#التكنولوجي_و_العالم_الافتراضي

بقلم : اسماء حسني
إلى أين يأخذنا التقدم التكنولوجي ؟ وأين نحن من هذا التقدم .. سوْال فرض نفسه علىّ منذ فترة طويلة بإلحاح . انظر حولك في أي اجتماع عمل أو عائلي أو في عيادة طبيب أو في أي مكان تجمع تجد كل فرد منكبا علي هاتفه المحمول يكتب أو يقرأ رسائل من الأهل والأحباب أو الأعداء أو منكبا ومندمجا مع عالمه الافتراضي في مملكة الفيس بوك أو إمبراطورية التويتر .
إلي أين نحن ذاهبون وأين نحن من هذا التقدم ؟ سوْال يطل بإلحاح شديد ، ونحن نقترب من الأعوام الخمسة عشر لوجود المملكة الافتراضية للفيس بوك في عالمنا الافتراضي نجد أن هدفها الرئيسي كأداة تواصل اجتماعي ولم شمل العائلات والأصدقاء الذين فرقهم العالم الواقعي من بعد المسافات والانشغال بالأعمال أو بالأسر الصغيرة نجد أن مملكة الفيس بوك قامت بتجميعهم مرة أخرى ، وهنا بدأ المنضمون في التزايد ويكفي أن تذكر اسم مدرستك مثلا لتجد هذا الملك المتوج الفيس بوك باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بربط كل خريجي نفس المدرسة معا وبذلك تجد نفسك فجأة محاطا بكل أصدقاء طفولتك الجميلة المبهجة وأصدقاء صباك لتتذكر معهم الأيام الحلوة وتشيّر معهم صوركم المشتركة والتي دائما تأخذك لعالم سعيد طالما افتقدته في حياتك اليومية المطحونة بالعمل واللهاث وراء تحقيق أهدافك وأحلامك الشخصية والخاصة بعائلتك ومجتمعك المحدود .
تزايدت أعداد المتواصلين .. بعضهم من أصدقاء أصدقائك حتى أفراد عائلتك بدأت تتواصل معهم عن قرب أكثر من اجتماعات العائلات والتي أصبحت تتباعد على أرض الواقع وتتزايد على أرض العالم الافتراضي ، أكثر من هذا أصبح التعبير عن الرأي في المواضيع اليومية التي تمس حياتنا الاجتماعية بل تطورت إلى السياسة والاقتصاد .. محور مهم من محاور النقاش والجدل والتي اقتربت وتدانت من المعقول واللا معقول من الأخلاق إلي اللا أخلاق ودائما مفتاح الأسلوب في يدك فأنت من تستطيع في عالمك الافتراضي أن تفتح أو تغلق باب مملكتك الصغيرة في الفيس بوك مثلا لشخص دون آخر حسب ارتياحك الشخصي لوجوده في مملكتك وهذا من مزايا العالم الافتراضي والذي قد تفشل ان تحققه في العالم الواقعي لاعتبارات اجتماعيه كثيرة.
وهنا قد تكتشف موهبة في شخص قريب أو صديق تعرفه منذ سنوات وسنوات ولكن العالم الافتراضي يسلط عليه الضوء في اتجاه محدد لترى وتكتشف فيه ما كنت غافلا عنه ، فأصبح عالمنا الافتراضي جزءا لا يتجزأ من عالمنا الواقعي وقد لا يمر يوم إلا وتقوم بالمرور علي أحبابك وأصحابك اجتماعيا لم يغفل العالم الافتراضي أن يذكرك بالمناسبات الاجتماعية مثل أعياد الميلاد لتشارك أحبابك وأصحابك احتفالهم وأصبحت كروت التهنئة والحلويات والورود من الأشكال الافتراضية التي ترضي جميع الأذواق متوافرا لتقوم بإرسالها للأهل والأصدقاء في المناسبات السعيدة . وقد يمر عام لتجد هذا الملك المتوج يذكرك بصديق لم تقم من مدة بمخاطبته أو بطلب منك وضع أولويات لأخبار أصدقائك حسب أهميتهم لك.
ودائما أي تقدم تكنولوجي هو سلاح ذو حدين الإيجابيات في التواصل وسرعته والمشاركات الاجتماعيه في الأفراح والأحزان ولكن يبقى الحد السلبي وهو استخدامه في جمع الأخبار ومصدر للمعلومات الشخصية والعامة وأيضا أداة سريعة سرعة البرق في نشر الشائعات والأكاذيب ولهذا أصبح بعض الأصدقاء والمواقع يتميزون بالمصداقية دون غيرهم لتحققهم دائما من مصادر أخبارهم.
ولم تكتفي هذه المملكه الافتراضية بالأصدقاء والأحباب بل تزايد عدد المواقع الرسمية السياسيين وممثلي الدوله مثل المتحدث الرسمي العسكري ليتمكنوا من مواكبة تقدم العصر ونشر الأخبار الصحيحة بدلا من إعطاء الفرصه للأعداء لنشر الشائعات والأكاذيب.
وظهرت مناسبات افتراضية خاصة بل ومظاهرات إلكترونيه للتعبير عن الاّراء والأحداث ، ودائما التكنولوجي سلاح ذو حدين ...
#المشكلة_هي_الحل#
#التكنولوجي_و_العالم_الافتراضي#
هذه المملكه المتوجة لم تكتف بهذه الأدوار بل كانت من الأدوات الرئيسية لتفجير الثورات وحشد المتظاهرين بل ووسيلة فعالة لتواصل بعض العناصر الخارجة عن القانون لاستغلالها أسوأ استغلال ولذلك بات من المؤكد أن يتم التدخل الأمني لمراقبتها والتأكد من عدم استغلالها كوسيلة لتنفيذ مخططات الإرهابيين والخارجين عن القانون للتواصل بل لنشر البلبله والشائعات الكاذبة التي قد تفقد الأفراد والمؤسسات أمن واستقرار بلادهم .
وحتى لا يتسرع أعداء الأوطان إلي المناشدة الكاذبة بالحرية والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي والرأي الاخر وكل هذه الأكاذيب نرى أن في أمريكا مهد الديمقراطية المزعومة أما تطاول طالب علم مصري علي مرشح جمهوري مرتقب بالتعبير عن رأيه اعتبر إرهابي فكر وعقيدة وتم ترحيله إلى بلده مصر فوراااااا. أي أن التواصل الاجتماعي يعتبر كأي أداة إعلام لأنه إعلام مواز افتراضي يستمد قوته من الأعداد الهائلة لمستخدميه ولهذا أصبح من يستغله يقع تحت طائلة القانون ليس فقط للنواحي الأمنية ولكن اجتماعيا قد نجد بعض الفاسدين مثلا قد يأخذ الصور من الألبومات الشخصية للتلاعب بها وابتزاز أصحابها بعد تزويرها ..... وهنا لابد ان يأخذنا الحديث الأسبوع القادم عن حماية عالمنا الافتراضي ....
في العالم الواقعي نحمي أنفسنا بالأبواب وأبواب الحمايات ولكن كيف نحمي مملكتنا الافتراضية ؟؟؟؟
للحديث بقية...
#المشكلة_هي_الحل#
#التكنولوجي_و_العالم_الافتراضي#