الأولوية لتنمية صناعة خدمات المعلومات ودعم صادرات التعهيد وليس للإلكترونيات

مستمرون في ضخ الاستثمارات المالية بالسوق المحلية ولكن نتطلع لرؤية مستقبلية واستراتيجة متكاملة
مع شريك بولندي:300 ألف متر للاستثمار بالصناعات الغذائية والخدمات اللوجستية بمنطقة قناة السويس
" IDC " : 10 ملايين دولار حجم السوق المحلية للحوسبة .. وتوقع تجاوز 35.8 مليون دولار في 2020

كتب : خالد حسن
أكد المهندس مدحت خليل ـ الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة" راية القابضة " ردا على سؤال" عالم رقمي " أن من المهم جدا أن نركز دعم مفهوم صناعة الخدمات التكنولوجية وتنميتها لأنها صناعة كثيفة العمالة ولا تحتاج إلى استثمارات مالية مشيرا أن شركة "راية للتعهيد " مثلا لديها فقط 5 آلاف شاب وموظف يعملون في صناعة التعهيد ونقوم بتعيين نحو 400 شاب ،إذا تم الحصول عليهم ومؤهلين ، مطالبا الحكومة باتخاذ مجموعة من الإجراءات السريعة لجذب استثمارات محلية وأجنبية جديدة لقطاع تكنولوجيا المعلومات، مشددًا على ضرورة وجود رؤية اقتصادية واضحة للدولة.
أضاف الأولوية في الوقت الحالي يجب أن تكون لاستعادة مكانة صناعة التعهيد المصرية والقى نظرة على خلق عشرات الآلاف من فرص العمل الحقيقية ناهيك عن كون أن 75 % من صناعة التعهيد هى خدمات تصديريه ذات قيمة مضافة بنسبة 100 % للبلد ولكن للأسف فإن أقصى حد لدعم صادرات التعهيد لا يتجاوز 500 ألف دولار سنويا في حين أننا نريد تشجيع الشركات العاملة في هذه الصناعة لتنمية صادراتها والتوسع في خلق فرص عمل جديدة للشباب .
أشار أن " راية " قامت بإنشاء فروع جديدة لمراكز الاتصالات فى كل من "الغردقة" و"دبي" و"بولندا" مؤخرًا، كما أنها مستمرة في الاستثمار بالسوق المصرية والتي تعتبر سوقا واعدة جدا ، ولكن يحتاج للتنظيم ووضع رؤية مستقبلية واستراتيجية متكاملة ، إذ تعتزم الشركة إنشاء مركز اتصالات ضخم بالمنطقة التكنولوجية بالمعادي .
استثمار خاسر
أضاف في الحقيقة هناك مجالات كثيرة يجب منحها الأولوية لتحقيق التنمية التكنولوجية ولكن بالتأكيد ليس من ضمنها توطين صناعة الإلكترونيات إذ إن العالم كله الآن ـ بما في ذلك دول أوروبا وأمريكا، يتجه إلى الصين كمصنع العالم للإلكترونيات خاصة أن هذه الصناعة تحتاج لبنية تحتية كبيرة جدا واستثمارات ضخمة جدا وليس هناك مستثمر أو رحل أعمال يريد أن يخسر نحو 300 مليون جنيه على الأقل.
أوضح أن ما يحدث الآن هو محاولات لتجميع مكونات سواء للهواتف الذكبة أو أجهزة الكمبيوتر .ومن المستحيل أن يكون لها قيمة اقتصادية حتى على مستوى العمالة فهى استثمارات كثيفة رأس المال بدرجة كبيرة وأكبر مصنع يمكن أن يوفر 200 فرصة عمل على الأكثر.
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر " راية للحوسبة السحابية ، الذي نظمته الشركة مؤخرا بحضور المهندسة ريم أسعد ـ الرئيس التنفيذي لراية لخدمات مراكز البيانات وبالتعاون مع مؤسسة " IDC " العالمية للأبحاث في مجال تكنولوجيا المعلومات، وأطلقت الشركة أول منصة مصرية للحوسبة السحابية تحت اسم " راية كلاود " والتى ستقدم لعملائها في مصر والشرق الأوسط أحدث تكنولوجيا الحوسبة وتقديم خدمات مهمة جدا لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة للانتقال إلى العالم الرقمي ويتحقق طفرة كبيرة في تنمية أعمال الشركات ومؤسسات الأعمال.

