افتتاح معرض إعادة اكتشاف العلوم الإسلامية في متحف التكنولوجيا

كشف متحف سان خوسيه للتكنولوجيا النقاب عن واحدة من أكثر حضارات العالم ريادية، من خلال إزاحته الستار مؤخراً عن معرض "إعادة اكتشاف علوم المسلمين"، المعرض المذهل الذي يؤكد بجرأة المساهمات المشهودة للعلماء المسلمين خلال العصر الذهبي للإسلام (700 -- 1700 م) في ميادين العلوم والتكنولوجيا.

شملت قائمة المتحدثين في الافتتاح كاتب المقالات المعروف والكاتب المسرحي والمحامي والكاتب الفكاهي وجهت علي؛ ومبتكر المعرض لودو فيرهين، المدير التنفيذي لمؤسسة إم تي إي استوديوز في دبي بالإمارات العربية المتحدة وكيب تاون بجنوب أفريقيا؛ ورئيس مجلس مدينة سان خوسيه سام ليكاردو؛ ورئيسة مجلس آن متحف التكنولوجيا آن باورز. وقد أدّت فرقة دراويش المولوية Mevlevi Order الأمريكية رقصة المولوية التراثية الساحرة، مترافقة مع أصوات وألحان ناعمة- بلباسهم التقليدي- كمشاركة من اتحاد الجالية المسلمة، وذلك أثناء العرض الخاص لمعرض "إعادة اكتشاف علوم المسلمين" المخصص لوسائل الإعلام. حيث جالت وسائل الاعلام بصحبة الضيوف في جولة مع مبتكر المعرض، لودو فيرهين.
صرحت بذلك آن باورز وقالت كنت في جولة عالمية قبل عامين عندما شاهدت معرض "إعادة اكتشاف العلوم الإسلامية"، وفوجئت قليلاً حين عرفت معلومات عن العصر الذهبي للإسلام، وعن تأثير مفكريه على الطب الحديث، والرياضيات، والفلك، وغير ذلك. وإن وجود المعرض اليوم في متحف التكنولوجيا هو نسخة محسنة كثيراً عن المعرض السابق".
لقد استلهم فجر العصر الذهبي للإسلام في القرن السابع بعمق تعاليم الإسلام لطلب العالم وتبادل المعرفة. يتكون المعرض متعدد الوسائط من 40 منصة، تسلط الضوء على مدى انسجام عمل المسلمين جنباً إلى جنب مع أبناء مختلف الأديان والأعراق الأخرى، في شتى أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا. يُعرف معرض "إعادة اكتشاف العلوم الإسلامية" الذي يشهد إقبالاً واسعاً باسم "سلاطين العلم" أيضاً، وهو يغطي المجالات الرئيسية للجهود العلمية الإسلامية بما فيها الهندسة المعمارية، والفنون، والفلك، والهندسة، والاستكشاف، والطيران، والرياضيات، والطب، والبصريات، والتحكم بالمياه، في إطار تصميم جميل يتخذ شكل رحلة عبر الزمن.
من جهته قال لودو فيرهين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة إم تي إي استوديوز، "إن معرض "إعادة اكتشاف العلوم الإسلامية" يهدف إلى التركيز على زيادة المعرفة والفهم للكثير من المساهمات التي لا تقدر بثمن، والتي وصلتنا من العالم الإسلامي". وأضاف "بالإضافة إلى قدرته على اجتذاب الزوار، فإن هذا المعرض يشجع بقوة على بناء الجسور بين جميع الثقافات، وعلى فتح آفاق جديدة أرحب".
أضاف فقبل قرون من تجارب الأخوين رايت للطيران، استطاع عباس بن فرناس أن يحلق في سماء الريف الإسباني فوق التلال بواسطة طائرة شراعية لرجل واحد، وكان ذلك قبل ألف سنة من رحلة رايت الشهير في ولاية كارولينا الشمالية. فيما انهمك الجزري على وضع أسس الهندسة الحديثة وكتابة كتابه الشهير عن الحيل الهندسية في 1206، حيث وصف خمسين جهازاً ميكانيكياً، ووضع تعليمات حول كيفية بنائها. فيما وضع الخوارزمي السماء نصب عينيه، وأسس الأسلوب الرائد لدراسة وحسابات حركات الكواكب.
يتطرق المعرض لمواضع تبين المحاولات المبكرة لمفكري قرطبة المسلمين لشرح آلية تحليق الطيور، في حين أن مفكري دمشق تدارسوا قبلها بعقود الرياضيات والإحصاء.
أما كاتب المقالات والفكاهي وجهت علي، الذي كان واحداً من المتحدثين باعتباره سيقدم سلسلة من المحاضرات المصاحبة للمعرض فقال: "يعد هذا المعرض خطوة واحدة تساعد الأمريكيين في اكتشاف بوصلتهم الأخلاقية من خلال فهم تاريخ قد لا يعرفونه"
قد يجادل البعض في مسألة ما إذا قدمت الحضارة الإسلامية مفهوم الصفر إلى العالم، لكن ما من خلاف على أن متحف سان خوسيه للتكنولوجيا يخطو خطوة جريئة في استضافة المعرض بأحدث إصداراته: "إعادة اكتشاف العلوم الإسلامية".
معرض "إعادة اكتشاف العلوم الإسلامية" هو ثمرة بحث وتطوير مؤسسة إم تي إي استوديوز التي يقع مقرها في دبي وكيب تاون، وهو المعرض العالمي الجوال الذي انتقل إلى أماكن مختلفة في السنوات القليلة الماضية بما في ذلك مركز ليبيرتي ساينس في ولاية نيو جيرسي، ومركز أونتاريو للعلوم، وعالم تيلوس للعلوم في كندا، حيث لاقى اهتماماً واسعاً وحاز على جوائز تقديرية عديدة.