سنة أولى ثورة .. والقوى الوطنية الشابه

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

سنة أولى ثورة .. والقوى الوطنية الشابه

بقلم : خالد حسن

 

نتفق جميعا على ان أهم ما يميز الشباب بصورة عامه هو حماسة وقوة ارداته واصراره على تحقيق الاهداف مهما كان صعوبتها أو حجم التحديات التى تواجه وقدرته على تحويل الافكار والطموحات الى واقع ملموس ولكن فى نفس الوقت لا يجب ان نغفل أن هذه الحماس اذا لم يوجه الى الطريق الصحيح او يتم ترشيده يمكن ان ينحرف عن تحقيق اهدافه بصورة تؤدى الى نتائج عكس ما هو مرجو منه .

واكدت ثورات الربيع العربى أن الشباب العربى لم يمت ، رغم سعى بعضهم للبحث عن فرص هجرة بالخارج فى الماضى،  فأن الغالبية العظمى ممتلىئه بحبها لأوطانها وترغب فى المشاركة السياسية بقوة فى اعاة رسم مستقبل شعوبها من خلال بذل الكثير من الجهد والعرق لضمان حياة كريمة افضل لشعوبنا وتحقيق مفهوم التنمية الشاملة الاجتماعة والاقتصادية و عدالة التوزيع .

ومع مرور العام الاول على انطلاق شرارة الربيع العربى ظهرت مجموعة من القوى السياسية الشبابية  تحت مسميات مختلفة " جماعات ، ائتلافات ، احزاب سياسية " ، الا ان السمة الاساسية لها هو اعتمادها على اعضاءها من الشباب المتحمس لفكرة التغير بكافة الوسائل ، المشروعة وغير المشروعة قانونيا، حيث باتت هذه الفكرة تشكل جوهر تحركات هذه القوى فى الشارع والتفاعل مع الاحداث المتلاحقة والعمل على تصعيدها والوصول بها الى مرحلة التصادم مع القوى السياسية الاخرى سواء جهاز الشرطة او المجلس العسكرى او حتى القومى الاسلامية لاسيما بعد فشل القوى الشبابيه " المتحمسة والغير محترفه بأساليب العمل السياسى" فى التكتل وتنظيم نفسها للتواجد بقوة على ساحة العمل السياسى الرسمى " مجلسى الشعب والشورى " بل أن الامر امتد الى استخدام لغة التأمر والتخوين وتبنى الاجندات الخاصة " محلية وخارجية " لكل من كان يقف صفا واحد اثناء الايام الاولى للثورة وأصبح فقدان الثقة هو شعار جميع القوى السياسية تجاه بعضها البعض .

فى تصورى أن قادة الرأى العام ، من الشخصيات الوطنية السياسية والاعلامية  " تشكل عنصر العقل والحكمة لهذا الوطن لاعادة توجيه هذا الحماس من القوى الشبابية الوطنية " حديثة العهد بالعمل السياسى ومتطلباته " بما يخدم فى النهاية تحقيق اهداف ثورة الشعب " عيش – حرية – عدالة اجتماعية " فبدون تنازل جميع القوى السياسية عن اهدافها الخاصة والتجمع وراء اهداف وطنية سيكون لدينا صراع دائم لن يتوقف عن مجرد تسليم السلطة لرئيس مدنى او حتى تشكيل حكومة ائتلافيه بل يمكن ان تستغل هذه القوى الشبابية لاشعال صراعات بين مختلف فئات الشعب تحت شعار براقه وهذا ما شهدناه جميعا بعد احداث ماساة استاد بورسعيد وتوجيه القوى الشبابية غضبها لوزارة الداخلية والعمل على اشعال حرب شوارع لمدة 5 أيام خسر فيها الجميع ولا داعى لسرد حجم هذه الخسائر الا ان أقلها انها باتت تثير علامة استفاهم لدى المواطن العادى ماذا تريد القوى الشبابية ؟ وهل هم ثوار حقيقيون لديهم اهداف محددة ام ماذا ؟ وهل الثورة تعنى ان تكتفى القوى الشبابية بالبقاء فى الشارع واثارته وتصعيد كافة الاحداث أم الاتجاه الى ميادين العمل المحتلفه لاعادة بناء صفحة جديدة  فى تاريخ وطننا ؟  

وفى اعتقادى اينما لا يوجد قواعد منظمة لحرية ابداء الرأى والتعبير يوجد التخلف والفقر والجهل والفساد واعمال البلطجة ، ففى غالبية دول العالم الديمقراطية هناك قوانيين تنظم عملية التظاهر والاحتجاجات والاعتصمات ايضا ليعرف الجميع حقوقه وواجباته للتعبير عن رأيه بدون ان يكون هناك حرب شوارع بين المتظاهرين ورجال الامن والذين يقتصر دورهم على سلامة المتظاهرين وضمان وقوع اى اعمال عنف او تحرشات بين المتظاهرين والمواطننين فمتى نصل لهذه المرحلة من النضج السياسى فى تعبير القوى السياسية عن اراءها والتى يحتمل دائما ان تكون صواب او خطا فليس هناك حقيقة واحدة أو حل واحد .  

