طبيب مصري يبتكر طريقة جديدة لتصنيع فقرة لدعم العمود الفقري للمرة الاولى عالميا

أختير الدكتور محمد إبراهيم رشيد علي أستاذ العمود الفقري بكلية الطب جامعة عين شمس ليكون مبعوثا للدراسة فى جامعة فيينا بالنمسا خلال التحضير للحصول على درجة الدكتوراه و للتدريب على احدث وسائل العلاج الجراحي لكسور و اصابات الفقرات العنقيه تحت اشراف احد اشهر جراحي العالم فى هذا المجال ” بروفيسور يورج بوهلر jorg bohler " .
أضاف أن الاختيار يساعد علي نقل أخر ما توصل له العلم الحديث فى هذا الفرع الدقيق من الجراحه و الذي كان يشكل رعبا لكل من المرضى و الجراحين على حد سواء و ذلك بالطبع لاحتواء منطقة الفقرات العنقيه الرقبه على العديد من اعضاء الجسم الحساسة و الخطيرة (الحبل الشوكي و الاعصاب ).
وقال رشيد أنه من خلال عمله مع فريق متميز من الجراحين النمساويين المتخصصين فى هذا المجال اكتشف ان كفاءة الاطباء و الجراحين المصريين لا تقل بأى حال عن نظرائهم فى هذه الدول المتقدمة و انما يكمن السر الحقيقي فى المنظومة المتكاملة سواء فى العمل او فى الحياة بوجه عام و بصورة رائعه فى كل ما يتعلق برعاية المريض حتى تصل الى اعلى و اجمل مستوياتها فى مجال جراحة العمود الفقري و على وجه الخصوص بمنطقة الفقرات العنقيه ” الرقبه ” و ذلك بالطبع الى جانب توافر كافة الامكانات البحثيه و الادوات الجراحيه.
وأضاف رشيد أنه بالرغم من هذا التطور الهائل و التقدم العلمي الحديث فإن اسلوب العلاج الجراحي لاصابات و كسور الفقرات العنقيه كان هو نفس الاسلوب الذى تدرب عليه بمصر و مع توافر الوسط العلمي المنظم و اسلوب الحياة و امكانيات البحث العلمي الهائلة و الاحترام الشديد من اساتذته الاجانب لآرائه التى كان يدلي بها اثناء العمل، حيث لمعت فى ذهنه فكرة مشابهه للمفاصل الصناعيه للركبة و الفخد، فيما قام بعرض فكرته الجديدة وهى ” الفقرة الصناعيه البديلة للفقرات التالفه ” نتيجة الكسور الشديدة أو أورام الفقرات، في الوقت الذي أكد فيه المشرف عليه أن مثل هذه الفكره لا توجد فى العالم حتى هذا الوقت، ووجهه إلى اهمية تسجيل فكرة هذا الابتكار عند احد المحامين المتخصصين فى حماية الملكية الفكريه، كما دله على شركة كبرى متخصصه فى إنتاج الأجهزة الطبية الدقيقه.
وأشار رشيد أن تصنيع الفقرة استغرق عدة اسابيع حتى تم انتاج النموذج الأولى prototype ، حيث طلب تسجيل براءة الإختراع لمكتب براءات الإبتكار النمساوي تمهيدا للبحث عن طريق المكتب العلمي المتخصص لدى الإدارة عن عدم وجود براءة إبتكار مثيلة مسجلة على مستوى العالم ، و بعد إجراء كافة الاختبارات الميكانيكية لقوة و ثبات الفقرة الصناعيه البديلة فى قسم الميكانيكا بكلية الهندسة بجامة فييني ثم تجربتها عمليا على جسم إنسان cadaver بكلية الطب الشرعي بالنمسا ، وتم الإنتظار للحكم و النتيجة، و بعد حوالي 6 شهورتم الحصول علي براءة الابتكار، بالإضافة إلى شهادة جدة والتي تفيد أن الأول من نوعه على مستوى العالم، فيما تم تسجلية في 45 دولة على مستوى العالم.
وأكد رشيد أن فقرة الفقرة الصناعية تتلخص فى التصنيع المسبق لمجموعة من الفقرات تناسب كافة مقاسات الفقرات الطبيعية للإنسان من مادة التيتانيوم و هو معدن مخلق إستخدم لأول مرة فى (سفن الفضاء ) و مخلق خامل لا يتفاعل مع جسم الانسان و هو اخف من معدن الذهب و اقوى بعشر مرات من الصلب الذى لا يصدأstainless steel و مزايا الفقرة الصناعيه البديلة عديدة و تتفوق على العملية التقليدية و التى يتم فيها استخدم رقعة عظيمة من العظام القشرية cortical bone مثل عظام الحوض او الشظية مع استخدام شريحة تثبيت امام الفقات منعا لتزحزح الرقعه العظيمه.
من ناحية آخري قال رشيد، أن جراحات العمود الفقرى من الجراحات سريعه التطور خلال نصف القرن الماضي،حيث لوحظ تسارع هذا التطور بصورة مذهلة خلال العشرون عاماً السابقه، فيما يرتبط هذا الأمر إرتباطاً وثيقا بالتقدم التقني التكنولوجي خلال هذه الفترة، خاصة فيما يتعلق بالتطور فى علم المعادن metallurgy ، والتحسينات الدائمه على الأدوات الجراحيه المختلفه، و دخول العديد من أجهزة التشخيص الحديثه، والتى يضاف إليها الجديد كل يوم و تطور علم المناظير الجراحيه، ويصل من مرحلة اليسر الشديد فى وصول احدث المعلومات و التقنيات فور تنفيذها فى اى مكان من العالم ما جعل التفكير الجمعي البشرى يصل الى افضل مرحله من التفاعل للوصول الى كل ما فيه خير البشر فى كافة المجالات