقي تروحوا تشتغلوا في أي حتة ، وبقي الواحد يشتغل 1 ويبطل يومين ، ويوم الشغل صاحب المحل بيطحنا علشان يبقي عنده شغل جاهز لباقي الأيام بتاعة التوريدات المعتادة للفنادق ، والعملية بقت ضنك الضنك ، يوم شغل والباقي ولا شغلة ولا مشغلة.
ناجح : ياعبدالبديع هو مش وزير الداخلية أمر برفع الحواجز وفتح الشوارع.
عبد البديع : فعلا رفعوها 3 أيام كان المأمور عنده نزلة برد بسخونية وبيجي يدوب يقعد في مكتبه ، أول ما خف وبقي كويس أخد باله أن الشارع ماشي عادي وفيه عربيات ، نزل زعق وعمل عمايله ، وجاب العساكر وفضل واقف عليهم لحد ما حطو سلك شايك ومترايس ومنع الدخول تماما ، واللي عايز يدخل يعدي علي القسم ويمشي عكس الأتجاه وهم يفتشوه ويدخلوه لو من السكان
العبد لله : طيب محدش كلمه ولا قاله ان ده قطع عيش لكم .
عبد البديع : ياباشا احنا خليناه بيشوف السلك الشايك والمتاريس ويتأكد أنها مقفولة ، وقلنا له اننا اتخرب بيتنا بالطريقة دي ، رد علينا وقال "هي ناقصة الورد كمان ، فوقوا البلد محتاجة تأمين شامل" وراح ماشي وسمعناه بيغني "يابدع الورد يا جمال الورد"
وعلي الله قصد السبيل

عيني علي ساسة واقفة بتترقص
شوية بتنظر وعلطول بتشخص
بلدنا عايزة الفعل وانتوا كبيركوا كلام
نفسكوا تبقي فتة او عضمة تتمصمص
وعجبي