وعلى الجميع ان يعلم أن العمل السياسى ، مما كانت وطنية اهدافه ، يفقد قيمته عندما لا يراعى تفاصيل الحياة اليومية ويصبح شاهد زور عندما لا يسعى باتجاه تحسين وتطوير نمط الحياة لغالبية المصريون كل يوم والا سنقع فريسة لمقولة أن عوائد التنمية تحتاج لفترة زمنية حتى يشعر بها المواطن العادى ونطالبه بمزيد من الصبر والانتظار والتحمل فهذا يمثل نوع من العبث اللامنطقى مع من يفقد الامان و يبحث عن الاستقرار .

لم يعد الشعب يتحمل حملة التفتيش فى النوايا ومدى جدية كل القوى السياسية للالتزام باهداف ثورة الشعب المصرى ، فى ظل الاتهامات المتبادلة والتشكيك الدائم بين جميع القوى السياسية ، مما يدفعنا فى اتجاهات متشتته بعيدا عن الاهداف الرئيسية للثورة ولم يعد مقبولا تجاهل ملف التنمية الاقتصادية لحساب ملف الحرية السياسية وفى نفس الوقت نقلل من انتخابات مجلس الشعب كأول عمل سياسى شارك فسه 60 % من الشعب الامر الذى يضع القوى الشبابية فى موقف لا تحسد عليه اما الشعب حول حقيقة أهدافها هل تريد ان تحكم هى مصر وهى لم تقدم ما يثبت كفاءتها فى ادارة البلاد ولم تقدم رؤية حقيقة لتحقيق نقله نوعية بالبلاد اعتقد أن الواقع يحتم على هذه القوى المشاركة فى عملية ادارة البلاد واكتساب الخبرة او على الاقل اتخاذ موقع المارقب الوطنى النزيه للتأكد من جدية كل الاطراف وليس الوقف دائما موقف المتشكك واحتكار الحديث باسم الادارة الثورية . 

كذلك على كافة القوى السياسية ان تتيح للقوى الشبابية مساحة للتعبير عن اراءها ومقترحاتها ، باعتبارها شريك وكومت رئيسى للثورتنا ، فمثلا من المهم تعين جزء كبير من الشباب فى مجلس الشورى القادم كما انه من المهم الاستماع للقوى الشبابية المنضمة للاحزاب السياسية ،  وليس جماعات غير قانونية ، بالاضافة الى الاستعانة بهذه القوى الشبابية فى العمل التنفيذى بالجهات الحكومية والاستفادة من حماستهم الثورية لتوظيفها لصالح الوطن ومكافحة الفساد وتطهير هذه المؤسسات وتطوير العمل وتحسين الانتاجية والايمان بنظرية تبادل الادوار وأن علينا تسليم الراية لهؤلاء الشباب بوصفهم يمثلون امل مصر فى مستقبل افضل .

  • §    مجرد تساؤلات

سلمية الثورة والعناصر المخربه ... يقول الله تعالى (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) الروم 31-32  ... بات خروج القوى الثورية عن مفهوم سلمية الثورة أحدا أهم العوامل التى خصمت من رصيد الثوار لدى الشارع الذى التحم بالميادين بعد 25 يناير لإدراكه حينها سلمية المشروع الثورى، وهو خطأٌ يرتبط بآخر، وهو عدم تنقية صفوف الثوار من عناصر مخرِّبة تدخل إلى الميدان ثم تمارس الفوضى، فتتصدر المشهد ويعلو صوتها وفعلها على العقلاء من الثوار، مما يترك انطباعات سلبية فى ذهن المواطن تجاه المجموع . فهل ينجح الثوار فى استعادة سلمية الثورة واستكمال اهدافها ؟

الاستبداد بالرأى  ... ابدى كثير من القوى الشعبية والسياسية رفضها التام لفكرة العصيان المدنى والتى لا تهدف الا لاعادة الوطن لدائرة الفوضى .. السؤال لماذا تظن بعض القوى " الغير احترافيه سياسيا، أنها تمتلك الحكمة والرأى الصحيح الوحيد وتخرج علينا كل يوم بافكار هدامه ولا تستطيع ان تقدم لنا رؤى مستقبلية لبناء الوطن وتحقيق تطلعات غالبية المواطنيين؟ أخشى ان تدفع قريبا هذه القوى" الغير احترافيه سياسيا " ثمنا فادحا ، كما دفعته فى رفض الشعب لها بانتخابات مجلس الشعب ، وسيعتبرها الشعب قوى مضاده لرغبته فى الحياة والاستقرار ؟

الاستخدام السىء للانترنت ... دعوات احتلال قناة السويس عبر الفيسبوك ودعوات العصيان المدنى وقبلها الشحن بين التراس ناديى الاهلى والمصرى  كلها تكشف عن الدور السلبى لبعض مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى ، مما يدعون انهم ثوار ، والتى اصبحت بمثابة منابر لفرض الراى ونشر الكراهبة والطائفيه بين فئات الشعب المصرى  .نتطلع الى تنظيم نشر المعلومات على هذه المواقع على غرار كثير من الدول الاوروبية التى تعيد النظر فى الحرية المطلقة،  لنشر المعلومات المغلوطة على هذه المواقع ، ولاسيما التى تمس الامن الوطنى .. فمتى ستتخذ سنرى خطوات حقيقة لتوعية وحماية المواطن من مساؤى استخدام الانترنت ؟

مشاركات القراء