نطوير الخدمات التعليمية
أوضح الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة" راية القابضة " ردا على سؤال "عالم رقمي " يشمل تطوير قطاع التعليم والصحة أكبر مطلب من الجهات الحكومية بوصفها أكبر عميل ولكن للأسف في الـ 4 سنوات الماضية كانت الحكومة مشغولة مما أدى إلى هجرة الكثير من العقول التكنولوجية التي كانت موجودة بالجهات الحكومية ومصادر كثيرة هاجرت وتركت مصر لأن دولا جذبتهم في المنطقة وأفريقيا وهولندا وإنجلترا وشباب للأسف هاجروا وفقدان ناس كثيرة والحاجة الثانية يعرف بالحد الأقصى للأجور والمرتبات فلن تجعل وزيرا يعمل ولا رئيس قسم للتكنولوجيا لديه خبرات 10 - 15 عاما، يصل راتبه في السوق المحلية بالقطاع الخاص إلى 50 - 60 ألف جنيه ، وفي قطر 150 ألف جنيه وفي السعودية 100 ألف جنيه ، ولكن في الحكومة 15 ألف جنيه مما أدى إلى إفراغ الجهات الحكومية من الكفاءات التكنولوجية وليس هناك كفاءات في الحكومة على الإطلاق.
أضاف أن التحدي الذي يواجهها كشركة للتكنولوجيا ، تريد أن تقدم خدمات للجهات الحكومية، فإنه للأسف ليس هناك كفاءات تكنولوجية نتحدث اونتفاوض معها أثناء تنفيذ المشروع وكذلك عند تسليم المشروع إذ في الأغلب لن يستلمه أحد وربما تتحمل " شركة التكنولوجيا " التكلفة بالكامل لذا فإن المستقبل ضبابي بالنسبة للتكنولوجيا في الجهات الحكومية ونأمل أن يتغير هذا الموضوع في القريب العاجل في ظل قناعة القيادة السياسية بأهمية دور التكنولوجيا ووجود وزير نشيط لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وفيما يتعلق بالتحديدات التي توجه المجتمع التكنولوجي قال خليل إن ما ينقصنا هو كفاءة وجودة التعليم ورغم ما ينص عليه الدستور من تخصيص موارد مالية كفاية إلا أنه غير مطبق وبالنسبة لقطاع تكنولوجيا المعلومات كان لدينا أفضل كليات في العالم و الطلاب في حاجة للتدريب والتأهيل ووزارة المهندس شريف إسماعيل لابد أن تكون الأولوية لتطوير قطاعي التعليم والصحة والاعتماد على الحلول التكنولوجية الحديثة لتحسين هذه الخدمات .
تنمية اقتصادية
وفيما يتعلق باستثمارات الشركة في مجال صناعة الأغذية أوضح أن الشركة حصلت مؤخرا على نحو 200 ألف متر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إذ تسعى "راية القابضة" عبر شركتها التابعة "أسطول للنقل البري" لإنشاء مشروع لتخزين المواد الأولية والفحم، وذلك للاستفادة من قدرات "أسطول" وتعظيم عوائدها مشيرا أن الشركة قامت بشراء هذه الأرض منذ أكثر من عام تقريبا فى شمال غرب خليج السويس بالمنطقة الاقتصادية طريق العين السخنة ،بتكلفة 5 جنيهات للمتر، لاستخدامها كمنطقة تقديم خدمات لوجستية وتخزين حاويات ومصانع واستلمنا الأرض بالفعل .
أضاف نعمل أيضا حاليا على شراء قطعة أرض جديدة بمنطقة محور قناة السويس " العين السخنة " ، 100 ألف متر ، من أجل إنشاء مصنع للمواد الغذائيه لاسيما في ظل المفاوضات التي تتم حاليا الاستحواذ على 20 % من أكبر شركة للأغذية في بولندا ، شركة " ماكاروني بولسكي " موضحا أن تنفيذ عملية الشراء متوقفة على المفاوضات النهائية مع المساهم ونتائج الفحص النافي للجهالة.